بعد الإقبال الكبير للشباب، خلال العام الماضي، على الانخراط والاستفادة من الخدمة العسكرية، تستعد القوات المسلحة المغربية لاستقبال فوج جديد من المجندين، مع بداية صيف هذه السنة؛ إذ انطلقت، منذ شهر تقريبا، عملية إحصاء وتسجيل المجندين الجدد، الذين ستستضيفهم المؤسسة العسكرية، لمدة 12عشر شهرا، ابتداء من يونيو المقبل.
وخلال هذه المدة، سيلقى المجندون تداريب عسكرية ومهنية، بالإضافة إلى حصص لبناء القدرات الشخصية وتطوير المهارات الاجتماعية والنفسية، والتي ستؤهلهم للاندماج، بشكل أفضل، في المجتمع، كرجال ونساء أكفاء قادرين على رفع التحديات والمساهمة في التنمية والارتقاء بالوطن.
وفي متم فترة التجنيد، سيحصل المستفيدون على شواهد تكوين مهني معترف بها من قبل الدول في المجالات المهنية، التي تلقوا فيها تكوينهم، خلال هذه الفترة، والتي ستسهل عليهم الولوج إلى سوق الشغل في العديد من التخصصات، بمختلف المؤسسات العسكرية وشبه العسكرية والمدنية، سواء من القطاع الخاص أو العام، بالإضافة إلى الرتب العسكرية المستحقة.
ففي المغرب، لا يقتصر التجنيد الإجباري على التدريب العسكري للمجندين، في إطار بناء قدرات الدفاع عن حوزة الوطن وحماية حدوده وردع أعدائه، بل يهدف التجنيد، أساسا، إلى المساهمة في بناء الإنسان المواطن، القادر على الاندماج الاجتماعي والاقتصادي، ورفع تحديات التنمية والعيش الكريم وتحمل المسؤوليات.
لذلك، أبت المؤسسة العسكرية المغربية، بقيادة قائدها الأعلى، الملك محمد السادس، إلا أن تجعل من فترة الخدمة العسكرية للشباب والشابات المجندين فترة تكوين متعدد الأبعاد، يتم خلاله تزويد المستفيدين بكفاءات مهنية، وفقا لميولهم وتطلعاتهم، إلى جانب التداريب العسكرية والرياضية، والتربية على خصال الالتزام والتطوع والتضحية والوطنية والمواطنة الصالحة، التي تشكل القيم الأساسية للقوات المسلحة الملكية.
ويتجه التجنيد الإجباري في المغرب للفئة العمرية ما بين 19 و25 سنة، خلال فترة التجنيد، وهي اختيارية بالنسبة للنساء وأبناء المغاربة المقيمين بالخارج. وحدد القانون الخاص بهذه العملية الحالات المستثنية، والتي يمكنها أن تتقدم بطلب الإعفاء.
وتتولى وزارة الداخلية إحصاء واستدعاء المجندين، خلال الفترة المحددة لذلك، والتي تمتد هذه السنة، من يوم الأربعاء 28 دجنبر 2022 وتنتهي يوم السبت 25 فبراير 2023.
وعلى إثر عملية الإحصاء وتحديد لوائح المجندين، يتوصل هؤلاء بإشعار يدعوهم إلى الولوج إلى المنصة الإلكترونية الخاصة بالتجنيد (www.tajnid.ma)، لاستكمال إجراءات التسجيل. كما يمكن للشباب المنتمين إلى الشريحة العمرية المعنية، والذين لم يتوصلوا بأي إشعار، الولوج إلى هذه المنصة، قصد تسجيل أنفسهم، بشكل تلقائي.
كما يمكن للمجندين الذين تم استدعاؤهم، ويرغبون في الإعفاء من أداء الخدمة العسكرية، تقديم طلبات إعفائهم، طبقا للإجراءات والآجال القانونية لذلك.
وتنقسم فترة الخدمة العسكرية الممتدة على 12 شهرا، إلى مرحلتين؛ حيث يتلقى المجند، خلال الأربعة أشهر الأولى من الخدمة العسكرية، تكوينا أساسيا عاما وتكوينا عسكريا. وخلال الثمانية أشهر الموالية، يتلقى تكوينا في المجالات والتخصصات المتوفرة لدى مراكز التكوين، التابعة للقوات المسلحة الملكية، لتطوير كفاءاته المهنية.
ويستفيد المجند، خلال مدة الخدمة العسكرية، من إجازات دورية واستثنائية تحدد بموجب القوانين الجاري بها العمل، في مراكز التكوين ووحدات التعيين، طبقا للمقتضيات الجاري بها العمل في أنظمة القوات المسلحة الملكية.
كما يستفيد المجندون من عدة امتيازات؛ من بينها الحصول على أجرة شهرية غير خاضعة لأي ضريبة أو اقتطاع، تتراوح ما بين 1050 درهما بالنسبة للجندي، و1500 درهما لضابط الصف، و2100 للضابط، وعلى التعويض الخاص بالأعباء المحدد مبلغه الجزافي في 300 درهم بالنسبة للمجندين في المنطقة الجنوبية، بالإضافة إلى الاستفادة من العلاج في المؤسسات الاستشفائية العسكرية والمساعدة الطبية والاجتماعية، والحصول على التغطية الصحية والتأمين عن الوفاة وعن العجز، مع تحمل الدولة لمبالغ الاشتراك أو المساهمات المستحقة عليها وعلى المجندين.
وتتيح الخدمة العسكرية أيضا للمجندين الحصول على معاش الزمانة، عند الإصابة بمرض أو استفحال المرض، بفعل الخدمة العسكرية.
وعند انتهاء فترة التجنيد الإجباري، يحصل المجند على رتبة عسكرية مماثلة للرتب العسكرية، وفقا للنظام التسلسلي الجاري به العمل في القوات المسلحة الملكية: ضابط، ضابط صف، جندي، وذلك بحسب الشهادة التعليمية.
أما بالنسبة للموظفين المجندين، فإنهم يحتفظون، خلال فترة التجنيد، بالأجرة التي يتقاضونها عن وظائفهم، وحق العودة إلى إداراتهم الأصلية، بعد نهاية الخدمة العسكرية.
كما يستفيد المجندون من الحق في المشاركة في جميع مباريات التوظيف، التي يتم الإعلان عنها، خلال مدة الخدمة العسكرية.