السعودية بعثت خبيرين لإخفاء أدلة قتل خاشقجي.. وتتعهد أمام الأمم المتحدة بمعاقبة الجناة

وكالات

أعلن مسؤول تركي رفيع المستوى، اليوم الاثنين، أن السعودية أرسلت خبيرا في علم السموم وآخر في الكيمياء لإخفاء الأدلة في جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي قبل قيام الشرطة التركية بتفتيش القنصلية السعودية الشهر الماضي.

وقال المسؤول طالبا عدم كشف هويته "نعتقد أن هذين الشخصين أتيا إلى تركيا بهدف وحيد هو إخفاء أدلة جريمة قتل خاشقجي قبل أن يسمح للشرطة التركية بتفتيش المبنى".

"التزام" دولي

في سياق متصل، أبلغت السعودية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الاثنين أيضا، أنها تحقق في قتل خاشقجي في قنصليتها باسطنبول الشهر الماضي بهدف تقديم الجناة للعدالة.

وقال بندر العيبان، رئيس هيئة حقوق الإنسان، الذي قاد وفد الحكومة خلال مراجعة اعتيادية لسجلها، خلال كلمة أمام المجلس إن العاهل السعودي الملك سلمان أمر النائب العام "بالتحقيق في قضية خاشقجي بحسب القوانين المعمول بها وبتقديم الجناة للعدالة".

من جانبهما، طالب نجلا خاشقجي السلطات السعودية بإعادة جثة والدهما لكي تتمكن العائلة من إتمام مراسم الدفن والحداد، كما قالا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية في مقابلة بثت أمس الأحد.

وقال عبدالله خاشقجي، لشبكة "سي ان ان" خلال المقابلة في واشنطن، "آمل فعلا بأن ما حصل لم يتسبب له بألم كبير أو كان سريعا. أو أن يكون مات بسلام".

وقال شقيقه صلاح "كل ما نريده الآن هو دفنه في مقبرة البقيع في المدينة المنورة مع بقية أفراد عائلته".

وأضاف "لقد بحثت هذا الأمر مع السلطات السعودية وأنا آمل أن يحصل ذلك قريبا".

وكان المدعي العام التركي أكد، الأربعاء للمرة الأولى، أن خاشقجي خنق ما إن دخل القنصلية في الثاني من أكتوبر في إطار عمل مدبر وأن جثته تم تقطيعها والتخلص منها.

كما صرح ياسين أكتاي، المسؤول في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، لصحيفة "حرييت"، الجمعة الماضي، "نرى الآن أن الأمر لم يقتصر على التقطيع بل تخلصوا من الجثة بإذابتها".

وأثارت جريمة قتل خاشقجي غضبا عارما وانتقادات حادة من واشنطن حليفة الرياض.

"تحريف" عمل خاشقجي

وأعرب نجلا خاشقجي عن قلقهما إزاء ما اعتبراه تحريفا لعمل والدهما، الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة "واشنطن بوست" لغايات سياسية.

وقال صلاح خاشقجي لشبكة "سي أن أن"، "يظهر كثر حاليا يد عون مواصلة مسيرته وللأسف يستغل البعض منهم ذلك سياسيا بطرق لا نتفق معها على الإطلاق".

وتابع نجله أن جمال خاشقجي "لم يكن يوما منشقا. كان مؤمنا بأن الملكية هي التي تحفظ تماسك البلاد".

وقال الشقيقان إنهما توصلا إلى استنتاجاتهما حول مقتل والدهما بناء على تقارير إعلامية.

وقال عبدالله خاشقجي "هناك الكثير من التقلبات.. نحاول الحصول على الرواية الحقيقية، تجميع أجزاء منها لتكوين الصورة الكاملة"، مضيفا "هذا ليس وضعا طبيعيا وليس وفاة طبيعية".

وشدد صلاح خاشقجي على أن العاهل السعودي أكد أن الجميع سينال عقابه، مضيفا "أنا أثق بذلك".

ودعت خطيبة خاشقجي خديجة جنكيز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدعم جهود تركيا بالتحقيق في ملابسات مقتله والعثور على جثته.