وضعت نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل حدا لقيادة "قيدوم النقابيين" محمد نوبير الأموي، الذي ظل يقودها منذ تأسيسها سنة 1978، لكن الزاير يرث نقابة فقدت الكثير من وهجها.
وانتخبت النقابة ذات التوجه اليساري صبيحة يوم أمس الأحد ببوزنيقة عبد القادر الزاير خلفا لنوبير الأموي. وحصل الزاير على 1138 صوتا، فيما حصل منافسه محمد البرودي على 16 صوتا من مجموع الأصوات المعبر عنها. فمن يكاد القائد الجديد لـ"ك.د.ش"؟
من بني مسكين إلى الدارالبيضاء
رأى الزاير النور سنة 1946 بمنطقة بني مسكين إقليم سطات، غير بعيد عن المنطقة (ابن احمد) التي ينتمي إليها نوبير الأموي.
تابع الزاير دراسته إلى أن حصل على الإجازة في العلوم السياسية، وعمل أستاذا لمادة الاجتماعيات، قبل أن يلتحق بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل في البدايات الأولى لتأسيسها، ويتدرج في مناصبها القيادية.
شغل الزاير منصب مسؤول محلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالدار البيضاء، ثم شغل منصب الكاتب الجهوي للنقابة على مستوى قطاع التعليم بالدار البيضاء.
سنة 1997، كان أول صعود للزاير للمكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، حيث شغل منصب النائب الثاني لنوبير الأموي، مما مكنه من العمل معه عن قرب، قبل أن يصبح نائبه الأول منذ المؤتمر الوطني للرابع للنقابة، وممثل النقابة الرئيسي في أغلب المحطات بسبب مرض الأموي، وكبره في السن.
التجربة ضد التشبيب
على المستوى السياسي، انخرط الزاير كغيره من قدماء الكونفدرالية الديمقراطية للشفل بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وشغل منصب الكاتب المحلي للحزب سنة 1983 بعين الشق، قبل أن يتفرغ للعمل النقابي، وظل عضوا عاديا، قبل أن يغادر الاتحاد سنة 2000 رفقة رفاق الأموي.
ويرى مؤيدو الزاير، الذين تحدث إليهم موقع "تيل كيل عربي"، أنه "رجل متمرس يمكنه قيادة سفينة الكونفدرالية إلى بر الأمان"، فيما يرى آخرون أن انتخابه "ضربة موجعة لخيار التشبيب الذي ينادون به".
وسيكون على الزاير إرضاء عدد من القياديين الغاضبين الذين انسحبوا من المؤتمر احتجاجا على انتخابهم، حيث طالبوا بتأجيل انتخاب الكاتب العام إلى حين انعقاد الدورة الأولى للمجلس الوطني للنقابة المنتخب.