أعلن وزير المالية السعودي عن جمع ما يزيد عن أكثر من 13 مليار دولار من تسويات الحملة على "الفساد". هذا في وقت أعلنت المملكة عن ميزانيتها للعام 2019، متوقعة عجزاً جديداً للسنة السادسة على التوالي بسبب انخفاض أسعار النفط.
قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان أمس الثلاثاء إن الحكومة السعودية جمعت ما يزيد عن 50 مليار ريال (13.33 مليار دولار) حتى الآن هذا العام من تسويات توصلت إليها مع محتجزين في حملة على "الفساد"، أُطلقت في نهاية العام الماضي.
وجرى احتجاز عشرات من كبار الأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال في فندق ريتز-كارلتون خلال الحملة التي بدأت في نونبر 2017. وقال محققون في وقت سابق هذا العام إنهم يسعون لجمع نحو 100 مليار دولار.
وفي سياق ذي صلة، أعلنت السعودية اليوم عن ميزانيتها للعام 2019، التي اعتبرت الأكبر في تاريخ المملكة، لكنها توقّعت عجزاً جديداً للسنة السادسة على التوالي بقيمة 35 مليار دولار بسبب انخفاض أسعار النفط. وجاء الإعلان عن الميزانية في وقت تتعرض السعودية لضغوط دبلوماسية وتواجه أزمة علاقات عامة على خلفية مقتل الصحافي جمال خاشقجي وحرب اليمن.
ويتوقع أن تواجه المملكة النفطية تحدياً رئيسياً عام 2019 يتمثّل في احتمال بقاء أسعار النفط في مستوياتها المتدنية، بعدما خسرت نحو ثلث قيمتها في الأشهر الأخيرة.
وتشهد الميزانيات العامة للسعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم وصاحبة أكبر اقتصاد عربي، عجزاً منذ 2014 حين انهارت أسعار النفط. ويتوقع مراقبون أن تبقى أسعار النفط في 2019 في مستوياتها الحالية عند عتبة 60 دولاراً، بعدما وصلت إلى أكثر من 85 دولارا في أكتوبر، وذلك نتيجة لزيادة المعروض وضعف الاقتصاد العالمي مما يقلل الطلب على الخام.
ورغم التحديات التي تواجهها السعودية في قضية خاشقجي وتدخلها في اليمن، أكّد ولي العهد لدى إعلان الميزانية أن بلاده ماضية في "تنويع مصادر الإيرادات وتعزيز الاستدامة المالية من خلال زيادة الإيرادات غير النفطية"، في محاولة لوقف الارتهان التاريخي للنفط. وقال إن الإيرادات غير النفطية وصلت إلى 287 مليار ريال (76,5 مليار دولار) في عام 2018 من أصل 895 مليار ريال، متوقّعا أن تصل إلى 313 مليار ريال (83,5 مليار دولار) في عام 2019.