قال امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، إنه "لسنا في حاجة إلى المزيد من تشخيص الواقع لأنه جلي وباد للعيان، بقدر حاجتنا إلى مبادرات وقرارات جريئة قادرة على تخطي إشكاليات هذا الواقع المتسم بتراجع مؤشرات التنمية في مجالات التعليم والصحة والشغل".
وأضاف لعنصر في كلمته في الجلسة الافتتاحية لحزب الحركة الشعبية، اليوم الجمعة، أنه "في الوقت الذي كان فيه عدد من البلدان الحديثة العهد بالاستقلال مع تبني موضة الأنظمة الشمولية والحزب الوحيد والرأي الوحيد، كنا في طليعة المنافحين عن التعددية في إطار الوحدة الوطنية".
وتابع: "لقد اتضح جليا للجميع خلال ما سمى بموجة "الربيع العربي" أن خيار التعددية كان صمام أمان للوطن، في الوقت الذي انهارت أنظمة تبنت غير هذا الخيار في رمشة عين".
وأوضح أن "هذه ومضات نيرة من تاريخ حزبنا تجعلنا نشعر اليوم وأكثر من أي وقت مضى أننا اخترنا الاختيار الصح والصحيح، بأن جعلنا أنفسنا في خدمة المغرب وقبل أي اعتبار آخر، لأن ما كان يهمنا ولا يزال هي حسابات الوطن التي تعلو وتسمو فوق كل الحسابات الضيقة".
ولفت إلى أنه "نحن اليوم مطالبون، وبشكل استعجالي، بتحديد الأولويات والقفز على سفاسف الأمور والخطابات المستهلكة. شباب اليوم ومواطنو اليوم يريدون وصفات جاهزة وعملية لكل الإشكاليات والمعضلات، يريدون رؤية الإنجاز بالملموس، ويريدون أن تنعكس ملايير الاستثمارات التي تروج إعلاميا على معيشهم اليومي".
وكشف أنه "لقد كان يحذونا أمل في مواصلة الإسهام في الأوراش التي فتحتها الحكومتان السابقتان اللتان شاركنا فيهما، لكن كان لرئيس الحكومة رأي آخر، وهو رأي يحترم، يقضي بالاقتصار على الأحزاب الثلاثة الأولى التي تصدرت الانتخابات. لكن السؤال المطروح، ولا نطرحه نحن فحسب، بل يطرحه جل المواطنات والمواطنين: ماذا كانت نتيجة هذا التحالف العددي؟ لا يتسع المجال ولا يسمح المقام بالجواب. أكيد أن الجميع يمتلك الجواب، وجوهره أنه الغلبة الحقيقية لا تكون أبدا وأوتوماتيكيا بالاستقواء بالأغلبية العددية على حساب الكفاءات ومفهوم الالتزام".
ونبه إلى أنه "نصطدم اليوم بأن قطار الوعود الانتخابية لم يقلع بعد من محطة الانطلاق، بل أكثر من ذلك، تسبب وقوفه الغريب وغير المبرر في تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لغالبية الشرائح الاجتماعية، بسبب موجة الغلاء المتصاعدة وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، زيادة على أزمة الجفاف وندرة المياه وباقي تجليات التغيرات المناخية، مما أدى، وهذا تحصيل حاصل للأسف، إلى تدني مستوى الطبقة المتوسطة المعول عليها في ضمان التماسك الاجتماعي، إلى مستوى الطبقات المسحوقة بالفقر والعوز".