أيمن عنبر - صحفي متدرب
بعد قرابة الخمسة عشرة يوما من الانطلاقة الرسمية للموسم الدراسي الحالي، مازال الشح والغلاء يطلان على بعض الكتب والمقررات المدرسية في جل المكاتب الوطنية، أزمة جاءت رغم التصريحات الصادرة عن الحكومة بكون أثمنة الكتب المدرسية لن تعرف أي زيادات هذه السنة بسبب تدخل صندوق المقاصة من خلال إقرار دعم مباشر للناشرين.
وسجلت "تيلكيل عربي" في جولة تفقدية لها في بعض مكتبات العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء سخطا وسط أولياء التلاميذ والكتبيين، نتيجة غلاء بعض المستلزمات والأدوات المدرسية والكتب التعليمية.
وقال أحمد، أب لطفلين، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، إن "الدخول المدرسي أصبح كابوسا بالنسبة له، ولم تعد له القدرة على تحمل تكاليف المستلزمات الدراسية، خصوصا مع الارتفاع الحالي لجميع مكونتها".
وأضاف: "إنني كمواطن بسيط في ورطة حقيقية، فلا أدري ما أعمل، إننا أواجه إعصارا حقيقيا، بعد ارتفاع أسعار المحروقات، وتبعات العطلة الصيفية، الدخول المدرسي، ناهيك عن جشع المدارس الخصوصية".
ورمى الأب المسؤولية على كاهل "الوزارة الوصية التي لم توف بوعودها على الرغم من إعلانها دعم الناشرين والتعامل بصرامة مع أي زيادة في أسعار الكتب وحل مشكل خصاص المقررات المدرسية".
وعقب قائلا: "بل إن الأمر أخذ منحى معاكسا وأصبح أولياء التلاميذ يتنقلون بين أكثر من مكتبة ونقطة بيع بحثا عن كتاب مدرسي معين لاسيما تلك المتعلقة بمستويات إشهادية أو المستوى الابتدائي".
من جهة أخرى، اتفق عيسى وعلي، كتبيان "بدرب عمر" على أن الدخول المدرسي الحالي صعب على اولياء أمر التلاميذ، وخصوصا من لديه أكثر من طفل واحد، معلنين عن ارتفاع مهول في أثمان اللوازم المدرسية منذ شهور بنسب تتراوح ما بين 40 و110 في المائة، في ظل احتكار السوق وانتهاز الظرفية من بعض الوسطاء".
وأكد الكتبيان على أن "دعم الحكومة اقتصر على كتاب التعليم العمومي. أما الكتاب المستورد المعتمد بالتعليم الخصوصي وكتاب التعليم الأولي والأدوات والمحفظات والدفاتر وباقي المستلزمات، لم يشملها أي دعم من طرف الحكومة، بل خضعت لزيادة كبيرة ومكلفة لأولياء أمور التلاميذ".
وانتقد الكتبيان غياب "تقنين تسعيرة الكتاب المستورد المقرر بالمدارس الخصوصية الذي يعرف زيادة كل موسم مدرسي جديد بـ5 إلى 25 في المائة عند أغلب المستوردين الذي يكبد المقتنيين زيادات باهظة الثمن".
فيما خلص الكتبيان إلى مطالبة الجهات الوصية للتدخل من أجل دعم المكتبة المغربية في محنتها وحمايتها من العشوائية وسوء التدبير، وذلك حفاظا على السلم الاجتماعي والمدرسي باعتبار المكتبة شريكا أساسيا في المدرسة المغربية.
يشار إلى أن هذا الموسم الدراسي الجديد يأتي في صلب مرحلة مفصلية وحاسمة بالنسبة لمنظومة التربية والتكوين، مرتبطة أساسا بالحوار الاجتماعي الجاري بشأن "النظام الأساسي الموحد".