قال عمر الحياني، المستشار عن فيدرالية اليسار الديمقراطي: "قبل سنة أو أكثر بقليل من ذلك، وضعت سؤالا كتابيا في مجلس مدينة الرباط حول مآل سوق الجملة للخضر والفواكه، المتواجد بين يعقوب المنصور، قريبا من الكورنيش، الذي سيرحل قريبا إلى اليوسفية، قريبا من مركز المدينة".
وأضاف في تدوينة له على حسابه الشخصي في "فايس بوك"، أمس الجمعة، "طرحت السؤال لأنني أعلم جيدا أن الموقع الاستراتيجي لسوق الجملة سيجعله محط أطماع كثيرة، ويمكن أن يتحول في لحظة إلى مشروع عقاري، كما حدث مع سوق الغزل المجاور الذي باعته جماعة الرباط بسعر زهيد لأحد رجال الأعمال العقاريين المحظوظين".
وتابع: "سؤالي شمل أيضا اقتراحا بتحويل السوق إلى مركز للمعارض، نظرا لمساحته الواسعة، وحاجة الرباط إلى مركز دائم يستضيف مختلف المعارض المنظمة بالمدينة، بدلا من اللجوء إلى فضاءات مؤقتة تكلف دافعي الضرائب تكاليف باهظة، فمعرض الكتاب لعام 2024 الذي سينظم بفضاء السويسي سيكلف مثلا أكثر من 40 مليون درهم، وسينظمه نفس الشركة المحظوظة للسنة الثالثة على التوالي".
ولفت الانتباه إلى أن "الجواب على سؤالي من طرف رئيسة الجماعة ومكتبها، أظهر أن الجماعة كانت تفتقد لأي رؤية حول مستقبل سوق الجملة، رغم أنه مملوك ومُدير من قبل الجماعة، وفهمت أن الجماعة كانت تنتظر قرارا من جهة أخرى".
وأبرز أن "دهشتي كانت كبيرة عندما علمت أن السوق سيتم تحويله إلى ملعب لهوكي على الجليد، كان من الممكن أن أتوقع أن يتحول إلى مسبح كبير أو ملعب لكرة السلة، أو كرة الطائرة، أو حتى حديقة أو ساحة. أما أن يتم بناء ملعب لهوكي على الجليد، وهو رياضة لا يتجاوز عدد ممارسيها ربما 100 شخص في المغرب، معظمهم من خريجي الجامعات الأمريكية والكندية، فهذا يتجاوز ما قد يتصوره أحسن الروائيين الخياليين".
وأوضح أن "المشروع الذي لم يتم مناقشته في مجلس مدينة الرباط، سيتجاوز تكلفته 280 مليون درهم، سيتم تمويله من أموال عامة. فمن يحاول في الدولة فرض هذه الرياضة على المغاربة؟ هل هم نفسهم الذين حاولوا فرض رياضة الجولف التي صرفت عليها (ولا زالت) ملايين، وفرضوا إقامة مسابقاتها ليال طويلة مملة على تلفازنا الوطني؟ هذا ما ينتجه الاستبداد عندما يتحد مع الغباء: مشاريع باهظة الثمن ذات فائدة محدودة في بلد يحتل مرتبة منخفضة في مؤشر التنمية البشرية".