رفضت الحكومة، اليوم الخميس، التعليق على فضيحة تورط دبلوماسيين إسرائيليين في التحرش الجنسي بنساء مغربيات، بمكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، في خرق سافر لقواعد العمل الدبلوماسي، واستغلال لسلطة المنصب من أجل إرضاء نزوات خاصة.
وردت الحكومة من خلال ناطقها الرسمي، مصطفى بايتاس، في الندوة الصحفية التي تلت الاجتماع الأسبوعي للحكومة، بأنها "لم تناقش ما حدث"، منهية بذلك الحديث عن موضوع حساس شغل الرأي العام، وأثار ضجة كبيرة، وحمل العديد من التساؤلات التي كان ينتظر أن يتم الرد عليها بتوضيحات مفصلة.
وجاء رفض بايتاس الخوض في التفاصيل، رغم الأسئلة الكثيرة التي طرحت عليه، حول ما إذا كانت الحكومة المغربية أحيطت علما بمسار ونتائج التحقيق الذي باشرته وزارة الخارجية الإسرائيلية، وما إذا كانت وزارة بوريطة فتحت تحقيقا موازيا في الموضوع، وكذلك حول الإجراءات التي تعتزم الحكومة اتخاذها لحفظ كرامة نساء المغرب، في حال ما إذا أثبتت التحقيقات الادعاءات الحالية.
يشار إلى أن وسائل إعلام إسرائيلية كشفت أن المفتش العام بوزارة الخارجية الإسرائيلية، حجاي بيهار، فتح تحقيقا داخل مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، بعد مزاعم عن وجود صراعات حادة بين الموظفين بسبب تضارب المصالح، وحدوث سرقة هدايا تلقاها المكتب من القصر الملكي، بالإضافة إلى مخالفات مالية وإدارية، وتحرش جنسي بنساء مغربيات.
وحسب نفس المصادر، فإن بيهار، وهو ثالث أهم شخص في وزارة الخارجية، والمسؤول عن التحقيقات في السفارات الإسرائيلية حول العالم، حل بالمكتب، على وجه السرعة، مرفوقا بوفد يضم عددا من كبار المسؤولين، نهاية الأسبوع الماضي.
وتابعت أنه تم فتح التحقيق بعد طرد أربعة موظفين أو استقالتهم في الفترة الأخيرة، بسبب سلوك رئيس المكتب، ديفيد غوفرين، موضحة أن ثلاثة من الموظفين المفصولين هم من اليهود المغاربة الذين تم توظيفهم في المكتب كموظفين محليين، والموظفة الرابعة دبلوماسية إسرائيلية تحمل الجنسيتين المغربية والفرنسية، استقالت وعادت إلى باريس.
ووفق ذات المصادر، فإن غوفرين هو محور الاتهامات، بالإضافة إلى ضلوع العديد من الدبلوماسيين والسياسيين الإسرائيليين البارزين في الأمر.
كما كشفت أن التحقيق يخص أيضا شبهات حول التحرش بنساء مغربيات من طرف ممثل كبير للمكتب، بالإضافة إلى اختفاء هدايا تلقاها المكتب من القصر الملكي، بمناسبة استقلال إسرائيل من بريطانيا، وكذلك وجود نزاع بين غوفرين ورئيس الأمن بالمكتب.