المجلس الوطني لـ"البام"..وهبي: زمن الولاء للأشخاص والنافذين بالحزب قد ولى وانتهى

محمد فرنان

 قال عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة: "إننا في حكومة العمل، في حكومة الكفاءات، تحملنا مسؤوليتنا الكاملة في مواجهة هذه التحديات المستجدة، عبر قرارات استثنائية أسهمت بشكل واضح في عودة الاستقرار للأسواق الوطنية بواسطة التدخلات المستعجلة للحكومة التي خصصت مئات الملايير لمواجهة هذه المستجدات -لا داعي للتفصيل فيها من جديد".

وأضاف في كلمته في اجتماع المجلس الوطني السابعة والعشرون، بسلا، إن "التدخلات المستعجلة التي قمنا بها في الحكومة لمواجهة التحديات الجديدة، لم تمنعنا كحكومة متضامنة ومنسجمة، من تنزيل برنامجنا الحكومي بإصلاحاته الإستراتيجية الواعدة في مختلف المجالات، لذلك حينما نقول بأن هذه الحكومة هي حكومة الإصلاحات الكبرى، فإننا لا نبالغ ولا نزايد على أحد، بل نثبت وبالدلائل القاطعة على أن الحكومة التي تحافظ على صيرورتها الإصلاحية والوفاء ببرنامجها الحكومي الذي نالت على أساسه الثقة رغم إكراهات الخارج المتعددة والظروف المناخية الصعبة؛ فاعلم أنها حكومة الإبداع والتحديات وليست حكومة الشعبوية والخيبات".

وتابع: "نحن نمثل كوزراء أمام مناضلاتنا ومناضلينا في برلمان الحزب بعد مرور أزيد من سنة وثمانية أشهر على تشكيل الحكومة التي نحن أحد مكوناتها الأساسية، فإننا نعتبر في حزب الأصالة والمعاصرة أن هذا الوقت كان كافيا ليبصم وزراءنا على نتائج جد هامة ككفاءات وطنية عالية، ظلت حريصة على الوفاء بكل الالتزامات التي قطعها حزبكم على نفسه أمام ناخبيه في القطاعات التي تحمل فيه مناضلونا مسؤوليتهم الحكومية، وأثبتوا للرأي العام الوطني أن حزب الأصالة والمعاصرة قوة سياسة فاعلة، ومشتل حقيقي للكفاءات، الأمر الذي بات مصدر قلق عند البعض".

وأوضح أن "حزب الأصالة والمعاصرة الذي يعد أكثر الأحزاب احتراما لثوابت الأمة المغربية، وللقيم والتربية الأصيلة للمغاربة، سيواصل تنزيل البرنامج الحكومي، سيواصل دعم الحريات وحقوق الإنسان، سيعمل على تحرير العقل المغربي من الخرافات السياسية، ورفع الحجر والبؤس والوصاية على المرأة المغربية الحرة، سيعمل على إعطائها المكانة التي يرتضيها لها الله والأديان والقوانين والطبيعة".

وأورد أنه "نحن مع حقوق المرأة كاملة وشاملة، وضد زواج واغتصاب الطفلات القاصرات، نحن مع صيانة حق الطفلات في التمدرس، مع حق المرأة المغربية في التمكين الاقتصادي والاجتماعي، هذه هي مواقفنا الحقوقية الواضحة التي سنناضل مع رفقائنا في التحالف الحكومي الحالي، ومع أصدقائنا الحداثيين خارج الحكومة، ومع كل الحقوقيين والقوى الحية، والفعاليات المتنورة من مختلف المشارب، -سنناضل- على تنزيلها وفق مقاربة تشاركية عميقة؛ وبالموازاة مع ذلك سنتحمل مسؤوليتنا في مواجهة لوبيات معارضي الإصلاح والتغيير، وذوي الفكر الماضوي الهدام".

وشدّد على أن "جرأة وصراحة خطاب قيادة حزبكم في الساحة السياسية، المعبر عنها بمسؤولية ووضوح في بيانات المكتب السياسي للحزب، لا تفسد لود التحالف الحكومي قضية، رغم أن الذين دأبوا على الابتزاز بالمواقف المعارضة من داخل التحالف الحكومي، حاولوا الركوب عليها واعتبارها نهاية حتمية للتحالف الحكومي الحالي".

وأكد أن "حزب الأصالة والمعاصرة مستمر في الحكومة الحالية، وسيظل أكبر داعم لها ولرئيس الحكومة بكل مسؤولية وأخلاق، وسيظل من أكبر الأحزاب وفاء والتزاما داخل التحالف الحكومي، ومن أكثر الأحزاب انضباطا للدستور وللقرار الحكومي وتقديرا لمؤسسة رئاسة الحكومة، وأن تربية مناضلات ومناضلي حزب الأصالة والمعاصرة تربية أصيلة، ترفض ازدواجية المواقف، أو ثقافة الطعن من الخلف، تلتزم بالقرار الحكومي وتطبقه حرفيا، ولها حق التعليق عليه بشكل حر ومستقل".

وأبرز أن "حزب الأصالة والمعاصرة سيستمر في تحمل مسؤوليته الكاملة داخل الحكومة الحالية، ولن نلتفت لسعار بعد الأصوات هنا وهناك التي راهنت على فشل الحكومة أو تلك التي تهرب النقاش من المؤسسات الدستورية كفضاءات لتقييم ومناقشة السياسات العمومية، إلى الدهاليز المظلمة لقنوات التواصل الاجتماعي، لترويج سمومها ومغالطاتها بإشاعات شعبوية رخيصة، وبحسابات أغلبها مزور ونكرة لن يثنينا عن مواصلة عملنا وحضورنا المتميز والمغاير في الساحة السياسية الوطنية".

ولفت إلى أن "زمن الولاء للأشخاص وللنافذين بالحزب مهما بلغت قيمتهم الانتخابية والمادية قد ولى وانتهى، وأن زمن اتخاذ الحزب ومؤسساته ومهامه بيتا آمنا للانتهازية والوصولية والمصلحة الذاتية الضيقة على حساب مصلحة الوطن ومصلحة الحزب انتهى؛ وأن قيادة الحزب ستتخذ المزيد من القرارات التأديبية عن قناعة ودراسة معمقة للأشياء، مهما كانت مؤلمة، لأن مثل هذه القرارات هي من تقوي حزبكم وتحصنه، وتجعله حزبا متميزا في الساحة الوطنية، وهي من تبني حزب المؤسسات لاحزب الأشخاص مهما تغيرت شطحاتهم، هي من تعيد الاعتبار لكم كمناضلات وكمناضلين أوفياء ومحترمين؛ وهي أصل قيم التأسيس التي لا محيد ولا زيغ عنها".