سجلت الصين أكثر من 13 ألف إصابة بـ"كوفيد-19"، يومه الأحد، وهي حصيلة قياسية منذ ذروة الموجة الوبائية الأولى قبل أكثر من عامين، فيما قال مسؤولو الصحة إنهم اكتشفوا نوعا فرعيا من المتحو رة "أوميكرون" في منطقة شنغهاي.
وتتعرض استراتيجية "صفر كوفيد" التي تتبناها الصين لضغط شديد مع انتشار الفيروس في كل أنحاء البلاد. لكن الإصابات اليومية ارتفعت في الأسابيع الأخيرة، بشكل كبير، ووصلت إلى الآلاف، خصوصا في بؤرة الوباء حاليا شنغهاي؛ حيث كانت الشوارع خالية بشكل مخيف، اليوم الأحد، وحيث يخضع 25 مليون شخص لإجراءات الإغلاق.
واكتشف مسؤولون في مدينة سوتشو الواقعة على مسافة 30 دقيقة غرب شنغهاي، نوعا فرعيا من المتحورة "أوميكرون" غير موجود في قواعد البيانات المحلية أو الدولية، وفق ما أفادت وسائل إعلام حكومية، اليوم الأحد.
وأوردت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"، نقلا عن المسؤول في قطاع الصحة، تشانغ جون، نائب مدير مركز سوتشو لمكافحة الأمراض والوقاية منها: "هذا يعني اكتشاف نوع جديد من أوميكرون محليا".
كما أن الموجة الوبائية الحالية تختبر صبر الصينيين تجاه القيود الصارمة، في وقت عاد جزء كبير من العالم إلى نشاطه الطبيعي.
وانضم، اليوم الأحد، 1,5 مليون من سكان بايشنغ في شمال شرق الصين إلى عشرات الملايين من المواطنين الصينيين الآخرين الذين خضعوا لشكل من أشكال الإغلاق خلال الشهر الماضي؛ ما أدى إلى توقف الأعمال وإلحاق الضرر بالاقتصاد.
وقالت لجنة الصحة الوطنية في بيان، إن الصين سجلت 13,146 إصابة، اليوم الأحد، مع "عدم تسجيل وفيات جديدة". وهذه أعلى حصيلة يومية للإصابات في البلاد، منذ منتصف فبراير 2020.
وأوضحت اللجنة أن حوالى 70 في المئة من الإصابات سجلت في شنغهاي، بعد إجراء فحوص جماعية لسكان العاصمة البالغ عددهم 25 مليون نسمة.
وأقرت سلطات المدينة بأنها تعاني من أجل احتواء تفشي الوباء، مع وجود الآلاف حاليا في مراكز حكومية للحجر الصحي، وتداول تقارير عن إرهاق العاملين الصحيين.
وحضت نائبة رئيس الوزراء، سون تشونلان، على "اتخاذ خطوات حازمة وسريعة" للقضاء على تفشي المرض بعد زيارة شنغهاي، على ما أوردت وكالة "شينخوا".
ويتنامى الغضب بين السكان بسبب عمليات الإغلاق التي كان مقررا في البداية أن تستمر أربعة أيام فقط. لكن يبدو الآن أنها قد تستمر لأيام أخرى، مع جولات جديدة من الاختبارات الجماعية.
وأعرب آباء عن مخاوف من الانفصال عن أطفالهم إذا كانت نتيجة فحصهم إيجابية، في حين اشتكى سكان من نقص الطعام الطازج، والقدرة على ممارسة نشاطات خارجية.
والصين التي اكتشف فيها فيروس كورونا في مدينة ووهان أواخر العام 2019، هي من بين آخر الأماكن المتبقية التي تنتهج استراتيجية "صفر كوفيد" لمحاربة الجائحة.
واتخذ تفشي الوباء بعدا اقتصاديا خطيرا؛ ما أدى إلى خفض المحللين توقعاتهم للنمو مع إغلاق المصانع، وعدم تمكن ملايين المستهلكين من الخروج من منازلهم.
وقال مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، مايكل راين، الأسبوع الماضي، إنه من المهم لكل البلدان، بما فيها الصين، أن تكون لديها خطة للتخفيف من القيود المفروضة لكبح انتشار الوباء.
لكنه أوضح أن عدد سكان الصين يمثل تحديا استثنائيا لنظامها الصحي، وسيتعين على السلطات "تحديد استراتيجية تسمح لها بالخروج من الجائحة بأمان".