الغلوسي يهاجم خطاب تبون بالأمم المتحدة عن "تقرير المصير": تطالب بذلك لجبهة انفصالية وتمنعه عن شعبك؟

تيل كيل عربي

هاجم المحامي محمد الغلوسي، خطاب الرئيس الجزائري، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو يتحدث، "بحماس واندفاع"، أمام الكراسي الفارغة، عن "تصفية الاستعمار"، و"حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره"، مبديا استغرابه الشديد من أن يطالب هذا الشخص بشيء لجبهة انفصالية ويمنعه عن الشعب الجزائري نفسه.

وقال الغلوسي، في تدوينة فيسبوكية: "خِلت الأمر يتعلق بجزء من التراب الجزائري ما زال المغرب محتلا له، والحال أن الأمر يتعلق بأراض مغربية (الصحراء المغربية)، وتحت سيادة المغرب، ونظام الجزائر يدرك ذلك جيدا، أكثر من غيره. وقلت كيف لنظام يطالب باحترام مبادئ الأمم المتحدة، وضمنها "حق الشعوب في تقرير مصيرها"، الذي صيغ في ظروف سياسية ودولية خاصة، وفي سياقات فوران ونضال شعوب العالم الثالث، للمطالبة باستقلالها عن الدول المستعمرة، كيف له أن يسقط ذلك على كيان مصطنع صنع في ظروف يعرفها الجميع، من أجل الحفاظ على مصالح الدول الاستعمارية نفسها، وخلق بؤر توتر لضمان ديمومة هيمنتها وتحكمها في خيرات ومقدرات الشعوب، وإجهاض كل محاولات بناء اقتصاد مستقل وديمقراطية حقيقية، والقطع مع كل أشكال التبعية".

وتابع: "كما قلت، في قرارتي نفسي، وأنا أتابع خطاب رئيس الجزائر، بكثير من الحنق والألم، وهو يتحدث عن بلد جار عرض عليه "المساعدة"، خلال فاجعة الزلزال، قلت كيف يتحدث هذا الشخص عن "تقرير المصير"، وهو يقوم بكل شيء ليمنع شعبه نفسه من تقرير مصيره السياسي والاقتصادي، الذي يطالب به لجبهة انفصالية، وينكل بالصحفيين والمعارضين وكل من يرفض أسلوب حكم العسكر، ويقيم لهم محاكمات صوريةن ويزج بهم في السجون، لسنوات، وكل ذلك من أجل الحفاظ على استمرار الفساد والاستبداد، ضدا على مبدأ تقرير المصير، الذي ردده، بقوة، من منصة الجمعية العامة، التي قدم فيها نظام الجزائر كنظام ديمقراطي قائم على السيادة الشعبية، لا يساند ولا يدعم الانفصال والإرهاب، وأن كل ما يقوم به هو دفاعه المستميت عن المبادئ الحقوقية الكونية المتعارف عليها دوليا، وإيمانه العميق بتلك المبادئ السامية، وحرصه الشديد على احترامها في العلاقات الدولية!".

وأضاف المحامي الغلوسي: "ومقابل ذلك، لا يجد أي حرج في الدفاع عن "حق" حفنة في "تقرير مصيرها"، وبناء دويلة مصطنعة تبقى تحت رحم نظام العسكر، ضدا على مبادئ الأمم المتحدة نفسها، التي استشهد بها الرئيس الجزائري، وفي مقدمتها حق الدول في السيادة على أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية…إلخ".

وختم الغلوسي تدوينته ساخرا: "تبون قدم درسا بيداغوجيا في احترام حقوق الإنسان ومبادئ الأمم المتحدة، انطلاقا من تجربة نظامه المتفردة، وعلى الدول الديمقراطية أن تصغي جيدا لخطابه، وأن تحذو حذو نظام الكابرانات، بل وعليها أن تطالب الأمم المتحدة ببث هذا الخطاب عند كل اجتماع أممي، وعلى جبهة البوليساريو أن تقيم احتفالا باهرا لحاضنها الوفي، حين عودته من الأمم المتحدة، وأن تنفرد به في لحظة مكاشفة حقيقية، وتهمس في أذنه: فخورون بك؛ لأنك تتقن الدفاع، ولو باستعمال التزييف والتضليل".