أيمن عنبر - متدرب 

بعد إعلان الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي في المغرب منح عشرة تراخيص تسمح لأصحابها بتحويل وتصنيع النبتة الخضراء لأغراض طبية وصيدلية وصناعية.

لا زال مزارعو مناطق الريف ينتظرون تعميم التراخيص من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية، في ظل تراجع عائداته بسبب المنافسة الأوروبية وضعف الطلب والجفاف الاستثنائي.

أزمة خانقة

إبراهيم مزارع بمنطقة كتامة، أكد في تصريح لـ "تيلكيل عربي"، أن "جميع مزارعي الكيف بمنطقة كتامة يعيشون اليوم أزمة خانقة وينتظرون بفارغ الصبر تعميم التراخيص لفائدة المزارعين".

وأضاف المزارع أن" تأخير التراخيص يدفع المزارعين إلى زراعة الكيف من أجل إنتاج المخدرات، بسبب عدم توفرهم على أي مصدر دخل آخر".

وأردف قائلا: "كلما كان هناك تأخر في تسليم الرخص تم السماح للوبي المخدرات بالدخول في المنافسة، ولا أحد يريد أن يكون خارج عن القانون، بل الظروف التي تجبرهم على ذلك".

المنافسة

وأبرز المتحدث نفسه على أن "تسريع وتيرة تسليم الرخص ستتيح فرصة عقد شراكات مع مؤسسات كبرى تستثمر في هذا المجال، خصوصا أن المنافسة قوية على الصعيد العالمي، فيما كل تأخير سيعود سلبا على المزارع، وعلى النهوض باقتصاد المنطقة".

وتحدّث المزارع بمنطقة كتامة عن "انخراط جل الدول في زراعة النبتة الخضراء وتطوير الصناعة الطبية المرتبطة بها، الشيء الذي يجعل المنافسة محتدمة خصوصا أن السوق العالمية تسابق الوقت من أجل احتكار هذا المجال".

الجفاف 

يعرف المغرب جفافا حادا، الشيء الذي يؤرق بال المزارعين من تأثير غياب الأمطار على محصولهم من القنب الهندي، الذي يتطلب عناية دائمة وتزويدا مستمر بالمياه.

في هذا الجانب، يقول هشام أحد أبناء المنطقة، إن "المملكة المغربية تشهد غياب التساقطات المطرية، الأمر الذي يؤثر سلبا على الموسم الفلاحي الحالي، ومنطقة الريف لا تشكل استثناء، فهي أيضا تتأثر بشكل مباشر بغياب التساقطات".

وأضاف هشام، أن "المنطق تعرف ركودا فاحشا وانهيارا حادا بحيث لم يستطع أغلب المزارعين تسويق منتوجهم، ومن كان محظوظا منهم باعه بثمن بخس".

وخلُص هشام قائلا: "ما زلنا متشبثين بهذه الزراعة، رغم أنها لم تعد توفر لنا شيئا، لكن التقنين يمكن أن يكون مخرجا بالنسبة إلينا من هذا الجحيم".

وأوضح بلاغ للوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي بهذا الخصوص أنها ستشرع طبقا لمقتضيات القانون رقم 21 . 13، في عملية الترخيص للمزارعين المستقرين بالنفوذ المحدد بنص تنظيمي أقاليم الحسيمة وشفشاون وتاونات لممارسة نشاط زراعة وإنتاج القنب الهندي في إطار تعاونيات فلاحية.

وسيتم منح الرخص للمزارعين، بشكل تدريجي بناء على الاحتياجات التي يعبر عنها الفاعلون الصناعيون المرخص لهم.