مازال قطاع الصحة يعيش على وقع الاحتقان، حيث تخوض الشغيلة الصحية إضرابا عاما، لمدة 48 ساعة، يومي الأربعاء والخميس 24 و25 أبريل الجاري، في كل المؤسسات الصحية، على الصعيد الوطني، باستثناء أقسام المستعجلات والإنعاش.
إضراب ناجح بامتياز
وفي هذا الصدد، أكد مصطفى الشناوي، الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة، والذي تحدث باسم التنسيق النقابي الوطني لقطاع الصحة، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، أكد أن الإضراب الذي تم الإعلان عنه، لمدة 48 ساعة، جاء بسبب عدم تجاوب الحكومة مع مطالب الشغيلة، "نجح، بامتياز"، موضحا أن "المستشفيات الوطنية مشلولة، والمراكز الصحية كلها مغلقة بأكثر من نسبة 90 في المائة، باستثناء المستعجلات والإنعاش.. كلشي واقف".
كما سجل أن "التنسيق النقابي الوطني لقطاع الصحة، الذي يضم ثمان نقابات، هو الجهة التي دعت إلى الإضراب، في إجماع سابق من نوعه، في وعي منها بأهمية توحيد الجهود".
أسباب الإضراب
وفي التفاصيل، قال المتحدث نفسه: "وقعنا اتفاقا مع وزارة الصحة، يوم 29 دجنبر المنصرم، بعد أن عقدنا اجتماعا مع وفد حكومي، يوم 27 من نفس الشهر. استمعوا إلى مطالبنا، وسجلوا المعطيات التي يريدونها، طيلة ذلك اليوم. بلغونا بأنه لا مشكل لديهم، مبدئيا، مع الزيادة العامة في الأجور لكل العاملين في القطاع".
وتابع الشناوي: "تم الاتفاق بين كل النقابات الصحية ووزارة الصحة ممثلة في الوفد الحكومي، على المبادئ العامة، وحتى الزيادة في الأجور، غير أنه لم يتم الاتفاق على قيمة الزيادة وتفاصيل تحسين الدخل. وقتها، قيل إنه سيتم الاشتغال على هذه الأمور في إطار المفاوضات".
وأضاف: "اشتغلنا على الموضوع، طيلة شهر يناير، حيث كانت وزارة الصحة تنسق العملية مع المالية. واقترحنا 3000 درهم، بينما اقترحوا هم رقما أقل، وفي الأخير، توصلنا إلى اتفاق حول 1500 درهم، كما حصل في قطاع التعليم".
وقال في نفس التصريح: "بحلول نهاية شهر يناير، الذي شهد كل هذا العمل، وقعت النقابات كلها على محاضر اتفاقات مع وزارة الصحة، قبل أن يتم رفعها إلى رئيس الحكومة، للحسم فيها، إلا أننا، وإلى حدود الساعة، لم نر أي حسم، ولم نتوصل بأي رد. وحتى في الحوار المركزي، لا يتم ذكر حوار قطاع الصحة. إنه لأمر غريب! خضنا أكثر من 50 اجتماعا في إطار الحوار القطاعي، باش يجيو يضربوا لينا كلشي في الصفر. هادشي غير مقبول! بمعنى الحوار والمفاوضات ما تتبقى عندهم حتى شي مصداقية"، مؤكدا أن "التنسيق سيستمر في الاحتجاج، إذا لم يتم التوصل برد من طرف الحكومة. سنجتمع ونقرر ما الخطوات القادمة. ولكن ما كاين غير النضال".
وحول ما إذا حاولت الحكومة التواصل مع التنسيق، قبيل خوض الإضراب، في محاولة منها لإصلاح ما يمكن إصلاحه، أكد الشناوي: "لم يتواصلوا معنا، في أي وقت من الأوقات، ما كاين غير داك الكلام ديال "دابا نشوفوا، يكون خير"، ولكن هاد "دابا نشوفوا، يكون خير" سمعناها شحال من مرة، هادي مدة، أما عمليا، فراه ما كاين والو".
المواطنون الرهائن
وفي ختام تصريحه لـ"تيلكيل عربي"، أعرب المتحدث نفسه عن أسف التنسيق للمواطن المغربي، بقوله: "نتأسف للمواطنين، لأنهم في آخر المطاف، هم المتضررون. لكن الوسيلة الوحيدة التي نمتلكها هي الإضراب. الدولة خاصها تراعي. نحن نعتبر أنها بتعاملهما هذا مع مطالب الشغيلة الصحية، وتنكرها للاحتجاجات، وكأنها تجعل من المواطنين رهائن في نزاع افتعلته هي".
ما بقاتش دوز علينا...
وأضاف الشناوي: "لم نكن نتمنى الوصول إلى هذا المستوى من الاحتجاج، الذي سيستمر. حنا باغين سلم اجتماعي، وباغين هدوء وإصلاح في القطاع، ولكن ماشي على حسب الشغيلة. هم مقبلون على إصلاح عميق للمنظومة الصحية وورش الحماية الاجتماعية وتعميم التغطية الصحية، لكن من سيحقق كل هذا؟ إنهم العاملون في القطاع، الذين يتم التنكر لمطالبهم. ما يمكنش نستمروا هكذا، ما يمكنش كل مرة يدوزوها علينا. دابا إلا باغين يعدلوا ويغيروا المنظومة الصحية في الاتجاه الصحيح، وينجحوا أي إصلاح، لابد من رعاية العنصر البشري والعناية به؛ لأن بدونه، لا شيء سينجح".