أبرز وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف الميراوي، أمس الأربعاء، بمراكش، الاهتمام الذي يوليه المغرب لقضية تعليم الكبار والتعلم مدى الحياة.
واستعرض الميراوي، خلال مائدة مستديرة وزارية، نظمت في إطار المؤتمر الدولي السابع لليونسكو لتعلم الكبار وتعليمهم "CONFINTEA VII"، مختلف الاستراتيجيات التي باشرها المغرب من أجل تجويد تعلم الشباب، لاسيما الأشخاص المنحدرين من أوساط هشة (نزلاء المؤسسات السجنية، والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، واللاجئين، والمهاجرين..).
وذكر الوزير، في هذا الإطار، بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي لم تتوقف، منذ إطلاقها سنة 2005، عن مواكبة الساكنة المعوزة، بغرض تحسين ظروف عيشها، مبرزا أن هذا الورش الملكي موجه إلى تدارك الخصاص السوسيو - اقتصادي، وتشجيع الإدماج الاقتصادي للفئات الهشة.
كما شدد الميراوي على برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، باعتباره خارطة طريق حكومية مندمجة، تسعى إلى تجهيز حوالي 24 ألف دوار موزعة على كافة التراب الوطني، بالبنيات التحتية الأساسية (طرق، ومنشآت فنية، والتزويد بالماء الصالح للشرب، والكهربة، والمدارس، والمستوصفات..).
وأبرز، في السياق ذاته، النموذج المغربي لمدرسة الفرصة الثانية - الجيل الجديد، والتي تعد تجربة رائدة لمحاربة الإقصاء الاجتماعي والهدر المدرسي، طبقا للتوجيهات الملكية.
وأضاف أن "هذا البرنامج، الذي يطمح إلى تأمين التمدرس والاستدراك بالنسبة للشباب المراهقين، مكن من إدماج أزيد من 25 ألف طفل بالمدارس"، متوقفا عند أوراش أخرى باشرها المغرب في علاقة مع التعلم مدى الحياة، من قبيل تعميم التكوين المهني، وتحسين الولوج إلى التعليم العالي، وكذا الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء التي مكنت من تسوية وضعية آلاف المهاجرين غير النظاميين، وفتح خدمات عمومية لفائدتهم، على قدم المساواة مع المواطنين المغاربة.
وعلى صعيد آخر، أكد الميراوي أهمية تيمة التعلم مدى الحياة، في عالم يتغير بسرعة كبيرة جدا، معتبرا أن الجامعات مدعوة إلى التحول إلى مؤسسات للتعلم مدى الحياة، وإلى فضاءات لتكوين الشباب والكبار على حد سواء.
ويجمع المؤتمر الدولي السابع لليونسكو لتعلم الكبار وتعليمهم، المنظم بشكل مشترك بين حكومة المملكة المغربية، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، الأطراف المعنية من العالم برمته، قصد تحديد مستقبل تعلم الكبار وتعليمهم، خلال العقد المقبل.
ويشكل هذا المؤتمر، المنظم تحت شعار "تعلم الكبار وتعليمهم من أجل التنمية المستدامة: أجندة تحويلية"، مناسبة لمناقشة السياسات الناجعة لتعلم وتعليم الكبار، في أفق تعلم مدى الحياة، وفي ظل ظروف تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة المعتمدة، عام 2015.