آلاف المتظاهرين في شوارع السودان دفاعا عن الثورة

أ.ف.ب / تيلكيل

 تهتف هادية "يسقط" العسكر لدى مرور موكب لقوى الامن في الخرطوم، وبالقرب منها اجتاح الآلاف الشوارع دفاعا عن "الثورة" رافعين الاعلام السودانية وعلامات النصر.

في الخرطوم وعدة مدن، استجاب عشرات الآلاف لدعوة الحركة الرئيسية للاحتجاج، لممارسة ضغوط على الحكام العسكريين والمطالبة بسلطة مدنية.

رغم الانتشار الكثيف لقوات الدعم السريع واطلاق الغاز المسيل للدموع، نزلت الحشود الى شوارع العاصمة.

وردد متظاهرون لفوا اجسادهم بأعلام سودانية كبيرة، شعارات الثورة على وقع التصفيق.

وهتفت الحشود وسط اطلاق السيارات العنان لابواقها "مدنية مدنية" و"نموت زيهم ينجيب حقهم و"ثوار احرار هنكمل المشوار" و "الدم قصاد الدم وما بنقبل الدية".

في بعض الأحيان، تعبر المسيرات مفترق طرق حيث تتمركز شرطة مكافحة الشغب وعناصر قوات الدعم السريع على متن شاحنات صغيرة مع اسلحة رشاشة.

وتقول هادية عبد الرحمن التي تحمل حفيدتها (عام ونصف عام) "نريد حكومة مدنية، نريد حق الشهداء، نريد بلدا آمنا ورخاء".

منذ إطاحة الجيش الرئيس عمر البشير في ابريل، يقود البلاد مجلس انتقالي عسكري يخوض مواجهة مع المحتجين.

من جهتها، قالت هادية (29 عاما) التي ترتدي زيا تقليديا ملونا "يسقط المجلس العسكري، امضينا العيد على صوت الرصاص (...) وبدم الشهداء أولادنا قتلى في الشوارع".

وقتل نحو 130 شخص ا منذ العملية الأمنية، معظمهم في الثالث من حزيران/يونيو، بحسب لجنة الأطباء المركزية المقربة من التحالف. وتشير وزارة الصحة من جهتها إلى مقتل 61 شخص ا يومها في أنحاء البلاد.

وصل خالد عبد الكريم مع ابن أخته البالغ من العمر أربع سنوات وهو يجلس على كتفيه مع العلم السوداني في يده.

"جئنا من اجل الاجيال الصغيرة كي تتعلم (...) يجب ان نزرع فيها حب الوطن الذي يعاني منذ ثلاثين عاما".

ومرت مواكب التظاهرات أمام منازل "شهداء" القمع. في وسط المنازل، في مكان صغير مترب أعيدت تسميته تكريما لأحد القتلى محجوب التاج، تجمع عشرات من المتظاهرين حول والدته التي غصت بالدموع.

وهتف هؤلاء "كلنا محجوب يا أم محجوب".

ويتوقف هؤلاء فقط لتلاوة صلاة قصيرة بهدوء في ذكرى الطالب الشاب الذي ق تل في كانون الأول/ديسمبر أثناء أعمال العنف قرب جامعته.

وقالت نورة والدة محجوب التي ربطت العلم السوداني على كتفيها "كلكم أولادي".

من وقت لآخر، يتوقف المحتجون من اجل اطلاق تنهدات، أو ترداد شعارات الاحتجاج مع المتظاهرين.

بدورها، نزلت ندى عادل (28 عاما) إلى الشوارع للمطالبة بسلطة مدنية.

وقالت الفتاة البالغة من العمر 28 عاما، واضعة حجابا ورديا بشكل فضفاض على شعرها مع حلقة في الأنف "لقد سئمنا من الجيش، كلها ماشية بالحكم العسكري، ما نفع البلد فهو لم ينجح ولن ينجح".

واضافت "رغم ما فعلوه في الاعتصام، ورغم الأشخاص الذين قتلوا (...) لن تموت الثورة في قلوب الشباب".