أعلنت الرابطة المحمدية للعلماء عن إطلاق سلسلة جديدة من دفاتر تفكيك خطاب التطرف. ويتعلق الأمر بسلسلة علمية تم إعدادها بالرابطة عبر وحدتها المختصة في تفكيك خطاب التطرف، وكذا عبر مراكزها العلمية، ومختلف وحداتها البحثية.
وتقول الرابطة إن هذه السلسلة اشتغلت على تفكيك عدد من المفاهيم ذات الصبغة الشرعية التي تستند إليها الجماعات المارقة، ويحرفها دعاة التطرف والإرهاب، ويبنون عليها خطابات المفاصلة والكراهية من قبيل مفهوم البدعة، والقتال، والجزية.
ونبه محمد عبادي، رئيس الرابطة المحمدية للعلماء في كلمة له اليوم الجمعة، إلى ضرورة استيعاب الأنساق الجديدة في التواصل على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن أساليب التلقين تغيرت بشكل كبير، ولم تعد الثقافة الدينية تؤخذ من المسجد أو المدرسة، بل من منصات التواصل الاجتماعي، مما يستدعي استعمال نفس القنوات من أجل تبيان حقيقة الدين.
وقال عبادي في تصريح للصحافة "إنه من خصائص تدين المغاربة أنهم فهموا قوله تعالى: "لقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر". فالدين الإسلامي دين مبني على اليسر، وليس فيه تعقيد، لكن قد يكون فيه تركيب، ولهذا استعملنا مصطلح التفكيك، وفي ذلك إشارة إلى أن كل مركب يمكن تفكيكه إلى مفردات ويتم الوقوف عليها.
وأضاف عبادي "حينما يهجم على العقل البشري بالتعقيد فإن هذا يسقط المناعة، ويصبح الإنسان مسلما رياده لمن يعتقدون أنهم يمتلكون الحقيقة ومفاتيح العلوم، لكن حين تكون عندنا آليات لتفكيك هذه المركبات فإننا نقف عليها لبنة لبنة، ويصبح من غير المتيسر على أصحاب الفتنة القيام بذلك". وتابع "هذه الكتيبات التي تفكك مفهوم القتال، والجهاد، والبدعة تعطي لغير المتخصصين في العلوم الشرعية، أو الذين ليس لهم الوقت للاطلاع على عدد كبير من الكتب نوعا من المناعة ضد خطاب التطرف، وسد الباب أمام دعاته"، مشددا على أن الغاية القصوى من الدين الإسلامي السمح هي اسعاد الناس مصداقا لقوله تعالى "طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى".