وصلت مبادرة "المثمر" لخدمات القرب، التي أطلقها المجمع الشريف للفوسفاط، والتي همّت الخضر والفواكه، إلى مرحلتها الخامسة والأخيرة، حيث جرت مواكبة أكثر من ألفي مزارع، ما أتاح إنجاز ألفي تحليل للتربة.
"التركيبة المقترحة تتعلق بسماد العمق ويجب توفير باقي حاجيات الآزوت عن طريق سماد التغطية وفق برنامج تسميد معقلن"؛ تلك توصية مختبر التحليلات المتنقل التابع للمجمع الشريف للفوسفاط، التي تسلمها المزارع العربي فميلي، صباح اليوم الأربعاء بمنطقة كماسة التابعة لعمالة شيشاوة.
قبل شهر حل خبراء المجمع الشريف للفوسفاط، بالأرض التي يملكها فميلي بكماسة، حيث أخذوا عينات من التربة، التي قاموا بتحليلها، قبل أن تسلم له النتائج، اليوم، بمناسبة حلول قافلة "المثمر" في مرحلتها الخامسة والأخيرة، بالمنطقة.
بعد تسلمه لنتائج التحليلات، سيتولى خبراء المجمع تقديم توضيحات لذلك الفلاح الستيني، حول التركيبة من الأسمدة، التي تناسب النشاط الزراعي الذي يمارسه. تلك تركيبة يفترض أن تساعده على رفع المردودية.
فواكه وخضر.. محطة أخيرة
وصلت مبادرة "المثمر" لخدمات القرب، التي أطلقها المجمع الشريف للفوسفاط، والتي همت الخضر والفواكه، إلى مرحلتها الخامسة والأخيرة، حيث جرت مواكبة أكثر من ألفي مزارع، ما أتاح إنجاز ألفي تحليل للتربة وتوفير مائتي دورة تكوينية، بفضل 35 مهندس زراعي.
وحلت القافلة، في محطتها الخامسة بمنطقة كماسة بين 26 و28 من فبراير الجاري، حيث يتولى خبراء المجمع الشريف للفوسفاط تقديم الإرشادات للمزارعين حول الأسمدة التي توافق تربة أراضيهم.
ينتظر استقبال حوالي 400 مزارع في هذه الأيام، حيث يتولى خبراء المجمع الشريف للفوسفاط، تقديم التوضيحات حول تحليل التربية وينصتون للمزارعين الذي يطرحون الأسئلة التي تهم تسميد الأراضي وفوائد اعتماد أسمدة ممزوجة موجهة بشكل خاص لأراضيهم.
لا يكتفي الخبراء بتقديم بتقديم نتائج تحليلات التربية واقتراح تركيبات خاصة من الأسمدة، بل إنهم ينشغلون بمساعدة المزارعين الذي يحلون بالموقع، علي تحديد التكاليف التي قد يتحملونها عندما يسعون إلى بلوغ مردودية معينة في الهكتار الواحد.
لم تكن الفواكه والخضر، التي توفر 23 في المائة من الإنتاج الزراعي و60 في المائة من صادراته، أول تجربة لمبادرة "المثمر" هذا العام، فقد انطلقت في بداية الموسم الزراعي الحالي في شتنبر الماضي، مع مزارعي الحبوب والقطاني، وينتظر أن تشمل في المرحلة المقبلة المزارعين الذي يهم نشاطهم الزيتون.
النفاذ إلى أسرار التربة
هذه أول مرة تخضع فيها تربة أراضي مزارعي الخضر والفواكه للتحليل من أجل تحديد تركيبة الأسمدة التي تلائمها. هذا ما يؤكده الفلاح أحمد آل دليل، الذي جاء من جماعة سيدي أحمد دليل بشيشاوة، من أجل التعرف على نتائج تحليلات تربة أرضه، هو يأمل في أن تساعده خدمات القرب التي تقدمها صيغة "المثمر" على زيادة مردودية زراعة البطيخ والدلاح.
عندما يتوصل المزارع بنتائج التحليلات ويتلقى التوضيحات حول تركيبة الأسمدة التي توافق طبيعة أرضيه، يفترض فيه، إن شاء ذلك، أن يتوجه إلى موزع للأسمدة، الذي يتوفر على آلة تسمى "Smart Blunder"، أي الوحدة الذكية لإنتاج السماد الممزوج.
تستوعب الآلة الموصولة بحاسوبين، نتائج التحليلات والتركيبة المقترحة على المزارع، بعد ذلك يتم تحديد حجم الإنتاج من الفواكه والخضراوات المستهدف في الهكتار الواحد، ويجرى حصر المكونات من الآزوت والفوسفور والبوتاس. تلك مواد أولية لإنتاج السماد، التي تضاف إليها مواد تكميلية.
ويحصل المزارعون بعد تحديد التركيبة على أكياس الأسمدة الممزوجة التي توافق خصائص التربة التي كشفت عنها التحليلات، التي قامت بها المختبرات المتنقلة التي يتوفر عليها المجمع الشريف للفوسفاط.
تلك التحليلات مكملة وتوفر بيانات دقيقة بعد تلك التي تكشف عنه خريطة خصوبة التربة التي وضعها المعهد للبحث الزراعي، وهي خريطة تهدف إلى تحديد وضعية الخصوبة، مع اختيار أسمدة توافق كل جهة وكل زراعة.
ويراد من هذه الخريطة الوطنية للخصوبة، التي تغطي 8,7 مليون هكتار، تعزيز خصوبة الأراضي، والرفع من إنتاجيتها، علما أن تلك الخريطة موضوعة رهن إشارة العموم.
للفلاحين الصغار والمتوسطين فقط
تشير جميلة أدني، مسؤولة تطوير السوق المحلي بالمجمع الشريف للفوسفاط، إلى أن "المثمر" تتوجه إلى المزارعين الصغار والمتوسطين تحديدا، الذي يحتاجون إلى الإرشاد على مستوى الأسمدة التي توافق أراضيهم، حيث لا تشمل المبادرة المزارعين الكبار.
وبالموازاة مع التحليلات الدقيقة التي يراد منها ترسيخ التسميد المعقل، يسخر المجمع الشريف للفوسفاط 40 مهندسا فلاحيا من أجل مواكبة المزارعين، حيث يفترض في كل مهندس فلاحي، التعامل يوميا مع ثمانية مزارعين في المنطقة التي يوجد بها، من أجل الإجابة على التساؤلات التي تطرح عليها، خاصة في ما يتصل بطبيعة الأرض.
لا يكتفي مطلقو مبادرة المثمر بالتحليلات التي تتناول التربة، بل يراهنون على تسخير آلة "سويل أوبتكس"، التي تمسح الأراضي، من أجل توفير معطيات أكثر دقة حول طبيعة تربتها والأسمدة التي تحتاجها.
صحيح أن كمية الأسمدة التي تتاح للمزارعين بالتركيبة التي توافق التربة، تأتي بعد تحديد هدف الإنتاج المتوخي من الخضر والفواكه أو الحبوب والقطاني، كأن يحدد الهدف بالنسبة للبطاطس في 50 طن في الهكتار، غير أن تقييم التجربة مازال سابقا لأوانه اليوم.
وقد أوضحت، جميلة أدني، في تصريح على هامش المرحلة الخامسة، بأنه يجب انتظار يونيو المقبل، من أجل الوقوف على نتائج مبادرة "المثمر" على قطاع الحبوب، حيث سيتجلى مدى مساهمة التركيبات التي استعملها المزارعون على المردودية في الهكتار الواحد.