"المتاجرة في قوت المغاربة".. أوجار يوجه انتقادا لاذعا إلى جهات متعددة بسبب غلاء الأسعار

محمد فرنان

على خلاف طبيعته الهادئة، وجّه محمد أوجار، القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار والوزير السابق، انتقادا لاذعا لما أسماهم "تجار الأزمة"، و"الباحثين عن الربح السريع"، و"الباطرونا"، و"خانقوا المغاربة"، وذلك في سياق إقراره بغلاء مجموعة من المواد الأساسية.

أوجار، الذي كان ضيف برنامج "نقطة إلى السطر" على القناة الأولى هذا الأسبوع، بصفته عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أقر بأن "الحكومة يجب أن تبذل مجهودا أكبر في التواصل، وأن يتحمل الوزراء مسؤولياتهم، ويشمروا على سواعد الجد، (ما يخليوش غي رئيس الحكومة لي يجي البرلمان يعبر)، كل وزير في قطاعه عليه أن ينزل إلى الميدان، يسافر، يظهر في التلفزيون، وينظم تجمعات لشرح ما يجري".

وأشار إلى أنه "لا بد أن نقول بكثير من المسؤولية، أنه (كاين لغلا)، وليس من المقبول أن يصل سعر اللحم إلى 120 درهما، والدجاج إلى 30 درهما، هذا الوضع غير معقول، ولا يمكن للبلاد أن تظل مكتوفة الأيدي أمام هذا الأمر".

وأضاف أن "الحكومة تقوم بمجهودات، من خلال فتح باب الاستيراد وتخفيض الرسوم، لكن هناك تجار أزمة يسعون إلى الربح السريع، هذا من أكبر التحديات التي يجب أن تجلس الحكومة لمعالجتها".

وأبرز أوجار أن "لا بد أن تنخرط وزارة الداخلية، والإدارة الترابية، من المسؤول عن أسواق الجملة؟ ومن يعرف النسيج الاقتصادي والاجتماعي في الأقاليم؟ لا بد لـ"الباطرونا" أن تنخرط في هذا الجهد، إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فسيبقى أمام الحكومة خيار واحد، وهو تسقيف الأسعار، وحينها ماذا سنعمل مع مجلس المنافسة".

وأكد أن "الحكومة ليست وحدها المسؤولة، بل هناك أطراف متعددة اقتصادية وسياسية وإدارية يجب أن تتحمل مسؤولياتها، لا يمكن للدولة بأجهزتها المختلفة أن تسمح لأشخاص معروفين (كالس في القهوة وعندو التلفون) بخنق المغاربة".

وفيما يتعلق بسياسة الدعم، أشار أوجار إلى أن "سياسة الدعم تحتاج دائما إلى مراجعة ومساءلة، طبعا، نية الحكومة والدولة صادقة، لكن بعض المستفيدين من الدعم لم يكونوا نزهاء لا مع الوطن ولا مع الدين".

وأعرب عن أسفه قائلا: "هناك نخبة اقتصادية في المغرب لا تتحمل مسؤوليتها كبورجوازية وطنية، يمكنهم تحقيق أرباح معقولة، ولكن ليس على حساب المواطنين، ولكن (اياخذ) 500 درهم على كل رأس ولا ينعكس ذلك على أسعار السوق، اليوم، نحتاج إلى تعبئة قوية جدا لهزم من يمارسون جريمة في حق الوطن والاقتصاد الوطني، وأتحمل مسؤوليتي، وعلى الحكومة أن تكون قاسية مع هؤلاء".

وذكر أنه "لا يكفي أن يأتي الوزير فوزي لقجع، أن يقول مسألة عن الدعم، له من الوسائل في إدارة الضرائب والخزينة العامة، باش (اتدخل واعرف)، لا يمكن أن نسمح لفئة قليلة تتاجر في قوت المغاربة وتحقق أرباح خيالية، وإن الله يزغ بالسلطان ما لا يزغ بالقرآن، لا بد للحكومة أن تتحمل كامل المسؤولية وهذا الأمر، وهو ليس اختصاص وزارة الفلاحة أو التجارة أو إدارة من الإدارات، بل يجب أن يقع التفاف وطني من كل المصالح الأمنية والترابية والاقتصادية والاجتماعية ومنظمات "الباطرونا" لكي تتحمل مسؤوليتها".

وأوضح أنه "لا يجب أن ننتظر حلول رمضان، ونأتي بالكاميرات ونخرج عدد من لجان المراقبة، التي تذهب عند الصغار، (خصهوم امشيو) عند الكبار".

وأكد أنه "لا مبرر لارتفاع أسعار الدجاج اليوم، والدولة تعرف من ينتج و(شكون لي تيغلي وشكون لي تيحرق) السوق، وعليها أن تحمل مسؤوليتها، وغلاء الدجاج لا علاقة له بالجفاف".