الساعات الفاخرة.. شغف متوارث من الحسن الثاني إلى مولاي الحسن

تيل كيل عربي

1,2 مليون أورو! هذا هو السعر المفترض للساعة الفاخرة من طراز "باتيك فيليب نوتيلوس"(Patek Philippe Nautilus)، المرصعة بالألماس، التي كانت في معصم الملك محمد السادس بدبي، وانتبه إليها حساب "Insane Luxury Life" على "إنستغرام". غزت صور هذه الساعة، وهي  في معصم الملك، الشبكات الاجتماعية ومواقع الأخبار، وهي دليل آخر على شغف أفراد العائلة الأسرة العلوية بالساعات. "تيل كيل عربي" يعرض الساعات الفاخرة المفضلة للأسرة المالكة، من الحسن الثاني إلى محمد السادس، وولي عهده مولاي الحسن...

 

كان الملك الحسن الثاني شغوفا بساعات "بريغيه" (Breguet) الفاخرة. وكان الكثير منها يزين معصم الملك الراحل أو مكتبه، بل وكانت تصل إلى العديد من المقربين منه.

مثلا في يوليوز 1975، اقتنى الملك 55 ساعة فاخرة من طراز "Berguet XX" لربابنة القوات الجوية الملكية. وبما أن هذه الساعات تعد اليوم من القطع النادرة، فإن ثمنها يتراوح ما بين 13 ألف و15 ألف أورو (ما بين 14 و16 مليون سنتيم تقريبا).

ولعل ساعة "بريغيه" الأشهر التي أهداها الحسن الثاني لأحد ضيوفه- وربما التي أثارت أكبر قدر من الجدل- هي تلك التي أهداها الملك الراحل للرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران في 1983، وهي من طراز "garde-temps". كانت هذه الساعة، التي اقتنيت بحوالي 79 مليون سنتيم، تحمل الحرفين الأولين من اسم ولقب الرئيس الاشتراكي، وكانت بها سلسلة من الذهب من تصميم "شومي" (chaumet).

الإخوان "شومي".. مزودو القصر

كان الحسن الثاني من الزبناء الأوفياء جدا لـ"الإخوان شومي"، وهم مشهورون بالتعامل مع رؤساء الدول والرؤوس المتوجة. فدار "شومي"، وهي مزود رئيسي القصر الملكي بالساعات والمجوهرات الفاخرة (الدار هي التي تولت إعداد الخاتم الملكي ومجوهرات حفل زواج للا مريم)، كانت حاضرة في كل حفلات الاستقبال الكبيرة التي ينظمها الملك الراحل.

في سنة 1971، وبينما كان "بيير شومي" يكشف لضيوف الملك الجائزة الخاصة بالفائز بالمرتبة الأولى في مسابقة الحسن الثاني للغولف، لعلع الرصاص، بعد أن اقتحم جنود هرمومو القصر الملكي بالصخيرات، ولكن "بيير شومي" خرج سالما من الهجوم، أما الجائزة فكانت عبارة عن ساعة من طراز "بريغيه أومبير" (Breguet empire) ذهبية بميناء من الفضة.

لقد قوى الانقلاب الفاشل بالصخيرات العلاقات بين الحسن الثاني و"آل شومي"، ولكن إفلاسهم في 1987 وجه ضربة قاصمة للصداقة بين الملك الراحل ودار المجوهرات الشهيرة؛ إذ خسر الحسن الثاني بسبب ذلك الإفلاس (حوالي 55 مليار بالسعر الحالي) حسب مجلة "نوفيل أوبس" الفرنسية، بيد أن هذه الخسارة لم تؤثر بتاتا على شغف الملك بساعات "بريغيه"، فقد اقتنى العديد منها في التسعينيات.

قطع نادرة

صُنعت واحدة من أشهر ساعات الحسن الثاني بورشات "بريغيه" لما كانت هذه الماركة في ملك الإخوان "شومي". وتتميز هذه الساعة التي حصل عليها الملك الراحل في دجنبر 1985، بتوفرها على التاريخ الهجري، ولها حزام من الذهب الرمادي يحمل توقيع "جون بيير إكوفي" (J-P Ecofey ) وأودمارس بيغي (Audemars Piguet)... وقد بيعت في مزاد علني في 2017 بـ78 ألف أورو (أكثر من 80 مليون سنتيم).

محمد السادس.. ذوق متنوع

يبدو أن محمد السادس لم يرث من والده شغفه بساعات "بريغيه" و"شومي"، ولكنه يملك مع ذلك قطع مميزة للدارين. في مارس 2012، لما استقبل الملك رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، كانت في معصمه ساعة "بريغيه توربيون" (Breguet Tourbillon) بميناء من الذهب المغطى بالفضة، وحزام من المعدن، الذي يبدو أن الملك يفضله. وهذه الساعة شبيهة جدا بطراز "بريغيه الكلاسيكي". وفي 2013 بالكوت ديفوار، ظهر محمد السادس، خلال زيارته لبيت "جورج أوينان" بساعة شبيهة إلى حد كبير بطراز "داندي" (Dandy) لدار "شومي". أما مولاي الحسن، فغالبا ما يظهر وفي معصمه ساعة من صنف "شومي إليزي" (Chaumet Elysée) من الذهب، بميناء أبيض وحزام أسود مع سلسلة صغيرة.

ميل إلى "كارتيي"

بالمقابل، يبدو أن الملك محمد السادس يفضل ساعات "كارتيي".  ففي يونيو 2018، خلال الاستقبال الشرفي المخصص للرئيس النيجيري محمد بوهاري، كان يضع في معصمه ساعة "كارتيي تانك سولو" (Cartier Tank Solo) المعروفة بإطارها المستطيل، وأرقامها الرومانية المائلة. قبل سنة من هذه الاستقبال، وبالضبط في يونيو 2017، كانت في معصم الملك ساعة تشبه كثيرا طراز "كارتيي تانك باسكولانت" (Cartier Tank Basculante)، بينما كان يضع واحدة أخرى لـ"كارتيي" من طراز "تانك" أمريكية، خلال توشيحه، في دجنبر 2016، رجل الأعمال الفرنسي الشهير بيير بيرجي.

بغض النظر عن "كارتيي"، يملك محمد السادس عدة ساعات مستطيلة: ساعة "جيجر لوكولتر" (Jaeger LeCoultre) من طراز "روفيرسو" من الصلب، كانت في معصمه خلال جولته بالشرق في 2013. و"جيجر لوكلتر" أخرى من الذهب حملها خلال افتتاحه لـ"بيت الصحافة" بطنجة في أبريل 2014 (...).

ساعات للتنقلات الخاصة

خلال تنقلاته الخاصة، يبدو أن محمد السادس يطلق العنان لأذواقه الشخصية، ويظهر مثلا بساعات الغطس (من طراز "رولكس وبلانبان فيفتي فاثومز" (Blancpain Fifty Fathoms)، وكذلك ساعات غير مألوفة ويصعب تصنيفها مثل ساعة من طراز "ريتشارد ميل" (Richard Mille) مستطيلة كان يضعها خلال زيارته للبحرين في أبريل 2016.

ويضم طاقم ساعات محمد السادس كذلك ساعة من طراز "أوديمارس بيغي رويال أوك اوف شور" (Audemars Piguet Royal Oak Offshore) مرصعة ترصيعا فاخرا. كما توجد ضمن هذا الطاقم ساعة واحدة على الأقل من طراز "رولكس" تحمل في مينائها شعار المملكة.

ميل إلى "باتيك"؟

يملك محمد السادس عددا من ساعات  دار "باتيك فيليب" (Patek Philippe). فضلا عن ساعة "نوتيلوس" (Nautilus) التي ظهر بها في دبي، يتوفر الملك على "نوتيلوس" أخرى من صنف "5980/1A". وإذا كنا لا نعرف لحد الآن مميزات الساعة التي كانت في معصمه بدبي، ولا مصدرها (هل هي هدية من أمير خليجي أم اشتراها الملك شخصيا؟)، وإذا كنا لا نعرف إن كانت قد أعدت تحت الطلب، وبالتالي تتوفر على مميزات ترفع من قيمتها، فإن موديلا شبيها يقدر ثمنه بما بين 600 ألف و800 ألف أورو (ما بين 700 مليون سنتيم ومليار سنتيم). وخلال مزاد منظم من طرف دار "كريستيز" الشهيرة، بيعت ساعة "نوتيلوس" شبيهة بتلك التي كانت في معصم الملك، بـ602 ألف أورو (حوالي 700 مليون سنتيم).

بتصرف عن "تيل كيل.ما"