كشفت صحيفة "Business Insider" الإسبانية أن شهر ماي الجاري شهد انخفاضا حادا لواردات الغاز الجزائري إلى إسبانيا، بنسبة 20.2 في المائة، وذلك بعد أن كان حجم الشحنات منتظما، خلال شهري مارس وأبريل الماضيين.
ووفق نفس المصدر، جاءت هذه الخطوة الانتقامية بعد إرسال رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، رسالة خاصة إلى الملك محمد السادس، يعرب فيها عن دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب، باعتباره الحل الأكثر جدية ومصداقية وواقعية لنزاع الصحراء.
وكانت الجزائر وإسبانيا تستعدان لزيادة قدرات أنبوب "ميدغاز"؛ حيث استثمرت "Naturgy" و"Sonatrach" ما يقارب 84.8 مليون يورو (90 مليون دولار بسعر الصرف الحالي)، لهذا الغرض.
كما قال مسؤولو البلدين إنه سيُسمح لخط الأنابيب بتزويد حوالي 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنويا، إلى شبه الجزيرة الأيبيرية. لكن ومنذ يناير الماضي، لم يتم تنفيذ الإجراء الرسمي، على الرغم من الاتصالات التي تم الحفاظ عليها بين الشركات المعنية، في محاولة للعثور على حل مرض للطرفين.
وسبق للجزائر أن هدّدت بفسخ عقدها مع مدريد، إذا حولت الغاز المستورد منها إلى وجهة "غير تلك المنصوص عليها في العقود"؛ وهو ما ردت عليه إسبانيا بالتأكيد على أن "الغاز الذي ستنقله إلى المغرب ليس مستوردا من هذا البلد".
وتتفاوض الجزائر منذ شهور على زيادة سعر الغاز الذي تزود إسبانيا به، من خلال مراجعة عقود السنوات المالية 2022-2024 التي تطالب فيها "Sonatrach" بالزيادة، في أعقاب أوضاع الأسواق الدولية؛ بحيث تريد الجزائر نقل توتر السوق إلى المستهلكين الإسبان، على عكس ما ستطبقه على عملاء آخرين؛ مثل إيطاليا، كما أكد مسؤولو "Sonatrach" أنفسهم.
يُشار إلى أن الجزائر هي المورد الرئيسي للغاز لإسبانيا؛ حيث تصل نسبة الغاز الجزائري المستخدم في البلاد إلى 29.05 في المائة.