48 ساعة على حلول الذكرى الثانية لتنصيب حكومته، خرج سعد الدين العثماني، ليقدم حصيلة موجزة لـ24 شهرا من عمل حكومته، معززا تصريحاته أحيانا بأرقام تزكيها، وفي أحيان أخرى بأمل في تحسن المؤشرات خلال ما تبقى من الولاية الحكومية، ساعيا بكل جهده للإجابة على أبرز الأسئلة السياسية والاقتصادية والاجتماعية المطروحة اليوم في المغرب.
فترات صعبة وسوء فهم
حاول العثماني، عند استضافته زوال اليوم بالبيضاء، من قبل اتحاد الصحافة الفرنكفونية، فرع المغرب، أن ينسب الإنجازات للبلد، لا إلى الحكومة، شأنها في ذلك شأن التحديات.
"التقدم في بلادنا منذ عشرين سنة"، يقول رئيس الحكومة، "وهو تقدم مهم، وأحيانا مثالي، من إنجازات البلد وليس من إنجازات الحكومة، كما التحديات، فـ7 ملايين أمي في المغرب اليوم، تتحدى البلد وليس الحكومة فقط".
لكن العثماني سرعان ما ينزع عن كاهله رداء تقاسم الإنجازات، ليرتدي بدلة المحامي المدافع عن إنجازاته: "بين 25 أبريل 2017 و25 أبريل 2019، عامان مرا بسرعة، ورغم التحديات استطعنا إتمام مجموعة من الأوراش الكبرى، والإنجازات التي طالما انتظرها المغاربة. وأنا لذلك أحس بنوع من الرضى" يقول العثماني.
ويضرب رئيس الحكومة مثالا بميثاق اللاتمركز "هذا الميثاق تحدث عنه الملك 17 مرة، واستطعنا إنجازه في عام ونصف فقط"، يقول سعد الدين بكثير من الرضى، معتبرا أن خلف الإنجازات رؤية وبرنامج ومنهجية، و"بدون هذه العناصر الثلاثة لا يمكن أن نتقدم، وبفضلها استطعنا أن نتغلب على صعوبة تدبير حكومة مكونة من 6 أحزاب سياسية" ببرامج ومشارب مختلفة.
واجهت العثماني خلال العامين الماضيين، حسب اعترافه، فترات صعبة، وسوء فهم، لكنه لم يحس قط بالعزلة، لأنه كان مسنودا بدعم الملك، وحزبه، وأغلبيته، التي لا يعترف بوجود " توترات" داخلها، بل خلافات، لكنه يفرق بين الحياة الحزبية والحياة الحكومية: "النقطة التي لا يمكن أن أتسامح فيها هي أن تؤثر الخلافات الحزبية على حكومتي".
التربية والصحة والتشغيل أولويات
قام البرنامج الحكومي، حسب رئيس الحكومة، على ثلاث أولويات هي التربية والصحة والتشغيل، ولذلك ارتفعت ميزانية التربية ب 25في المائة، والصحة بنسبة 16في المائة، فيما استطاعت حكومته أن تخلق 400 ألف منصب شغل. وعندما ترتفع أصوات للتشكيك في هذه الأرقام، يدعو المشككين إلى زيارة معامل السيارات في القنيطرة وطنجة.
على الصعيد الاقتصادي، يذكر العثماني بالتقدم 8 درجات على مؤشر دوينغ يزنيس، الخاص بمناخ الأعمال، حيث يوجد المغرب في المرتبة 60 في 2018، وطموح العثماني أن يكون المغرب ضمن الخمسين الأوائل في أفق 2021.
وفي مجال الحكامة، توقف العثماني عند الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الرشوة، مشيرا إلى ربح 17 درجة على مؤشر محاربة الرشوة بين عامي2018 و2019، وأن ذلك أثر إيجابا على الاستثمارات الأجنبية التي ارتفعت بـ28في المائة.
على الصعيد الاجتماعي، عرج رئيس الحكومة على السجل الاجتماعي الموحد، الذي سيمكن من استفادة الفئات الأكثر هشاشة من حوالي 139 برنامجا اجتماعيا، وبرنامج تيسير، الذي ارتفع عدد الأطفال المستفيدين منه من 700 ألف إلى مليون و100ألف طفل.
رئيس الحكومة يطرح السؤال "هل هذا يكفي؟ هل قمنا بكل شيء؟"، قبل أن يجيب "لا. نحن واعون والصعوبات والتحديات. هناك أشياء كثيرة تحتاج إلى أقسام بها من أجل الفئات الاجتماعية المعززة والمناطق المعزولة".