الكرة المغربية في زمن "كورونا".. تداريب عن بعد و"الفيديو" لمراقبة اللاعبين

أمينة مودن

رغم أن فيروس كورونا المستجد منع الكرة المغربية من الملاعب، فذلك لم يمنع القائمين على الشأن الكروي في المملكة على تتبع اللاعبين، وحتى مراقبة تداريبهم ووضعهم بشكل عام.

غاريدو.. قلق الحجر

خوان كارلوس غاريدو، مدرب فريق الوداد الرياضي، والذي كان آخر ظهور لمجموعته بمدينة طنجة في مباراة مؤجلة عن البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، أكد أنه اشتغل مع المعد البدني على برنامج دقيق للتداريب بعد تعليق المنافسات.

المدرب الإسباني الذي يوجد في مدينة الدارالبيضاء، بعد توقف الرحلات الجوية بين إسبانيا والمغرب بسبب الفيروس، قال، لـ"تيلكيل عربي"، إن التزام اللاعبين بالبرنامج التدريبي ضروري، ولا مجال للاستهتار  أو التكاسل، لأنه وبمجرد إعلان عودة البطولات القارية والمحلية، سيكون على المجموعة استعادة إيقاعها ومواصلة المنافسة بذات المستوى، وأي تهاون سيكلف النادي الكثير.

واعتبر غاريدو أن الزيادة في الوزن بالنسبة للاعبين يبقى أكثر شيء مقلق، خلال فترة الحجر الصحي التي تمتد في المغرب إلى غاية 20 أبريل، ما  استوجب معه تقديم برنامج غذائي للاعبين لاتباعه، والحرص على التواصل اليومي مع الجميع، لتتبع سير التداريب.

كما تحدث غاريدو عن وباء "كورونا" المستجد، مشدداً على أن احترام التعليمات والتدابير الوقائية كفيل بالحد من تمدد الفيروس، وهي الرسالة التي تم نقلها للاعبين، لتجنب الاختلاط، من أجل سلامتهم وسلامة أسرهم.

طاليب.. "التكنلوجيا" للمراقبة

من جانبه، يرى عبد الرحيم طاليب، مدرب الجيش الملكي، في توقف البطولة الاحترافية، نفعا على فريقه من أجل التقاط الأنفاس، واستئناف المنافسات بشكل أفضل، قرر الاستعانة بـ"التكنولوجيا" لمراقبة التداريب الخاصة باللاعبين.

تطبيق على الهواتف الذكية يمكن من التواصل المباشر مع أزيد من 10 لاعبين في الآن ذاته، كان الحل لمواكبة الحصص المنزلية، وتقديم الملاحظات بخصوصها خلال فترة الحجر الصحي.

أمسيف.. "عبء" الفيروس

محمد أمسيف، حارس فريق الفتح الرياضي، وواحد من الأسماء الكروية التي ضمتها قائمة الحسين عموتة الأولية لنهائيات كأس إفريقيا للاعبين المحليين، قبل قرار تأجيله، وصف الفيروس بـ"العبء" الذي حمله اللاعبون قبل توقف المنافسات.

وفي حديثه لـ"تيلكيل عربي"، شدد الحارس السابق بصفوف شالكه الألماني، على أن تعليق كل الأنشطة الكروية بالمغرب أراح اللاعبين، باعتبار أن انتشار الفيروس يكون سريعا أكثر، وسط الجماعات، وفي الأماكن المغلقة كالصالات الرياضية وملاعب التدريب وغيرها من المرافق.

أما رأيه بخصوص تأجيل "شان 2020" من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بسبب الفيروس، فقد اعتبره الحارس موضوعيا وكان يجيب اتخاذه منذ ظهور بؤر الوباء في العالم وليس فقط بالقارة الإفريقية، لأن سلامة اللاعبين تبقى فوق كل شيء، كما شدد على أن التأجيل لن يؤثر على أداء المنتخب المغربي، في حال تمت برمجة البطولة لاحقا.

الجامعة.. التدريب عن بعد

رغم أن  عددا من أندية البطولة الاحترافية انتقدت القرار المفاجئ القاضي بتوقيف المنافسات ساعات فقط على إقامة مباريات نهاية الأسبوع، وعدم إشراك رؤساء الأندية، إلا أن جامعة الكرة بدورها لم تعتقد أن الإصابات بالفيروس في المغرب سترتفع بوتيرة سريعة.

مسؤول جامعي جيد الإطلاع أكد، لـ"تيلكيل عربي"، أن التوتر والقلق رافق عمل الجهاز الكروي قبل يومين من قرار تعليق المسابقات، وقبلها الجامعة لم يكن بإمكانها اتخاذ قرار منفرد، لأن الوضع، حسبه، لا يحتمل المغامرة، ولا حتى الوقت كان يسمح بفتح نقاش مع جميع الفاعلين.

وانتظر المسؤولون عن الكرة اتصالاً من الجهات الحكومية لإعلان توقف الدوري  حسب المصدر ذاته، كما أن اجتماعا كان مقررا بين ممثلي العصب الجهوية، وقطاع الصحة، والمكتب المديري للجامعة، تم إلغاؤه للسبب ذاته، فالوضع الوبائي وحده حدد معالم أبرز القرارات والتدابير التي تم اتخاذها بالفترة الأخيرة، للتصدي للوباء، يوضح المسؤول.

أما موعد استئناف البطولة الاحترافية حسب المتحدث، ولحدود الساعة لم تتم مناقشته، ومن المرجح البت فيه بعد نهاية حالة الطوارئ الصحية التي حددث في الـ20 من شهر أبريل الجاري.

ووضعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم برامج التدريب عن بعد، وأطر لمواكبتها، يمكن لكل فريق التواصل معهم للاستفسار، وطلب الاستشارة، طيلة فترة الحجر الصحي.