المجلس الاقتصادي يقترح خطة لتطوير قطاع صناعة السفن بالمغرب

بشرى الردادي

أوصى المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بإحداث‭ ‬آلية‭ ‬مؤسساتية‭ ‬للقيادة‭ ‬والتنسيق‭ ‬والتتبع‭ ‬تضم‭ ‬الفاعلين‭ ‬المعنيين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بقطاع صناعة‭ ‬السفن،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬القطاعات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالمراحل‭ ‬القبلية‭ ‬والبعدية‭ ‬لسلسلة‭ ‬الإنتاج، معتبرا أنه قطاع‭ ‬استراتيجي واعد‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمملكة.

كما أوصى المجلس، في تقريره السنوي 2023، باعتماد‭ ‬مقاربة‭ ‬متدرجة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السعي‭ ‬للتموقع،‭ ‬على‭ ‬المديين‭ ‬القصير‭ ‬والمتوسط،‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تسجل‭ ‬دينامية‭ ‬وتظل‭ ‬في‭ ‬المتناول‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والمهارات‭ ‬والبنيات‭ ‬التحتية‭ ‬اللازمة،‭ ‬مع‭ ‬استهداف‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬وأسواق‭ ‬التصدير،‭ ‬لاسيما‭ ‬أسواق‭ ‬حوض‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬والواجهة‭ ‬الأطلسية‭ ‬لإفريقيا.

وأبرز أنه بالإمكان،‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة،‭ ‬البدء‭ ‬بالأنشطة‭ ‬الأقل‭ ‬تعقيدا؛‭ ‬كعمليات‭ ‬التجديد‭ ‬والتحديث،‭ ‬وإصلاح‭ ‬الأعطاب‭ ‬الطارئة،‭ ‬والصيانة‭ ‬المبرمجة،‭ ‬وأنشطة‭ ‬تفكيك‭ ‬السفن.‭ ‬وبالموازاة‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬تطوير‭ ‬القدرات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬بناء‭ ‬وتحويل‭ ‬المراكب‭ ‬الصغيرة‭ ‬ومتوسطة‭ ‬الحجم‭ ،‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬المتناول‭ ‬وقريبة‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬القدرات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬التي‭ ‬يمتلكها‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات (‬السيارات،‭ ‬والطيران،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك). ‬أما‭ ‬المرحلة‭ ‬اللاحقة،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬الشروع‭ ‬فيها‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬قد‭ ‬حققت‭ ‬نتائج‭ ‬مرضية،‭ ‬فتهم‭ ‬استهداف‭ ‬الأنشطة‭ ‬ذات‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬العالية‭.

ومن بين وصايا المجلس، أيضا،‭ ‬التعزيز‭ ‬المستمر‭ ‬لعرض‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية‭ ‬المتخصصة،‭ ‬وتسريع‭ ‬عملية‭ ‬منح‭ ‬امتياز‭ ‬استغلال‭ ‬حوض‭ ‬صناعة‭ ‬السفن‭ ‬بميناء‭ ‬البيضاء،‭ ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬ملاءمة‭ ‬الشروط‭ ‬التعاقدية‭ ‬بما‭ ‬يضفي‭ ‬عليها‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الجاذبية‭ ‬لدى‭ ‬المستثمرين، بالإضافة إلى‭ ‬تسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬أشغال‭ ‬توسيع‭ ‬مينائي‭ ‬أكادير‭ ‬وطانطان ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬تخفيف‭ ‬الاكتظاظ‭ ‬الذي‭ ‬تشهده‭ ‬أحواض‭ ‬بناء‭ ‬السفن‭ ‬الرئيسية، فضلا عن‭ ‬وضع‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬وجبائي‭ ‬ملائم‭ ‬لاستقطاب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬وإحداث‭ ‬صندوق‭ ‬خاص‭ ‬لتمويل‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الذي‭ ‬ترتفع‭ ‬فيه‭ ‬درجة‭ ‬المخاطرة،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬دينامية‭ ‬إحداث‭ ‬الصناديق‭ ‬الموضوعاتية‭ ‬أو‭ ‬القطاعية‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تفعيل‭ ‬صندوق‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬للاستثمار.

كما أوصى بإعداد‭ ‬رأسمال‭ ‬بشري‭ ‬مؤهل،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعتماد‭ ‬برامج‭ ‬للتكوين‭ ‬تستجيب‭ ‬لحاجيات‭ ‬قطاع‭ ‬صناعة‭ ‬السفن،‭ ‬وإحداث‭ ‬معاهد‭ ‬متخصصة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع، مع‭ ‬تطوير‭ ‬آليات‭ ‬اليقظة‭ ‬الإستراتيجية،‭ ‬والترويج‭ ‬للعرض‭ ‬الوطني،‭ ‬لتيسير‭ ‬تموقعه‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الدولية‭.‬

وحسب التقرير نفسه، يتمتع‭ ‬المغرب‭ ‬بمؤهلات‭ ‬كبرى‭ ‬تشكل‭ ‬مزايا‭ ‬تنافسية‭ ‬هامة‭ ‬لتطوير‭ ‬قطاع‭ ‬صناعة‭ ‬السفن؛ حيث‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬واجهتين‭ ‬بحريتين (‬ممتدتين‭ ‬على‭ ‬طول ‭ ‬3500‭ ‬كيلومتر)، ‬وبنية‭ ‬تحتية‭ ‬مينائية‭ ‬تتطور‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬ويد‭ ‬عاملة‭ ‬تنافسية‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬البلدان‭ ‬الأوروبية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التقائية‭ ‬قوية‭ ‬بين‭ ‬المهن‭ ‬التي‭ ‬يتطلبها‭ ‬قطاع‭ ‬صناعة‭ ‬السفن‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬تتطلبها‭ ‬قطاعات‭ ‬أخرى‭ ‬رسخت‭ ‬وجودها‭ ‬ببلادنا؛‭ ‬كقطاعي‭ ‬السيارات‭ ‬والطيران‭.‬

وأبرز المصدر نفسه ‬أن السلطات العمومية اتخذت جملة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاستباقية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬لاسيما‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬مخطط‭ ‬مديري‭ ‬لتطوير‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية‭ ‬المينائية‭ ‬الخاصة‭ ‬بأنشطة‭ ‬صناعة‭ ‬السفن‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬بنك‭ ‬للمشاريع‭ ‬يستهدف‭ ‬أنشطة‭ ‬رئيسية؛‭ ‬كبناء‭ ‬السفن‭ ‬وإصلاحها،‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬تحفيز‭ ‬الاستثمارات‭ ‬وتوجيهها‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الأمثل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجالات. وفضلا‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬تم،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الميثاق‭ ‬الجديد‭ ‬للاستثمار،‭ ‬إرساء‭ ‬آليات‭ ‬للدعم‭ ‬المالي‭ ‬موجهة‭ ‬للمستثمرين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬صناعة‭ ‬السفن.