يحمل الشعار الرسمي لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2025، والتي ستُقام بالمملكة المغربية، العديد من الأبعاد الرمزية والرسائل على المستوى الاقتصادي، والدبلوماسي، والاجتماعي، والاستراتيجي، والاستشرافي.
وفي قراءة تحليلية، قال أمين سامي، الخبير في التخطيط الاستراتيجي وقيادة التغيير للشركات والمؤسسات، اليوم الأربعاء، في تصريح خص به "تيلكيل عربي"، إن الأبعاد الاستشرافية للشعار تسعى إلى تحقيق السلام القاري، وزيادة الشفافية في تنظيم البطولات؛ حيث يصبح المغرب نموذجا يحتذى به في إفريقيا. كما ترمز إلى تعزيز القيادة المغربية، وتحقيق شغف رياضي عالمي وتنمية ترابية، وريادة الاستدامة.
وسجل سامي أن ألوان الشعار؛ وهي الأبيض والأخضر والأحمر، تحمل رموزًا عميقة تتجاوز الرياضة إلى السياسة والاقتصاد والثقافة، مضيفا أنها تبرز رؤية المغرب كدولة متوازنة تجمع بين القيم التقليدية والانفتاح الحديث، مع الالتزام القوي بالوحدة الإفريقية والتنمية المستدامة.
البعد الثقافي الرمزي
وأوضح الخبير الاستراتيجي أن "اللون الأبيض يرمز إلى النقاء والسلام، ويعبر عن رؤية المغرب وإفريقيا كقارة تسعى إلى تحقيق السلام والوحدة بين دولها، كما يرمز، أيضا، إلى الشفافية والعدالة والنزاهة في تنظيم البطولة، وهي رسالة حول دور الرياضة في تعزيز العدالة والمساواة. فيما يشير اللون الأحمر إلى القوة والشجاعة، وهو مستوحى من العلم المغربي؛ مما يرمز إلى عراقة المملكة المغربية ودورها القيادي في القارة. كما يشير إلى التضحية؛ كونه يعكس التضحيات التي يبذلها المغرب في تطوير القارة الإفريقية والرقي بها والدفاع عن مصالحها، دوليا وعالميا، وأيضا، من خلال المجهودات التي تبذلها إفريقيا لتحقيق تطلعاتها التنموية، سواء في الرياضة أو مجالات أخرى. بينما يعبر اللون الأخضر عن النمو والأمل والاستدامة؛ حيث تعتبر المملكة من الدول الرائدة الإفريقية بمبادرات التنمية المستدامة، خاصة مع ريادتها في مجالات الطاقة الخضراء والمشاريع البيئية. كما أنه يشير إلى أن البطولة الكروية ليست مجرد حدث رياضي فقط، بل فرصة لإحياء الأمل وتعزيز التنمية في إفريقيا".
البعد السياسي والدبلوماسي
وأفاد سامي بأن "اللون الأبيض يعبر عن السلام الإقليمي؛ حيث يمثل التزام المغرب بتعزيز السلام في إفريقيا، سواء من خلال الرياضة أو السياسة الخارجية. كما يعبر عن التوازن الدبلوماسي؛ إذ يعبر عن نهج المملكة في بناء علاقات متوازنة مع إفريقيا والعالم. وبالنسبة للون الأحمر؛ فهو يعبر عن التأثير والقيادة؛ حيث يعكس ديناميكية المغرب في قيادة الملفات الإفريقية، سواء في القضايا الرياضية أو الاقتصادية أو السياسية. كما يعبر عن دور المغرب كمدافع أساسي ورئيسي عن قضايا القارة في المحافل الدولية والعالمية، والدفاع عن مصالحها التنموية. بينما يعبر اللون الأخضر عن التوجه نحو إفريقيا؛ حيث يرمز إلى التزام المملكة بالتنمية المستدامة في إفريقيا؛ مما يعزز موقعها كقائد تنموي للقارة. كما يعكس، أيضا، الدبلوماسية البيئية التي يقودها المغرب في إفريقيا، من خلال دوره في قيادة ملفات بيئية مهمة؛ مثل التغير المناخي والطاقات المتجددة".
البعد التنموي
وتابع المتحدث نفسه أن "اللون الأبيض يرمز إلى البنية التحتية، من خلال النقاء والبدايات الجديدة؛ مما يعكس الاستثمار المغربي في البنية التحتية الرياضية لجعل البطولة منصة للتنمية الشاملة. كما يرمز إلى الشفافية الاقتصادية؛ إذ يمثل التزاما بتحقيق شفافية اقتصادية في إدارة البطولة والاستثمارات المرتبطة بها. أما على مستوى اللون الأحمر، فهو يرمز للإبداع والابتكار؛ حيث يعكس الحماس والطاقة؛ مما يشير إلى أن البطولة ستكون فرصة لابتكار حلول جديدة في مجالات؛ مثل السياحة الرياضية والتكنولوجيا الرياضية. كما يشير إلى دعم المواهب، من خلال إبرازه لالتزام المغرب بتطوير المواهب الرياضية في إفريقيا؛ مما يرمز إلى الطاقة الإيجابية للبطولة".
وفيما يخص اللون الأخضر؛ فقال إنه "يرمز إلى الاستدامة الاقتصادية، خاصة المشاريع طويلة الأمد في مجالات الطاقة والزراعة المستدامة واقتصاد الرياضة واقتصاد البيانات واقتصاد المنصات الرقمية واقتصاد المحتويات الرقمية...، التي يمكن أن تعززها البطولة. كما يرمز إلى التنمية المحلية المستدامة؛ حيث يعبر عن التركيز على التنمية المحلية في المغرب، مع تعزيز الفوائد الاقتصادية للمجتمعات المحلية.
المستوى الرياضي
وأضاف سامي أن "الأبيض يرمز إلى اللعب النظيف والنزاهة في التحكيم وجميع العمليات الرياضية المرتبطة بالتظاهرة الكروية، وهو رسالة عن أهمية القيم الرياضية في تعزيز الوحدة الإفريقية. أما اللون الأحمر؛ فيرمز إلى الشغف الجماهيري، وحماس الجمهور المغربي والإفريقي تجاه كرة القدم، باعتبارها أكثر الرياضات العالمية شعبية. كما يعبر عن رمز البطولة، من خلال التنافس الرياضي الحماسي بين الفرق المشاركة. وفيما يخص اللون الأخضر؛ فيشير إلى الملاعب والمنشآت الرياضية المستدامة؛ مما يبرز التزام المغرب بالاستدامة البيئية في الرياضة، بالإضافة إلى الروح الرياضية والأمل الذي يوحد القارة الإفريقية".
كأس الزليج
وفي هذا الصدد، أبرز الخبير الاستراتيجي أن "تضمن التصميم لزخارف مستوحاة من الفنون التقليدية المغربية (الزليج) يرمز إلى الربط بين الهوية الثقافية والتراث المغربي وبين الرياضة كجسر ثقافي؛ كون الزليج جزءا أساسيا من الهوية الثقافية المغربية".
وتابع أنه "يرمز، في هذا السياق، إلى مكانة المغرب كداعم حقيقي ومتجذر لمتطلبات القارة الإفريقية. فالزليج يعتبر كرمز للوحدة والتماسك؛ إذ يعبر هذا الأخير عن التعددية المتناغمة؛ حيث تتكامل قطع الفسيفساء لتشكيل لوحة موحدة. كما أن هذه الرسالة ترمز إلى جهود المغرب في تعزيز وحدة القارة الإفريقية والدفاع عن مصالحها في المحافل الدولية. وبالإضافة إلى التاريخ المشترك، فالمغرب يتمتع بتاريخ طويل من التضامن مع القارة، من خلال دعمه للمبادرات الاقتصادية والتنموية التي تستهدف تحسين أوضاع الدول الإفريقية".
وأضاف سامي أنه "يمكن قراءة الزليج من خلال التكامل والوحدة بين التنوعات المختلفة؛ مما يعكس صورة المغرب كجسر ثقافي ودبلوماسي بين إفريقيا والعالم. فالزليج، المعروف بتقنيته العريقة، يشير إلى عمق المغرب الثقافي واستعداده ليكون مرجعية حضارية لإفريقيا".
كما أشار إلى أن "إبراز خريطة القارة داخل الكأس يضع المغرب في قلب الهوية الإفريقية، ويظهر التزامه بقيادة مشاريع الوحدة والتكامل القاري. وبالإضافة إلى ذلك، فخريطة القارة الإفريقية داخل الكأس تعد تجسيدا لوحدة القارة الإفريقية ودور البطولة في جمع الدول الإفريقية تحت مظلة رياضية".
وسجل المتحدث نفسه أن "المغرب يعتبر نفسه ناطقا باسم إفريقيا. فتصميم الكأس يعبر عن احتضان المغرب للقارة بأكملها؛ مما يرمز إلى كونه صوتا موحدا يدافع عن تطلعات إفريقيا في الساحة الدولية. كما أن المملكة تعتبر نفسها ممثلا حقيقيا للقضايا الإفريقية في مجالات؛ مثل التنمية المستدامة، ومكافحة التغير المناخي، والتعاون الاقتصادي".
وسجل سامي أن "المبادرات التي أطلقها المغرب لتعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية، من خلال عودته إلى الاتحاد الإفريقي، في عام 2017، تعكس الرؤية الاستراتيجية والاستشرافية للملك محمد السادس، على المدى الطويل، من خلال جعل المغرب قوة فاعلة تمثل مصالح إفريقيا. فتنظيم بطولة بحجم كأس الأمم الإفريقية يعتبر تجسيدا لهذه القيادة، حيث يُظهر المغرب كوجهة تنموية ورياضية قادرة على تقديم صورة مشرقة للقارة".
وتابع الخبير الاستراتيجي: "وبالتالي، يعتبر التصميم البصري للشعار والكأس، بما فيه الزليج وخريطة إفريقيا، دلالة واضحة على أن المغرب يرى نفسه كداعم حقيقي ومدافع عن مصالح القارة الإفريقية، كما أنه رسالة إلى العالم بأن المملكة ملتزمة بتقديم صوت إفريقيا وقضاياها على الساحة الدولية، معتمدة على تاريخها الثقافي العريق ودورها المحوري في تعزيز الوحدة الإفريقية".
عدد الكرات
وقرأ سامي الدلالات الرمزية لعدد الكرات من عدة زوايا وجوانب. "أولا؛ الإشارة إلى القارات الخمس؛ حيث يمكن تفسير الكرات الخمس كرمز لها؛ مما يعكس الطبيعة العالمية لكرة القدم، وإبراز كأس الأمم الإفريقية كجزء من عائلة كرة القدم العالمية. وبالتالي، فهذا يرمز إلى أن الحدث ليس فقط إفريقيا، بل أيضا عالميا. كما أنه يحمل رسالة تضامن بين إفريقيا وبقية العالم. ثانيا؛ التقسيم الجغرافي لإفريقيا؛ حيث تُقسم، غالبًا، إلى خمس مناطق جغرافية رئيسية (شمال، غرب، وسط، شرق، جنوب). وقد تكون الكرات الخمس تمثل هذه المناطق؛ مما يعكس تمثيل القارة بالكامل في هذه البطولة. وهي الرسالة التي تُظهر أن هذه البطولة شاملة وتمثل كل أنحاء القارة، مع التأكيد على الوحدة بين الدول الإفريقية. أما ثالثا؛ فهو أن الرقم 5 يُعتبر رمزا للتوازن والتناغم في العديد من الثقافات. وهنا قد يشير إلى التوازن بين الرياضة، والثقافة، والتنمية، والاقتصاد، والدبلوماسية، وهي الأبعاد التي تسعى البطولة إلى تعزيزها".
أما على مستوى حجم الكرات الخمس، فأوضح المتحدث نفسه: "إذا كانت الكرات ذات أحجام متدرجة، فقد ترمز إلى مراحل تطور البطولة، من التصفيات المحلية إلى الحدث النهائي. كما يمكن، أيضا، أن تعكس أهمية تصاعدية للوحدة والاندماج بين الدول الإفريقية؛ حيث تبدأ من المستوى الإقليمي وصولا إلى التمثيل القاري الكامل. كما أن الكرات المتساوية في الحجم قد ترمز إلى المساواة بين الدول الإفريقية؛ إذ يتمتع الجميع بفرص متكافئة للمشاركة والتنافس".
أبعاد استشرافية لحجم وعدد الكرات
وعلى مستوى تعزيز الوحدة القارية، فاعتبر سامي أن "عدد الكرات (5) وحجمها يمكن أن يستشرف دور المغرب في تعزيز الوحدة الإفريقية عبر الرياضة، مع السعي لتمثيل كل منطقة جغرافية بشكل عادل".
بينما على مستوى التنمية الرياضية، قال إن "الكرات قد تمثل الحاجة إلى تنمية متوازنة في مختلف المناطق الإفريقية؛ حيث يمكن أن يسعى المغرب لقيادة مبادرات لتعزيز الرياضة في المناطق الأقل تطورًا".
وبخصوص مستوى التكامل العالمي، أفاد الخبير الاستراتيجي بأن "عدد الكرات (5) وحجمها يمكن أن يشير إلى رؤية إفريقية تتكامل مع العالم؛ مما يفتح الباب لتعاون رياضي واقتصادي عالمي أكثر شمولية".
"اللوغو"
وقال سامي إن "اللوغو يظهر البُعد التنظيمي والرعاية؛ مما يعكس الاحترافية وأهمية الحدث على المستويين القاري والدولي".
أما على مستوى الشراكة مع "Total Energies"، فأوضح المتحدث نفسه أن "وجود راعٍ دولي قوي يبرز البعد الاقتصادي والدبلوماسي للبطولة، مع التركيز على دور المغرب كمنصة للتعاون بين القارة الإفريقية وشركات عالمية".
وتابع أن وجود الشركة الفرنسية كشريك وراع رسمي للشعار يحمل دلالات متعددة على المستويات الاقتصادية، والسياسية، والاستراتيجية"، موضحا أنه "يعكس، على صعيد البعد الاقتصادي، ثقة المستثمرين الدوليين في المغرب كبيئة مستقرة ومؤهلة لاستضافة فعاليات رياضية كبرى. كما يُبرز قوة الاقتصاد المغربي في جذب الشركات متعددة الجنسيات، ويساهم، أيضا، في الترويج للطاقة؛ بحيث أن "Total Energies"، التي تعمل في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة، قد تستخدم هذا الشراكة للترويج لاستثماراتها في المغرب وإفريقيا، خصوصا في قطاع الطاقة الخضراء الذي يشهد نموا كبيرا"، مضيفا أن "تعزيز الشراكات الاقتصادية يُظهر تكامل المصالح الاقتصادية بين المغرب وفرنسا، خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية".
أما على صعيد البعد السياسي والدبلوماسي، فأفاد الخبير الاستراتيجي بأن "وجود هذه الشركة يعكس قوة العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، خاصة في ظل التعاون الاستراتيجي الذي يجمع البلدين في المجالات الاقتصادية والسياسية. كما أن ختيارها إشارة إلى دور فرنسا كشريك اقتصادي مهم لإفريقيا، ووضع للمغرب كجسر بين القارة الإفريقية وأوروبا".
وعلى صعيد البعد الاستراتيجي، اعتبر سامي أن الرعاية من "Total Energies" تعد مؤشرا إيجابيا واستراتيجيا على التزام المغرب وفرنسا بالتعاون في مشاريع الطاقة المستدامة؛ مما يدعم أهداف التنمية المستدامة في إفريقيا"، لافتا إلى أن "الشراكة تعكس اهتمام الشركات الفرنسية الكبرى بالقارة؛ باعتبارها سوقا واعدا وفرصة للنمو".
وعلى صعيد الأبعاد الرمزية، قال المتحدث نفسه إن "الشعار يحمل زخارف مغربية تقليدية بجانب شراكة دولية؛ مما يرمز إلى المزج بين الهوية المحلية والانفتاح العالمي. كما أن حضور الشركة الفرنسية في الشعار يظهر كيف أصبحت الرياضة منصة، ليس فقط للتنافس الرياضي، بل وللترويج الاقتصادي وبناء العلاقات الدولية".
وأضاف أن "هذه الرعاية بوابة لتوسيع التعاون بين المغرب وفرنسا في قطاعات؛ مثل الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والبنية التحتية"، مشيرا إلى أنه "بإمكان هذه الشراكة أن تعزز مكانة الشركة الفرنسية في القارة الإفريقية من خلال المغرب كمنصة إقليمية. كما أنها تعكس دور المغرب كمركز للطاقة المتجددة".
دلالات ورمزيات
وسجل سامي أن "الكرات المحيطة بالكأس ترمز إلى دلالات ورمزيات عديدة؛ منها التنوع والوحدة الإفريقية؛ حيث ترمز الكرات إلى الدول الإفريقية المشاركة في البطولة؛ مما يعكس التنوع الثقافي والجغرافي للقارة. كما أن وجود الكرات بشكل دائري حول الكأس يمكن أن يرمز إلى الوحدة والتضامن بين الدول الإفريقية؛ إذ تشترك جميعها في حدث رياضي واحد يعزز الهوية القارية، بالإضافة إلى الاستمرارية والديناميكية؛ حيث يوحي الشكل الدائري للكرات بالحركة والديناميكية؛ مما يعكس الروح الرياضية التنافسية والاندماج المستمر بين الدول الإفريقية. كما أن الكرات تعبر عن استمرارية الجهود في تعزيز الرياضة كأداة للتنمية والتقارب بين الشعوب، فضلا عن التنافس الرياضي. وبالنسبة لرمزية البطولة، فتشير الكرات إلى الإنجازات والمباريات التي تشكل رحلة البطولة، بداية من التصفيات وصولا إلى المباراة النهائية".
أما بالنسبة للخط المحيط بالكأس، "فيرمز، أولا، إلى الحماية والاحتضان. فالخط المحيط بالكأس يعكس مفهوم الحماية والاحتضان؛ مما يشير إلى أن البطولة مُحتضنة من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) والمغرب كدولة مستضيفة. وثانيا، إلى الترابط القاري؛ كون الخط المحيط يرمز إلى الترابط بين الدول الإفريقية؛ حيث يجمع بينها كيان واحد قوي يمثله الكأس. وثالثا، إلى التوازن بين ماهو محلي ودولي. فالخط يمثل توازنًا بين التراث المحلي (الزليج المغربي) والانفتاح الدولي (رعاية الشركة الفرنسية)؛ مما يعكس دور المغرب كمحور يجمع بين الأصالة والانفتاح. ورابعا، إلى الدعم والتكامل؛ حيث يرمز الخط إلى الدعم المستمر من الجهات الراعية والمنظمات الدولية؛ مما يعزز من قوة البطولة ويجعلها حدثًا عالميًا"، حسب الخبير الاستراتيجي.
وتابع سامي: "وبالتالي، هناك عدة أبعاد استشرافية يمكن استخلاصها؛ منها "توسيع المشاركة الإفريقية. فهذه الرموز تعزز من شعور الدول الإفريقية بالانتماء؛ مما يدفع نحو زيادة المشاركة في البطولات المستقبلية وتعزيز التعاون الرياضي"، و"التطور التكنولوجي والرياضي. فالكرات والخط المحيط قد يرمزان إلى كيفية دمج التكنولوجيا في الرياضة؛ مثل استخدام تقنية "VAR" أو التطبيقات الذكية لتحسين تجربة المشجعين"، و"تعزيز الدبلوماسية الرياضية، من خلال مساهمة الرموز في تعزيز دور المغرب كقائد رياضي في القارة؛ مما يفتح الأبواب أمام تنظيم بطولات أخرى؛ مثل كأس العالم للأندية، أو حتى الألعاب الأولمبية".
وختم المتحدث نفسه تصريحه بالتأكيد على أن "شعار كأس الأمم الإفريقية 2025 هو أكثر من مجرد تصميم رياضي"، معتبرا إياه "تجسيدا لرؤية المغرب كقائد إفريقي وداعم للتنمية والوحدة، من خلال حمله أبعادا رمزية واستراتيجية واستشرافية واقتصادية تعزز مكانة المملكة كمنصة للتعاون القاري والدولي. وعلى مدى العقد القادم، فالشعار نقطة انطلاق لتحولات استراتيجية قادمة في عصر التحول الرقمي واقتصاد البيانات تجعل المغرب محورًا للرياضة، والتنمية، والدبلوماسية العالمية، ومنصة قارية على مختلف الأصعدة والمجالات".