أعلن وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب، أن الوزارة منكبة حاليا على إرساء نظام معلوماتي مندمج يعتمد على ملف المريض ويشمل في الوقت ذاته مؤسسات الرعاية الصحية الأولية والمؤسسات الاستشفائية.
وأكد الوزير، خلال حفل تقديم "الكتاب الأبيض" حول الصحة الرقمية في المغرب، "حقائق ورهانات ورافعات التنمية" برئاسة جامعة محمد الخامس بالرباط، بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، والوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، أن "هذا المشروع الذي يعد أحد ركائز إصلاح المنظومة الصحية الوطنية، سيضع حدا لتشتت وتفكك الأنظمة القائمة"، مشيرا إلى أنه على "الرغم من طبيعتها المجزأة فإن العديد من مشاريع الأنظمة المعلوماتية للمستشفيات رأت النور، سواء على مستوى المراكز الاستشفائية الجامعية أو على مستوى الجهات الصحية".
وأبرز أن "بعض البرامج الصحية الوطنية تمكنت من تطوير نظام معلوماتي خاص بها، مستشهدا على سبيل المثال بالبرنامج الوطني لصحة الأم والطفل (تطبيق(SMI-PF ) والبرنامج الوطني لمكافحة السل (تطبيقISILAT) الذي يعتمد على ملف المريض)".
وفي ما يتعلق بمزاولة الطب عن بعد، قال آيت الطالب إن "المغرب يتوفر على إطار قانوني كامل يسمح بمزاولة الطب عن بعد بما يتماشى مع القانون رقم 131.13 المتعلق بمزاولة مهنة الطب والقانون 09.08 المتعلق بحماية الأشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي".
وأضاف الوزير أن "تطوير الصحة الإلكترونية يظل الطريقة المثلى لجعل العلاج في متناول الجميع، بشكل عادل ودون أي تمييز".
وسجل آيت الطالب أن "التجارب التي تم إجراؤها حتى الآن أثبتت أنه يمكن، بفضل تنفيذ الحلول الرقمية، تعزيز التبادل التكنولوجي في مجال صحة الإنسان، ومعالجة نقص الموارد البشرية وتعزيز تعلم العلوم الطبية، لما فيه منفعة للجميع".
ومن هذا المنطلق، يتابع الوزير، "يعتبر الكتاب الأبيض حول الصحة الرقمية في المغرب، كما تم إعداده، ذو أهمية أساسية بحيث يسمح بعرض الملامح الكبرى لخصوصيات وفرص المنظومة الصحية الرقمية، على الصعيدين الوطني والجهوي والدولي".
وبالنسبة لآيت الطالب، "أصبح ممكنا الآن، بفضل توصيات الاستطلاعات المختلفة التي تم إجراؤها، تتبع أحدث تقنيات تكنولوجيا الإعلام والاتصال، ومعالم مخطط الخدمات ذات القيمة المضافة العالية والمبتكرة وسريعة الاستجابة والمستدامة".
وعلى صعيد متصل، سلط الوزير الضوء على ما قال إنها "التجربة المغربية الرائدة في مجال مكافحة جائحة (كوفيد -19)، مشددا على أنه "في وقت قصير وعلى الرغم من الإكراهات المرتبطة بالأزمة الصحية، تم تصميم ونشر العديد من الحلول الرقمية، بنجاح كبير، في القطاعين العمومي والخاص".
وأضاف أنه "بفضل هذا النوع من الابتكارات الرقمية، تمكنت المنظومة الصحية الوطنية من التميز بمرونتها واستجابتها في سياق وبائي واجتماعي واقتصادي هش".
ويهدف الكتاب الأبيض عن الصحة الرقمية في المغرب، الذي أعده مركز الابتكار في الصحة الرقمية، التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط، من حوالي مائة صفحة، إلى توفير معلومات محينة وذات صلة بواقع الصحة الرقمية، وتحديد مكامن القوة والضعف في المنظومة الصحية الوطنية واستغلال الفرص وتحديات ادماج الحلول المتاحة.