من المنتظر أن يحل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بالجزائر، يوم الخميس المقبل، في زيارة رسمية، سيتم خلالها طرح العديد من القضايا المهمة للسياسة الخارجية الفرنسية والأوروبية على الطاولة.
وحسب مراقبين، فإن الأوروبيين يعولون على ماكرون لحل الأزمة بين الجزائر ومدريد والرباط، خلال هذه الزيارة التي ستبدأ الخميس 25 غشت، وتستمر حتى السبت 27 من نفش الشهر؛ ما قد ينعكس إيجابا على إمدادت الغاز إلى أوروبا.
وخلافا لزيارته الأولى، في دجنبر من العام 2017، في مستهل ولايته الرئاسية الأولى، يزور ماكرون الجزائر هذه المرة، حاملا آمالا من الأوروبيين، وخاصة ألمانيا التي تعاني نقصا في إمدادات الطاقة، وإسبانيا التي تعيش أزمة سياسية تجارية كبيرة مع الجزائر، بعد دعمها لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
ورقة الغاز
وحسب موقع "Atalayar" الإسباني، فإن زيارة ماكرون تأتي في الوقت الذي يبدو فيه أن التوتر بين الجزائر والمغرب آخذ في الانحسار؛ وهو ما قد يبشر بالخير بالنسبة للزعيم الأوروبي، الذي يتمتع بوزن كبير في قرارات السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، في سعيه لتحقيق بعض الاستقرار في المنطقة.
وتابعت أنها زيارته تأتي أيضا في وقت تطلب فيه ألمانيا إعادة تنشيط مشروع "Midcat"، وهو خط أنابيب الغاز الذي يعبر إسبانيا وفرنسا لتزويد أوروبا الوسطى بالغاز.
بهذا المعنى، يضيف "Atalayar"، سيكون لدى الرئيس الفرنسي أوراق كثيرة يلعبها؛ حيث سيحاول إقناع القوة السياسية العسكرية الجزائرية بوقف الأعمال العدائية ضد المغرب وإسبانيا، على اعتبار أن استقرار العلاقات مع البلدين الجارين هو المفتاح لرؤية مشروع خط أنابيب غاز "Midcat" يزدهر في أفضل الظروف الممكنة.
وفي التفاصيل، كان من المفترض في البداية أن ينقل "Midcat" الغاز الجزائري عبر خطي الأنابيب اللذين يربطان الجزائر بإسبانيا. إلا أن شركة "سوناطراك" الحكومية، قررت في أكتوبر 2021، بعد قطع العلاقات مع المغرب، عدم تجديد الاتفاقات للسماح بمرور الغاز عبر خط الأنابيب المغاربي الأوروبي الذي يربط طنجة بطريفة. ومنذ ذلك الحين، تم تخفيض تصدير الغاز إلى إسبانيا، بشكل كبير.
وأشار الموقع إلى أن إسبانيا تمتلك بنية تحتية أساسية للغاز في أوروبا، والتي تجعل شبه الجزيرة مركزا للطاقة، لافتا إلى أن فرنسا كانت دائما ضد "Midcat"، لكن الطلب الألماني والحرب في أوكرانيا قد تعني تغييرا في هذا الاتجاه.
وكشف "Atalayar" أنه، وبعد يوم من إعلان وزيرة انتقال الطاقة الإسبانية، تيريزا ريبيرا، أن مشروع "Midcat" يمكن أن يبدأ العمل في غضون 8 إلى 9 أشهر، طارت طائرة تابعة لسلاح الجو "Falcón 900D"، وعلى متنها كبار موظفي الخدمة المدنية وأعضاء الحكومة الإسبانية، إلى الجزائر العاصمة؛ حيث مكثت هناك لحوالي 6 ساعات.
وتابع أنه، وعلى الرغم من أن السلطات الإسبانية لم تنقل شيئا عن هذا الموضوع، إلا أن هذه الرحلة يمكن أن تكون بداية عودة للحوار بين إسبانيا والجزائر، بعد انقطاع معاهدة حسن الجوار، في بداية يونيو.
التأشيرات الفرنسية
اعتبر الموقع الإسباني أن رحلة ماكرون ستكون أيضا فرصة لتسوية الخلاف بين فرنسا والجزائر والمغرب، بشأن منح التأشيرات لدخول الأراضي الأوروبية، والتي أصبحت نادرة، اعتبارا من شتنبر 2021، عندما انتقدت فرنسا الدول المغاربية لعدم قبولها عودة رعاياها بموجب أمر طرد من التراب الوطني، والذي ينطبق على الأجانب الذين ارتكبوا جرائم أو جنحا على الأراضي الفرنسية، وكذلك على الأشخاص الموجودين فيها بشكل غير نظامي.