في هذا الحوار، يجيب الفنان حسن الفد عن أسئلهَ جوهرية حول مساره الفني: من هو كبور؟ وألا يخشى على صورته من الإشهار؟ لماذا يحضر ويغيب في التلفويون؟ وماعلاقته بالسينما؟
أولا عرفنا بعملك الفني الجديد "Who is Kabbour? "وتفاصيله؟
"Who is Kabbour? " هو عرض فكاهي في شكل حوار صحفي، تجيب فيه شخصية كبور على أسئلة الإعلامي مبارك أبو علي، لتستعرض لنا، بعفوية، طفولتها، وأحلامها، وعلاقتها بمحيطها، بحيث يحكي كبور عن مرحلة مَا قَبْلَ ما شُوهِدَ في سلسلة ''الكوبل''، ويفشي سبب جفائه مع شخصية زهرة، وكيف تزوج بالشعيبية، وأين التقى بالحبيب، وكيف طرد من سِرْكِ عَمَّارْ، ولماذا لا يضع أمواله في البنك، الخ. والعمل سَيُعْرَضُ في مجموعة من البلدان، منها الكوت ديفوار، والسنغال، والمغرب، وفرنسا، وبلجيكا، وهولندا، وكندا، والولايات المتحدة الأمريكية. والعرض مدته ساعة و40 دقيقة، وهو من إنتاج THE GOLDFINCH.
اخترت، في السنوات الأخيرة، الاشتغال وفق أسلوب ''الساغا''، بحيث أنجزت ''الكوبل 1''، و''الكوبل 2''، وكبور والحبيب، و"Who is Kabbour?". فهل كنت تنوي منذ البداية، أي أثناء الإعداد للجزء الأول من الكوبل، الاستمرار وفق أسلوب ''الساغا''؟
في حالات ''الساغا''، أصحاب الأفكار الفنية لَا يكون لديهم عِلْمٌ مسبق بنجاح الأعمال، لكن عندما ينجح الجزء الأول تَتْبَعُهُ الأجزاء الأخرى، أي أنه يتم إنجاز العمل الأول، ولا تكون هناك رؤية مسبقة تخص نجاح العمل من عدمه. وفي حالة نجاحه، تبرز فكرة ''الساغا''، بحيث يصبح العمل سلسلة من الوحدات الفنية، تَتَغَذَى بإقبال الجماهير عليها، إذ تتجاوب الهيئة المنتجة للعمل الأول مع النجاح الجماهيري، ومع متطلبات الجمهور الخاصة بإنتاج أجزاء أخرى من العمل الأول. و''الساغا'' موجودة في السينما، والمسرح، والأغنية، والسلسلات التلفزيونية، الخ.
نشرت على صفحتك في موقع فايسبوك أن عرض" Who is Kabbour?" سيتضمن مواقف شخصية كبور تجاه المناصفة، والإعدام، والتبرع بالأعضاء. فهل اختار حسن الفد هذه الطريقة، لكي يمرر من خلالها مواقفه الشخصية؟
نعم ولا، ثم لما لا؟ وإن كان الأمر ليس كذلك، بحيث يتعلق الأمر، فقط، بكون شخصية كبور تتفاعل مع القضايا الآنية الخاصة بالمجتمع الذي تعيش فيه، وهو المجتمع المغربي.
هل يدخل عَرْضُ عمل" Who is Kabbour?" في بعض الدول الإفريقية في سياق عودة المغرب لمنظمة الاتحاد الإفريقي، وإعطائه أهمية كبيرة للقارة السمراء؟
التوجه الجديد للمغرب فتح شهيتنا كفاعلين فنيين وثقافيين على استهداف الوجهات الإفريقية بأعمالنا الفنية. وسنعرض" " Who is Kabbour?مرتين أو أكثر في إفريقيا، وكان هذا اختيار المنتج الذي اهتم بوجهتي السينغال والكوت ديفوار، كما أنني أُكِنُّ مودة كبيرة لهذين البلدين الإفريقيين، إضافة إلى تواجد جالية مغربية مهمة جدا فيهما.
طَالَمَا أن عرض "" Who is Kabbour?مرتبط بسلسلة ''الكوبل'' بنسختيها الأولى والثانية، وبسلسلة كبور والحبيب، فمن المؤكد أنه سيحتوي على أمور لن يفهمها إلا المغاربة. فكيف ستجعل الجمهور في الدول الأجنبية يستوعبها؟
العمل، في الدول الأجنبية، سيوجه للجالية المغربية، لأن المرجعيات السوسيوثقافية لعرض Who is Kabbour? مغربية، وبالتالي فهو موجه للمغاربة المقيمين في الخارج.
لماذا لم يُقَدِّمِ الفد أي عمل فني في رمضان سنة 2017؛ هل هذا راجع إلى عدم نجاح سلسلة كبور والحبيب نفس نجاح نسختي سلسلة ''الكوبل''، الأمر الذي جعلك تتوقف عن تقديم الأعمال الرمضانية، وَتَدْخُلَ في مرحلة تَفْكِيرٍ للرجوع بعمل فني أقوى؟
أنا لم يسبق لي أن أَطْلَلْتُ على الجمهور، من خلال شاشة التلفزيون، لموسمين رمضانيين متتاليين، كما حصل بالنسبة لنسختي سلسلة ''الكوبل''، اللتين قدمتهما في موسمي رمضان 2013 و2014. فبعد تقديمي لـ''الشَّانِيلِي تِيفِي''، و''كَنَالْ 36''، في مواسم رمضانية، كنت أتوقف، بعد كل عمل، عن تقديم الأعمال الفنية الرمضانية لمدة سنتين، وهذا هو حَالِي، بحيث أتوقف وأتريث بعد كل عمل، وأنظر يمينا وشمالا، ثم آخُذُ نَفَسِي، وبعدها أشتغل. ولا علاقة لعدم ظهوري في شاشة التلفزيون خلال موسم رمضان الماضي بنجاح سلسلة كبور والحبيب من عدمه.
أصبحت تُطِلُّ على الجمهور، بشكل كبير، من خلال الإشهارات، سواء في وسائل الإعلام أو في الشارع. ألا ترى أن هذا الأمر قد يجعلك مستهلكا في أعين جمهورك؟
الطريقة التي أتعامل بها مع المشاركة في الإشهار، فيها نوع من التثمين المزدوج، إذ أنني لا أوافق على المشاركة في أي إشهار خاص بماركة تجارية معينة، إلا إذا كُنْتُ، من خلال الإشهار، سأثمنها وستثمنني، لأنني وَاعٍ أنه من الصعب أن تقتل صورتك خدمة لصورة ماركة معينة. وأؤكد لك أنني رفضت، هذه السنة، ما يَقْرُبُ 8 تعاقدات إشهارية، مع ماركات تجارية متنوعة.
أما في السنة الماضية، فقد رفضت 12 عرضا للتعاقد حول إشهارات؛ وهذا هو الحال بالنسبة لكل سنة، بحيث أرفض عشرات الطلبات التي يدعوني أصحابها إلى الظهور في إشهارات. وفيما يخص مسألة نَظَرِ الجمهور لي على أساس أنني استهلكت، فنحن نقوم، باستمرار، باستطلاعات رأي علمية، تثبت أنه ليس هناك أي مساس بصورتي الفنية.
لديك مشاركات قليلة في السينما، نذكر منها ''علي وربيعة، والآخرون''، و''رحمة''، و''بوطبول''. فلماذا أنت مُقِلٌّ فيما يخص المشاركة في الأفلام السينمائية؟
لَدَيَّ أكثر من ثلاث مشاركات في السينما، وهي، بالفعل، قليلة، لكنني أراها جيدة، وأنا ''فْرْحَانْ بِيهَا'. وأنا أشتغل، كثيرا، بـ 'الرغبة''، وبما أَصْطَلِحُ عليه بـ ''النداءات الداخلية''. وسأعود إلى مجال السينما بأعمال سينمائية جديدة، بحيث لَدَيَّ، حاليا، فيلمين سينمائيين مكتوبين، وأنا أحاول أن أجد لهما الوقت، من أجل تصويرهما.