عادت وزيرة البيئة السابقة حكيمة الحيطي للحديث عن حيثيات ما عرف "بالزلزال السياسي" الذي ضرب حكومة عبدالإله بنكيران سنة 2017، على خلفية تقرير حمل المسؤولية لعدد من الوزراء في تأخر إطلاق مشاريع تنموية في مدينة الحسيمة.
وقالت الحيطي في حوار، نشرته "تيل كيل" في عددها الموجود في الاسواق، إنها تلقت نبأ إقالتها عندما كانت في العاصمة الإيطالية روما في إطار الإعداد لقمة المناخ العالمية "كوب23"، ووصفت الحيطي تلقيها خبر عزلها بنه كان "صادما"
الحيطي قالت إنها اطلعت على ملخص التقرير، ولم تجد فيه أي إشارة لوزارتها أو أي تقصير يتعلق بعمل وزارتها، وأنها لم تتمكن من الاطلاع على التقرير كاملا.
وأقرت عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية، بتأخر إطلاق المشاريع، التي كانت مبرمجة في أفق 2022.
الحيطي حملت بشكل غير مباشر مسؤولية تأخر بعض المشاريع البيئية إلى "بلوكاج" الصندوق الاخضر، الذي اعتبرت أن المسؤول عنه بالدرجة الأولى كان هو الوزير عبد القادراعمارة، الذي كان مسؤولا عن هذا الصندوق، باعتباره الوزير الوصي عليها، إذ كانت تشغل هي منصب وزيرة منتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة مكلفة بالبيئة.
وأوضحت الحيطي "فيما يخص مشروع تشييد مركز لمعالجة وفرز النفايات بمراكش، فقد جرى إطلاقه قبل عقد قمة المناخ بمراكش، وقد كنت أعدت برمجة الميزانية، بناء على هذا الحدث، ولو تمكنت من صرف ميزانية الصندوق لأطلقنا مشاريع مماثلة بباقي المدن".
واعترفت الحيطي بأنه كان عليها أن تزيد من إصرارها من أجل الضغط على وزارة اعمارة، من أجل صرف ميزانية الصندوق الأخضر، وقالت "كان من الأجدر أن امارس ضغطا أقوى أو أقدم استقالتي، لكني انتمائي إلى حزب مشكل للأغلبية الحكومية، منعني من ذلك، ربما لأني لا أمارس السياسة كما يمارسها باقي السياسيين، وبلا شك، فربما لم أمارس السياسة بما يكفي".
ولم تخف الوزيرة المنتدبة في البيئة سابقا ندمها على عدم تقديم استقالتها في الوقت الذي اصطدمت فيه بعراقيل كثيرة، خاصة وأنها راسلت أكثر ما مرة رئيس الحكومة حينها عبدالإله بنكيران بشأن توقف بعض المشاريع، وقالت إنها بادرت إلى القيام بالعديد من المبادرات، خاصة وأن الكثير من الملفات كانت متوقفة، رغم تدخل الأمين العام لحزبها امحند العنصر ووزير الداخلية محمد حصاد، لكن هذه الجهود لم تؤت أكلها، فيما يخص صرف الميزانية للمشاريع التي جرى توقيعها أمام الملك، خاصة وأنها راسلت رئيس الحكومة أكثر من مرة بهذا الخصوص، وتقول الحيطي إن أكبر خطأ ارتكبته هو أنها لم تقدم استقالتها حينها.
وأوضحت الحيطي بأنه كان عليها الانسحاب من التجربة الحكومية وتقديم استقالتها سنة 2015، عندما تواصل جمود الصندوق الأخضر لعامين متتالين، مما نجم عنه توقف مشاريع بيئية كثيرة في مختلف جهات المملكة.
وعن كيف عاشت الحيطي تبعات عزلها أو الغضبة الملكية عليها، قالت بأنها انغلقت على نفسها في تلك الفترة لمدة أشهر، وأن تناسل الأسئلة والبحث عن أجوبة شغلها لمدة، غير أنها في لية معينة، عندما كانت تقود سيارتها رفقة أطفالها، للاحتفال بتأهل بفوز المنتخب المغربي في مشواره التأهيلي لكأس العالم، حاصرها جمهور من الشباب، الذي تعرف عليها، مطالبين بأخذ صور تذكارية معه. كانت هذه اللحظة فاصلة في مسارها، وقالت "كان جوا احتفاليا كبيرا، وما زال تأثير ذاك اليوم عالقا بذهني وبنفسيتي، لقد كان تجمهر الشباب حولي مؤثرا، مما أبكاني، وهو ما أعطاني دفعة قوية للنهوض من جديد.