فتح أكبر المشرفين على ضريح "سيدي علي بن حمدوش" نواحي مدينة مكناس، أحمد الحمدوشي (70 عاماً) صفحة من التاريخ والحاضر للحديث عن مكان أصبح مرتبطاً بـ"حج" المثليين جنسياً إليه، ويرفض في حوار له مع "تيل كيل عربي" الصاق ما يقع في محيط الضريح به وبما تركه أجدادهم من عادات وطقوس احياء موسمه، والتي يقول إن أسسها هي التعبد والذكر والسماع. كما يكشف في هذا الحوار متى ظهرت طقوس الشعوذة والسحر والاجراءات التي يقومون بها منذ سنتين، بتنسيق مع السلطات المحلية للحد من وصول المثليين جنسياً إلى زاوية "بن حمدوش"، ويتطرق كذلك، لفترة عرفت حدوث تلاعبات في الهدايا التي تصله، خاصة من الذبائح والأموال، والحل الذي قرروها لتجاوز كل هذا.
*من هو "سيدي علي بن حدوش" ولماذا ارتبط به الناس وجعلوا له ضريحاً يستقطب كل هؤلاء ويقيمون له الطقوس كل ما حلت ذكرى المولد النبوي؟
نحن نجهل تاريخ ميلاده. وما هو معروف أنه قبل أن يتخذ جبل زرهون حيث يوجد ضريحه، كان طالب علم والمعرفة، وسبق وسافر باحثاً عن العلماء في مجال التصوف وختم رحلته في جامعة القرويين، وقضى فيها سنيناً طويلة، بل اتخذ له فيها مقاماً، وكان المحسنون يعطفون عليه.
واكتسب حين وجود في فاس سمعة طيبة، ليقرر بعد ذلك الانتقال إلى مدينة مكناس، وتحديداً جامعة "الزيتونة"، حيث بدأ يدرس ويعلم الناس، ثم انتقل إلى جبل زرهون، وهنا تبعه مجموعة من المريدين، وبدأ هنا يتعبد بعيداً عن ملذات الحياة، ليتحلق حوله من اتبعوا طريقته قبل أن تؤسس الزاوية، وما ساعده على استقطاب عدداً آخر من المردين غير ساكنة القرية، هو اختياره لمكان فيه عين للماء، وتسمى "عين الكبير"، ومن خصائصها إلى اليوم، أنها تفيض بمياه باردة خلال فترة الصيف وساخنة خلال فترة الشتاء والبرد.
وكانت الأذكار والأمداح طريقتهم في التعبد، ثم بدأوا بعد ذلك في مزجها مع الآلات الموسيقية، وهذه الأخيرة كانت تستعمل بعد الانتهاء من تلاوة القرآن والأذكار وقراءة الزجل.
ويجب أن نعرف أن ايقاعات الزاوية "الحمدوشية" تختلف عن الطريقة "العيساوية" و"الدرقاوية".
*بماذا تتميز؟
نحن نستعمل في الايقاعات "الطعارج" وآلة موسيقية شبيهة لها لكن طويلة نسميها "الهراز" ونستعمل كذلك "الغيطية"، عكس باقي الطرق التي تستعمل "البندير" والطبول.
كيف استعت هذه الطريقة لتشمل عدد من المدن؟ لأن الملاحظ خلال بداية الموسم أن هناك توافداً لمغاربة من مختلف مناطق المغرب
نعم اتسعت الطريقة "الحمدوشية" لتشمل عدد من المدن ومناطق المغرب، والفضل يعود للمريدين الأوليين وأجدادنا الذي كانوا يسافرون إلى عدد من المناطق ويلتقون الناس، إلى أن توفي سيدي علي بن حمدوش عام 1135 هجرية الموافق لـ1723 ميلادية، ليتم ذفنه في جبل زرهون.
ولمعرفة الأسباب التي جعلت من مرقده مزاراً ومحج للناس، يجب للإشارة إلى أن المنطقة لها حضارة وتاريخ. ولأنه عاصر المولى اسماعيل، كانت المنطقة مزدهرة اقتصاديا واجتماعياً، والدليل على ذلك ما تركه الأجداد وراءهم من بنايات وفسيفساء ومآثر تدل على الازدهار حينها. كما أن المنطقة معروفة بخيرتها الزراعية، وتربية المواشي، وكانت غابة زرهون هي مصدر الرزق الأول للساكنة التي عاشت قديما في المنطقة، وعرفت بزراعة الزيتون والتين والعنب، دون أن ننسى أن المنطقة تحيط بها عدد من السهول الخصبة.
وتوزع مريدو الزاوية "الحدوشية" في وسط المغرب وشماله وجنوبه وشرقه، والدليل على ذلك انتشار الزوايا التابعة لطريقته في عدد من المدن.
اقرأ أيضاً: مثليون جنسياً يعترفون: لهذا نحج لموسم "سيدي علي بن حمدوش"
*أين تنتشر بالضبط؟
تجدها في أصيلة وطنجة والعرائش وتطوان وكانت قديما في وزان، وتجدها كذلك في الدار البيضاء، ومثل عرسة الزرقطوني كانت زاوية "حمدوشية" ووهبت له لقاء تضحياته لأجل الوطن ومقاومة الاستعمار. وتجد كذلك زاوية في الرباط، تقيم ندوات وحلقات سماع وذكر من مستوى عالي وحضرت عدداً منها، وبالقرب من العاصمة هناك زاوية في سلا، وفي فاس هناك كذلك، بالإضافة إلى الجديدة وأزمور ومراكش...
أشدد على أن أنشطة الزاوية كانت تركز على تحفيظ القرآن وتلقين السنة والذكر والعلم، وأنا حفظت كتاب الله في زاوية سيدي علي بن حمدوش، وكان ضريح الأخير مركز اشعاع للتعليم ودروس الدين.
وعن العمل في الزاوية، كان يغلب عليه الطابع التطوعي، حتى الطوائف التي تأتي خلال الموسم تقوم الأسر باستقبالهم واطعامهم مجاناً، وكنا في العائلة مثلاً، نستقبل كل سنة ثلاث طوائف في منزلنا.
*كيف كانت أجواء احياء ذكرى المولد النبوي في الزاوية خلال تلك الفترة وهل تشبه ما يحدث اليوم؟
كانت الطوائف التي تنزل بالزاوية تتبادل الآراء في بينها حول الطريقة. كانوا ينقلون الأشعار في ما بينهم، وبعد حفظها يتم تلحينها ومزجها بعدد من الآلات الموسيقية. معنى هذا أن الطريقة كانت تأخذ نهجاً سليماً قويماً محافظاً.
وهنا يجب الإشارة إلى أن "المقدمين" الذين يترأسون الطوائف كانوا محترمون من طرف المريدين، وحين يعطون التعليمات تنفذ حرفياً دون نقاش، وكانوا مكلفين بمهام تدريبهم على ما تنشره الطريقة من قيم ومثل وطرق التعبد.
*أين اختفت كل هذه الطقوس وتركت المكان لما نتابعه اليوم من ممارسات للشعوذة والسحر والتبرك بالجماد في محيط الضريح؟
فعلاً أخذت طقوس الزاوية الأصيلة تقل شيئاً فشيئاً، وأحمل هنا المسؤولية للماديات التي طغت، وأن من يحيون الطريقة اليوم ينتظرون المقابل، وكأنهم أصبحوا أجواقاً موسيقية تنشط الأفراح والأعراس.
فيما سبق كنا نشتغل داخل الزاوية بمثل ورثناه على أجدادنا وهو: "الخدمة لله أبن حمدوش". يعني كل شيء في سبيل الله، ودون مقابل، لكن اليوم أصبحت المسائل كلها بالمقابل.
ونحن ورثة الطريقة، نقر بأنه طغت طقوس الشعوذة.
*السؤال هو متى وكيف ارتبط موسم علي بن حمدوش بهذه الطقوس التي تقولون إنها دخيلة عليكم؟
قبل تكليف رشيد جمال الحدوشي بمهة النقيب للزاوية، كان أخوه هو المكلف بالمهمة، وقبلهما كان والدهما مصطفى. وقبل الحديث عن الفترة التي دخلت فيها هذه الطقوس، يجب الإشارة إلى أن نقيب الشرفاء كانت كلمته مسموعة عند المريدين والسلطات والمسؤولين، وعندما كان أخ جمال ووالدها مصطفى لم تكن هذه الطقوس سائدة في محيط الضريح.
ما وقع، أن أخ النقيب الحالي جمال، أصيب بمرض عضال أقعده الفراش، ولم يعد يقوى على القيام بمهامه لمدة سنوات حتى توفاه الله برحمته، وهنا تكاثرت تلك الظواهر.
مثلاً، "عائشة" التي يقدسونها ويأتون للتبرك بها، في السابق كانت تأتي إليها نسبة قليلة جداً، وبدخول طوائف أخرى غير "حمدوشية" إلى الزاوية لإحياء ذكرى المولد النبوي فيها، بدأت المنافسة خاصة على مستوى الفرجة، لذلك ظهرت طقوس بعيدة عن ما تركه أجدادنا.
كنا في السابق ننظم مرور الطوائف، ونختتم بالطائفة "العيساوية" التي يشكل مرورها إعلاناً لنهاية الموسم، اليوم كل شيء اختلط ولم تعد الأمور مرتبة، لكن نعمل على ارجاء كل شيء إلى سابق عهده، وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية.
يجب أن نعرف أنه في ما سبق كان ممنوعاً كراء المنازل دون إذن من نقيب الشرفاء للطوائف، ويتم تحديد الدور التي سوف تفتح في وجههم بتنسيق مع "المقدمين"، لكن تغير كل شيء، ولم تعد عملية كراء الدور متحكم فيها، لذلك تخرج لك عادات وطقوس غريبة عن الزاوية.
وأشدد هنا، على أن عملية كراء الدور للطوائف بعيداً عن الضبط، يشكل عاملاً مهماً في انتشار طقوس الشعوذة.
*هل كان يمنع في السابق بشكل صريح كراء الدور خلال فترة الموسم دون إذن من نقيبكم؟
نعم. ومن ناحية الثانية، حتى المأكولات لم تكن تباع عندنا في الخيم كما تتابعون اليوم، وكان الأكل يخرج من الزاوية أو من دور الشرفاء، سواء في موسم مولد الرسول عليه الصلاة والسلام، أو في موسم "سواسة" الذي يقام في فترة الصيف، وموسم قبائل "زيان" الذي يقام في فترة الخريف.
إذن، لا يمكن أن نتحكم في ما يحدث داخل البيوت التي تكتريها الطوائف وما يحدث داخلها من طقوس.
*من هي عائشة التي يقدسونها ويحجون إليها لتقديم الذبيحة والاستحمام بالقرب منها واشعال الشموع حيث ما يعتقدون مرقدها؟
ما يقع اليوم يجب أن نعرف أنه حديث العهد، وكل واحد يفسرها ويراها حسب معتقده، وعائشة ليست عندنا فقط، بل تجدها في عدد من الأضرحة حول المغرب.
ولتفسير كيف اكتسبت هذه "القدسية" حسب معتقدات من يزورونها، يجب تبسيط ذلك عبر القيام بعملية حسابية. وهي، أنه من بين كل 100 زائر لزاوية سيدي علي بن حمدوش هناك طلبات ورغبات، فرضاً أن 95 في المائة لم تتحقق مطلبهم، و5 في المائة فقط وجدوا ضالتهم، وإن كان التدرع لله وحده، هذه الفئة الصغيرة تنشر الدعاية وسط عائلتها وأقاربها وأصدقائها، ويشجعونهم على القيام بالزيارة عبر القول "إنهم عندما قصدوا عائشة تحققت رغباتهم".
يا أخي، من الصعب اليوم مراقبة تلك الحفرة التي يعتقدون أن فيها "عائشة"، لأنك تعاين شخصيات من مستوى عال للزائرات والزائرين، وأمام مستواهم والسيارات الفخمة التي يأتون على متنها، نحن بدورنا نتعجب، ونطرح سؤل: "ماذا حقق هذا المزار لكل هؤلاء؟"
*هل عائشة مرتبطة بعلي بن حمدوش؟
ما هو موثق عندنا لا يتحدث عن أي علاقة بينهما.
*لكن ماذا تقول الأسطورة عن العلاقة بينهما؟
يقولون إنها التجأت إلى سيدي علي في حقبة ما، لكن لا يمكن أن أحسم هذا الأمر، لأن تاريخ الزوايا في المغرب شفهي فقط، وفي سياق الصراع بينها، كل زاوية وثقت أحداثاً لمحاربة أخرى.
قصة عائشة مجهولة ويصعب التعمق فيها أو حسم لماذا اختارت ذلك المكان لتقيم فيه حسب ما يعتقدون أنه مقامها، قرب شجرة تين ومنبع الماء. والشعوذة لعبت دوراً في ذيع صيتها داخل المدن المغربية، لأن المتهافتين عليها يقصدونها بعد توجيه من المشعوذين.
*كيف تفسرون ما يحدث في محيطها من طقوس؟
سئلت يوماً من طرف صديق وهو طبيب نفسي عن هذا الأمر، وأخبرته أن البعض وخلال قيامه بطقوس "الحضرة"، ينفعل، وكل ما يقوم به ناتج عن لا وعيه فقط، لأنه يقوم بالترويح عن نفسه.
في السياق، يجب أن نشير إلى مناخ المنطقة. عدد من الذين يزورنها يكونون يعانون من أمراض خاصة في الجهاز التنفسي، وعندما يقضون يوم أو 3 أيام يحسون بالتحسن، ونفسياً يعتقدون أن هذه الراحة مرتبطة بالزيارة، خاصة الزوار القادمين من المدن الساحلية التي تعرف ارتفاعاً في الرطوبة، وأنا أعرف رجال تعليم كانوا زملاء لي اشتروا دوراً هنا لقضاء فترة الموسم والعطل.
*ما فهمته من كلامك هو أنكم كمشرفين على الضريح وورثة طريقته تؤكدون أن تلك الطقوس لا علاقة لها بـ"سدي علي بن حمدوش"؟
نعم. الطريقة "الحمدوشية" صوفية تعبدية بعيدة عن السحر والشعوذة. وما دخل من طقوس تكاثر ويتطلب مجهوداً كبيراً لمحاربته. ونتأسف لما يقع، خاصة عندما نستدعي نحن محاضراً لإلقاء درس ديني، قلة قليلة فقط من تحضر، لكن حينما تأتي فرقة موسيقية يكون الإقبال كبيراً.
*هل تقوم الزاوية بمبادرات ومجهودات للحد من هذه الظواهر التي ترفضونها.
نعم هناك مبادرات، ونفتح الزاوية للذكر والسماع. لكن الآن كما قلت لك أصبحت حتى الدور مفتوحة لإحياء عدد من الطقوس، لذلك رغم أي مجهود يبذل لن تستطيع الحد من هذه الظواهر.
ولنكن صرحاء، ما يقع يساهم في التنشيط السياحي والتجاري للمنطقة، وخلال فترة الموسم يستفيد أصحاب الدور والنقل العمومي والتجار سواء القاطنون في البلد أو القادمين إليه من مناطق أخرى، وهؤلاء من الصعب استقطابهم توجيهه للضريح، وتلقينهم كيف تكون الزيارة له، خاصة أن جلهم يأتون لغرض معين ويقصدون مكاناً معيناً.
الزاوية عاشت ظروفاً صعبة خلال فترة مرض أخ النقيب الحالي رشيد جمال، والذي تولى نجله شؤون تدبير الزاوية لكنه لم يستطع نظراً لغياب التجربة. لكن اليوم السي جمال طالب جامعي، ومثقف، وعنده تجربة مع والده، والاصلاح الذي جاء به يحتاج إلى وقت خطوة خطوة، سواء في داخل المزار أو في القرية وباقي القرى الأربعة المحيطة بها.
بدأنا الاصلاح قبل عامين، وقمنا بإنشاء مطبخ لضبط اطعام الطوائف والمريدين الذين يزرون الزاوية، وعبر هذه العملية يمكن ضبط عدد كبير من القاصدين للضريح.
*لماذا ارتبط موسم "سيدي علي بن حمدوش" بالمثليين جنسياً والذين يزورونه سنوياً بعداد كبيرة؟
المثلية الجنسية توجد وما تغير هو أن الأمور كانت متسترة عكس اليوم. الربط الخاطئ للموسم بالمثليين جنسياً وقع خلال الفترة التي تحدثنا عنها، حين مرض النقيب السابق للشرفاء.
أنا كنت شاهداً رفقة عدد من الشرفاء داخل الضريح على واقعة، وهي أن طائفة قصدت باب الضريح ودخلت، يتقدمها شبان لا يمكن أن تميز هل هم نساء أم رجال، من بينهم شاب يضع خماراً شفافاً على وجهه ويحمل زربية، وعندما دخلوا قاموا بطقوس خاصة وغريبة، وعندما ابتعدوا قال لي أحد الشرفاء "هدوك راه شواذ جنسياً"، وتدخلنا، رغم أن عملية الضبط صعبة.
وانتشرت الظاهرة بالضبط، قبل 5 سنوات، حينها بدأ يتوافد عدد كبير منهم على القرية، بل يأتون حتى من خارج المغرب ومن عدد من الدول الأوروبية. اليوم السلطات تحارب هذه الظاهرة، وتقوم بتفتيش الزوار قبل الوصول إلى القرية، وأنا حضرت شخصياً قبل سنتين تفتيش رجال الدرك لوسائل النقل العمومي، وعاينت أنهم قصدوا شاباً تبدو عليه مظاهر المثلية الجنسية، وقاموا بإنزاله واستنطاقه ثم أطلقوا سراحه بعد أمره بالعودة من حيت أتى.
وحتى الإشاعة ساهمت في ربط سيدي علي بن حمدوش بالمثليين جنسياً، بل وصل حديث الخاص والعام حد وصفه بـ"إمام المثليين جنسياً" الذكور منهم والإناث.
ونؤكد عليه، هو أن السلطات ورجال الدرك والأمن حاربوا هذه الظاهرة، وإذا وقع تسرب ووصل عدد من المثليين جنسياً إلى الضريح، فذلك يقع لأنهم لا يأتون عبر الطرق الرئيسية، بل ينزلون في مناطق بعيدة عن المراقبة، ويكترون دور خاصة بهم، ولا يمكن للشرفاء أن يطرقوا كل باب ويسألون ما من يوجد في الداخل.
*أخيراً، أين تذهب كل تلك الذبائح التي يأتي بها الزوار ويتركونها خلفهم؟
تلك الذبائح كان الشرفاء الممثلون لأربع فخضات يكلفون بها، لكن وقعت تلاعب في توزيعها، ولا تصل هي وعائداتها للجميع. كنا في السابق نطعم بها المريدين الوافدين على الضريح، وكنت شاهداً على حقبة لم نكن نشتري فيها لحم المواشي ولا الدواجن.
طيش الشباب المكلفين جعلهم يتلاعبون بالذبائح والأموال، لأن من لا يشتري ذبيحة يترك قيمتها نقوداً، ولما لاحظنا أن الأمور تسير من سيء إلى أسوء وتلك الفتوحات لا تصل إلى الضريح، بدأوا يكترونها للغير طيلة شهر ربيع الأول، ويقومون بتوزيع عائداتها على جميع الشرفاء سواء داخل القرية أو خارجها.
اقرأ أيضاً: ضريح "الشيخ الكامل".. محج آكلي "اللحوم النيئة"
*يعني تم تعويض جمع الذبائح وما أسميته الفتوحات (النقود التي توهب للضريح) مباشرة، بتحصيل عائدات كراء المسلخ؟
أصارحك أن تلك المداخيل تذهب للأسر الفقيرة والأيتام والأرامل، وهناك مكلفون بتوزيعها واليوم تصل إلى أصحابها، ووجدنا أن هذه العملية قطعت مع التلاعب في العائدات التي تأتي إلى الضريح. هذه العملية فعلاً جعلتنا نفقد التحكم في المسلخ، لذلك دخل دخلاء ومشعوذون ومستغلون له، منهم من يعيد بيع الدواجن والمواشي التي تترك حية.
المهم، هو إن الاصلاح مع النقيب جمال بدأ، وسوف نحاول مستقبلاً الحد من كل هذا، وذلك بفرض نقل كل الذبائح إلى المسلخ الرئيسي المرتبط بالضريح، وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية التي تقدم لنا المساعدة لانزال الاصلاح، كما نطلب من كل الذين يزورون الزاوية مساعدتنا على ذلك. نحن نقوم بدورنا بتوجيه هؤلاء، وتعليمهم أصول الزيارة، ونشدد عليهم أن التوجه بالمطالب يكون لله.