العثماني يطمئن معارضيه.. وبنكيران يطوقه بوصية الخطيب

الشرقي الحرش

في أول خروج له بعد انتخابه أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية مساء اليوم الأحد طمأن سعد الدين العثماني قرابة 49 في المائة من اعضاء المؤتمر الذين صوتوا لصالح منافسه ادريس اليزمي الادريسي، الذي دعمه انصار الولاية الثالثة لبنكيران.

وقال سعد الدين العثماني في كلمة له أمام أعضاء المؤتمر " عندما ينتخب أمين عام فهو امين عام للجميع، أنا أمين عام الجميع، ولست أمين عام فئة دون أخرى، سنعمل جميعا وسنقوي الحزب ونحافظ عليه".

وأضاف "مهما يكن اختلافنا في الآراء، فنحن قوة واحدة ويجب ان نستمر ويبقى العدالة والتنمية مدافعا عن الثوابت الوطنية تحت شعار:الله الوطن الملك، مدافعين عن المرجعية الاسلامية، الوحدة الترابية والملكية الدستورية، هذه مبادئ العدالة والتنمية التي لن نحيد عنها".

واعتبر العثماني ان المؤتمر الثامن لحزب العدالة والتنمية شكل درسا لخصوم الحزب، وقال: "الذين كانوا يتنبؤون أن هذا الحزب سينقسم، وستفشلون، خيبتم ظنونهم. اليوم فرح أصدقاؤكم والذين ارادوا ان يستمر العدالة والتنمية في الاصلاح، وحزن الذين كانوا يتمنون انقسامه".

إلى ذلك، تعهد العثماني بفتح حوار داخلي وسط العدالة والتنمية من أجل تجاوز تداعيات المرحلة السابقة، التي قال انها كانت صعبة وحرجة، ليس فقط بسبب النقاش الذي يعرفه الحزب ولكن بسبب التجييش الذي قامت به بعض الاطراف عبر الاعلام.

وكشف العثماني ان الامانة العامة المقبلة ستعكف على اطلاق الحوار الداخلي من اجل انضاج أطروحة جديدة للحزب والتي قد ينظم مؤتمرا استثنائيا للمصادقة عليها.

وعلى الصعيد الحكومي تعهد العثماني بمواصلة الاصلاحات وقال "سنكون حكومة  في خدمة المستضعفين، وجميع فئات الشعب المغربي"، مضيفا ان "وجودنا في الحكومة ليس معناه ان لا نكون مع المستضعفين، سنكون في خدمتهم لان الالقاب لا يكون لها معنى الا اذا كانت تستعمل ابتغاء مرضاة الله وخدمة المواطنين".

من جهته، القى عبد الاله بنكيران الأمين العام السابق  القاء كلمة مقتضبة، ركز فيها على اهمية اللحظة الحالية التي يعيشها الحزبد وقال ان أمله كان هو أن يصل لهذا اليوم الذي يسلم فيه الحزب لشخص آخر.

واختار عبد الاله تسليم لوحة كتبت عليها الاية القرآنية "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، وقال ان "هذه اللوحة سلمها لي الدكتور عبد الكريم الخطيب في اخر حياته، واستغربت من نصيحته انذاك لأن الحزب كان هادئا، ولا يعيش أي خلاف، لكن في الفترة الأخيرة شعرت بالخطر".

وقال بنكيران مخاطبا العثماني"أنت عالم، ولا تحتاج نصيحة من شخص مثلي، لكن اذا أردت أن يظل الحزب موحدا حافظ على مقتضيات هذه الاية، هؤلاء الذين جاؤوا اليوم من كل المناطق هم أمانة في عنقك، حافظ على الأمور التي تبقيهم مجتمعين، خاصة في المراحل الصعبة".

بدوره، ألقى ادريس الأزمي الادريسي كلمة أعلن فيها تأييده لانتخاب سعد الدين العثماني على رأس الأمانة العامة، وقال انه "لن يكون قويا، الا اذا كنا معه".

يذكر ان سعد الدين العثماني انتخب أمينا عاما للعدالة والتنمية بعد نقاش دام خمس ساعات بين مؤيديه ومعارضيه. وحصل على 1006 صوتا مقابل 912 صوتا لمنافسه إدريس الازمي الادريسي.