انطلقت في الساعات الأولى من اليوم الخميس 12 دجنبر، الانتخابات الرئاسية لاختيار خلف للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي اضطرته الاحتجاجات للاستقالة.
وتجري هذه الانتخابات على وقع الاحتجاجات التي لم تتوقف، ولم يتراجع زخمها منذ 22 فبراري الماضي، رغم المحاكمات التي طالت رجال بوتفليقة، خاصة الوزيرين أحمد ويحي وعبد المالك سلال، واللذين حكما على التوالي ب15 و 12 سنة سجنا. فيما يلي تعريف بالمرشحين لخلافة بوتفليقة
عبدالعزيز بلعيد
في عمر 56 عاما، يعتبر بلعيد، المولود في مدينة مروانة شمال شرق الجزائر، أصغر مرشح للرئاسيات، كما أنه الوحيد الذي لم يسبق له أن تقلد حقيبة وزارية.
ويجر بلعيد وراءه مسيرة طويلة داخل جبهة التحرير الوطني وأجهزتها الموازية، كم سبق له أن ترأس الاتحاد الوطني لطلبة الجزائر طيلة عشرين عاما، (1986-2007).
وسبق له أن انتخب نائبا برلمانيا في ولايتين عن حزب جبهة التحرير الوطني.
وخلال الانتخابات الرئاسية لعام 2004، دعم بلعيد علي بنفليس ضد عبد العزيز بوتفليقة.
في العام 2012، حاز التصريح لإنشاء حزب سياسي جديد (جبهة المستقبل)، وفي سنة 2014 ترشح إلى الرئاسيات، بعد أن حصل على دعم من جماعة بوتفليقة، للحصول على عدد التوقيعات الكافية لترشحه، وذلك لإضعاف المنافس علي بنفليس، في معقله بالجهة الشمالية الشرقية.
وحسب الأرقام الرسمية فقد حصل بلعيد على الرتبة الثالثة بحصوله على 328 ألف صوت، ما يمثل نسبة 3 في المائة من الأصوات المعبر عنها.
علي بنفليس
في عمر 73 عاما ، يواصل مغامراته للظفر بكرسي الرئاسة، بعد أن خاص السباق لمرتين ضد الرئيس المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة، ما يجعله اليوم مراهنا على التجربة الثالثة للفوز.
علي بنفليس قاض سابق ثم محامي، وقد سبق له أن تقلد حقيبة العدل سنة(1988-1991).
في سنة 1999 سيعود بنفليس إلى الأضواء عندما أدار الحملة الانتخابية لعبدالعزيز بوتفليقة الذي كان مدعوما من طرف الجيش، وبعد صعوده إلى سدة الحكم سيكلف بنفليس بإدارة ديوان الرئيس، ثم رئيسا للحكومة ما بين 2000 و2003، وهي الفترة نفسها التي شغل فيها منصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني.
في يونيو 2001، كان وراء حظر المظاهرات في العاصمة، خاصة بعد اندلاع مواجهات مع الشرطة بسبب الاحتجاجات على قمع الحراك في منطقة القبايل، وهو القرار الذي اتبعته الحكومات اللاحقة لمنع أي شكل من أشكال الاحتجاج.
في ماي 2003 سيعفيه الرئيس بوتفليقة، ليقرر الترشح إلى السباق الانتخابي في 2004، كما خسره مرة ثانية في 2014.
عبدالقادر بنكرينة
بعد أن قرر حزب حركة المجتمع من أجل السلم، التيار الإسلامي المعترف به، عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية، يدخل بنكرينة، ذو 57 عاما، السباق ممثلا لحزب صغير هو "البناء الوطني".
وسبق لبنكرينة أن تقلد حقيبة السياحة ما بين 1997 و1999، وذلك في حكومة ائتلاف، كما سبق له أن انتخب نائبا برلمانيا.
يعتبر بنكرينة أحد المرشحين الذين ساندوا الحراك في الجزائر منذ انطلاقه في فبراير 2019، ضد "العصابة"، في إشارة إلى جماعة الرئيس المستقيل بوتفليقة، رغم أن بنكرينة سبق له أن دعم الرئيس السابق في أكثر من ولاية، بل كان مساندا له من أجل ولاية خامسة.
عزالدين ميهوبي
يرى بعض المراقبين أن هذا الصحافي البالغ من العمر 60 عاما، هو المرشح المفضل للنظام، إذ تلقى تزكية من طرف جبهة التحرير الوطني.
بدأ ميهوبي مساره السياسي عندما التحق بحزب التجمع الوطني الديمقراطي، وهو الحزب الذي صنعته السلطة سنة 1997.
كما أن نجمه السياسي سطع مع أحمد أويحيى، الذي كان زعيما لحزب التجمع الوطني الديمقراطي سنة 1999، وهو من اقترحه لتحمل حقيبة وزارة الثقافة سنة 2008.
لكن مع اندلاع الاحتجاجات في فبراير المنصرم، ومع ما آل إليه وضع أويحيى القابع في السجن، سيتزعم ميهوبي حزب التجمع الوطني الديمقراطي.
عبدالمجيد تبون
قبل بداية الحملة الانتخابية للرئاسيات، كان ينظر إلى تبون، البالغ من العمر 74 عاما، باعتباره المرشح الأبرز للنظام، مستفيدا من قربه من قائد المؤسسة العسكرية في البلاد أحمد القايد صالح.
لكن تخلي مدير حملته عبدالله بعلي، السفير السابق في مجموعة من العواصم الغربية، زرع الشك حول ترشحه، غير أن توقيف أحد المقربين منه بتهمة الفساد، ويتعلق الأمر برجل الأعمال القوي عمر عليلات، قوته نوعا ما.
عين تبون في ماي 2017 رئيسا للوزراء، قبل أن يجري إعفاؤه ثلاثة اشهر بعدها، عندما أراد مهاجمة المقاول القريب من شقيق الرئيس السعيد بوتفليقة، ويتعلق الأمر بعلي حدادـ لكن هذا الإعفاء لم يضعف ولائه للرئيس بوتفليقة، عندما دعمه من أجل ولاية خامسة.