نظمت لجنة حقوق الإنسان التابعة للشبكة الليبرالية الإفريقية، بشراكة وتعاون مع كلية الحقوق أكدال التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، يوم الأربعاء المنصرم، ندوة دولية، تحت شعار: "المغرب أرض إفريقية في خدمة البلدان الإفريقية من أجل السلام والأمن والديمقراطية والتسامح وحقوق الإنسان".
وشهدت الندوة مشاركة خبراء وشخصيات وازنة، سواء من المغرب أو من دول إفريقية؛ على رأسهم رئيس الشبكة الليبرالية الإفريقية، ونائبه، ورئيس اللجنة التنظيمية بشراكة مع لجنة حقوق الإنسان التابعة للشبكة، ومحمد الشيخ بيد الله، الوزير السابق، ورئيس مجلس المستشارين سابقا، بالإضافة إلى نائب عميد كلية الحقوق أكدال، الذي حضر باسمه ونيابة عن رئيس الجامعة، وأساتذة آخرين من الكلية ومن خارجها، فضلا عن رئيسة جمعية "السفيرة" بفرنسا.
وفي هذا الصدد، أوضح الحبيب الدقاق، رئيس لجنة حقوق الإنسان التابعة للشبكة الليبرالية الإفريقية، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، اليوم الاثنين، أن فكرة تنظيم الندوة مستلهمة من خطابات الملك محمد السادس في أديس أبابا، سواء في سنة 2017 و2018، خاصة حينما قال إن المغرب بلد إفريقي مع إفريقيا وبإفريقيا؛ ما جعل المغرب يضع نفسه في خدمة البلدان الإفريقية.
وتابع الدقاق أنها مستلهمة، أيضا، من شعور المغرب والمغاربة جميعا، وعلى رأسهم الملك، بالعودة إلى الإطار المؤسساتي (الاتحاد الإفريقي)، خصوصا وأنه كان، منذ البداية، من المؤسسين للاتحاد، في عهد محمد الخامس، ليحمل المشعل بعد الملك الراحل، الحسن الثاني، ويكمل المشوار، الآن، الملك محمد السادس، في نفس النسق.
وفيما يخص أبرز محاور النقاش، قال المتحدث نفسه إن "المغرب يُعتبر رائدا في العديد من الجوانب التي كانت محاور هاته الندوة. فعلى مستوى السلم والأمن، المملكة حاضرة في العديد من بؤر التوتر، عن طريق قوى السلم والأمن المغربية، سواء في إفريقيا وغير إفريقيا. كما أنها رائدة على مستوى المدرسة الأمنية، التي تشهد لها بها الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية؛ ما يجعل من المهم أن توضع رهن إشارة البلدان الإفريقية".
وأضاف الدقاق: "وفيما يتعلق بموضوع الديمقراطية والحكامة الجيدة، فالمغرب يُعتبر رائدا على هذا المستوى، أيضا؛ حيث طور تجربته الديمقراطية المشهود له بها دوليا، وهي النتائج التي تجعله يعتبر بلدا آمنا ومستقرا وذو مصداقية".
وفيما يتعلق بموضوع حقوق الإنسان، سجل رئيس لجنة حقوق الإنسان التابعة للشبكة الليبرالية الإفريقية أن المغرب رائد في هذا المجال. أولا، لأنه قام بمبادرات حقوقية هامة للغاية، على رأسها إحداث هيئة الإنصاف والمصالحة، التي تعتبر تجربة فريدة من نوعها يتميز بها المغرب، ونادرة الوجود على مستوى العالم".
وأبرز أنه "يُشهد للمغرب، أيضا، بإحداث مجلس استشاري لحقوق الإنسان، الذي عوضه المجلس الوطني لحقوق الإنسان، فضلا عن تولي المغرب ولايتين بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وفي هذا الصدد، أقول إنه ينبغي أن تكون هناك وسيلة للاستفادة من هذا الإنجاز المهم، من خلال دعم حقوق الإنسان على المستوى الإفريقي، سواء من خلال الندوات، أو المساعدات، أو جميع المسائل التي يمكن أن يوفرها المجلس بإفريقيا".
وتابع الدقاق: "النقطة الأخرى بالنسبة لحقوق الإنسان، هي مسألة التسامح. وأشرنا إلى نقطتين أساسيتين على هذا المستوى. الأولى تتعلق بالتسامح الديني، باعتباره مشكلا مطروحا بالنسبة لمختلف بلدان العالم، وباعتبار المغرب رائدا في هذه التجربة. كما كان هناك موضوع الهجرة، باعتباره موضوعا حساسا. فبعد أن كان المغرب نقطة عبور نحو أوروبا، أصبح في فترة أخرى، نقطة وصول؛ حيث باتت الهجرة المنظمة والآمنة والمضمونة إلى المغرب. والدليل على ذلك، قيامه بمبادرات متعددة؛ حيث تمت تسوية وضعية العديد من الأفارقة. وهنا ينبغي القول، كذلك، إن التجربة المغربية يجب أن تكون مصدر إلهام للدول الإفريقية. والدليل على ذلك أن دول الجوار، سواء فرنسا أو إسبانيا، يشيدان بالدور الذي يقوم به المغرب، فيما يتعلق بالتنسيق المحكم، والاستقبال، والمرور، إلخ".
وعن سبب اختيار المغرب لإقامة هاته الندوة الدولية، كشف المتحدث نفسه: "حينما بدأ التفكير في المكان الذي يمكن أن تعقد فيه هاته الندوة، وأتحدث هنا عن نونبر 2023، تحملت المسؤولية واقترحت على الحزب الذي أنتمي إليه، وهو حزب الاتحاد الدستوري، أن نستضيفها هنا بالمملكة. أولا، بسبب انتخابي كرئيس للجنة، وهو ما كان الحافز الأكبر. وثانيا، لأن البحث كان جاريا حول المكان الذي ستعقد فيه اجتماع الجمعية العمومية لتجديد هياكلها".
وسجل الدقاق أن جميع من حضر الندوة الدولية "أشاد بالمغرب والمغاربة، وعلى رأسهم عاهل البلاد، لحسن الاستقبال والضيافة الرفيعة. كما أشادوا بعلاقات الملك بإفريقيا وبما يقدمه للقارة، وبالمبادرات الملكية في المجالات الاقتصادية والثقافية والدينية".
وأبرز أن "الحديث كان منصبا، بالخصوص، على مبادرة المغرب الأطلسي، والفرص التي ستتيحها للأفارقة من أجل الاستفادة من هذه الإمكانية، حتى يكون لهم منفذ على هاته الواجهة. كما كانت هناك مناقشات بخصوص أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب"، مضيفا أن أشغال الندوة انتهت بتحقيق الأهداف المرجوة منها.