جازف آلاف الفلسطينيين من سكان قطاع غزة بحياتهم واحتشدوا مجددا يومه الاثنين على الحدود مع اسرائيل تعبيرا عن غضبهم لانتقال السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس.
وحتى بعد الظهر وتزامنا مع افتتاح السفارة الأمريكية، قتل 41 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي خلال المواجهات على الحدود وأصيب الفان بجروح، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في غزة في آخر حصيلة لها.
هؤلاء الفلسطينيين أرادوا خصوصا اليوم الاثنين التعبير عن غضبهم من نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس.
وبين هؤلاء معتز النجار (18 عاما) الذي أصيب أربع مرات منذ 30 مارس ولا يزال مصمما على اختراق السياج الحدودي.
وقال لـ"فرانس برس" "سنعود الى أرضنا وانتقال السفارة (الأمريكية) لن يحصل".
وأوردت أم سعد حبيب (60 عاما) "أقول (للرئيس الامريكي دونالد) ترامب عليك أن تزيل السفارة من القدس ونحن عائدون إلى القدس".
وقال الفتى طه الجرجاوي (15 عاما) "رسالتي للعالم إنه إذا انتقلت السفارة الأمريكية الى القدس فسنحرقها. جئنا الى هنا على حدود غزة لنسير الى القدس واذا استشهدنا فسنكون فداء لله والوطن".
تجمع الاف المتظاهرين عند نقاط عدة وحاولت مجموعات صغيرة الاقتراب من الحدود التي شهدت انتشارا كثيفا للجنود الاسرائيليين، وفق مراسلي "فرانس برس".
وأحرقت تلك المجموعات مئات من اطارات السيارات وحاولت اختراق السياج هاتفة "شهداء بالملايين على القدس رايحين" ورشقت الجنود بالحجارة فرد هؤلاء بإطلاق النار.
والاحد والاثنين، حذر الجيش الاسرائيلي سكان غزة بواسطة مناشير ألقيت من الجو من أنهم يعرضون حياتهم للخطر اذا شاركوا في التظاهرات، مؤكدا أنه لن يسمح بمهاجمة السياج الحدودي والجنود أو المدنيين الإسرائيليين.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي أفيغدور ليبرلمان "سندافع عن مواطنينا بكل الوسائل، لن نسمح باختراق الحدود".
رغم ذلك، استقل بلال فسيفس (31 عاما) وزوجته وولداه في خان يونس في جنوب القطاع إحدى الحافلات التي نقلت الفلسطينيين إلى الحدود.
وقال "لا يهم اذا استشهد وأصيب نصف الشعب. سنكمل الى الداخل حتى يعيش النصف الأخر بكرامة".
في مستشفى الشفاء في غزة، أُجبر الاطباء على الاسراع في إخراج الجرحى بهدف تأمين اكبر قدر من الأسرة وسط نقص كبير في الأدوية منذ أسابيع.
وفي خان يونس، جالت مجموعة من الشبان الملثمين والحاملين عصيا على المتاجر لإجبار أصحابها على اغلاقها واحترام الدعوة إلى إضراب عام في كل أنحاء القطاع.
وفي المساجد، نصبت مكبرات الصوت لتوجيه نداءات للتظاهر.
وتوقع الجيش الاسرائيلي أن يحتج عشرات آلاف الفلسطينيين على افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، ليس فقط في قطاع غزة بل في الضفة الغربية المحتلة أيضا.
وفي رام الله، تجمع نحو الفي فلسطيني هاتفين "القدس عاصمتنا" بحسب مراسل "فرانس برسط. وكانت السلطة الفلسطينية دعت موظفيها الى مغادرة مكاتبهم عصرا للمشاركة في التظاهرات.
وأثار نقل السفارة الأمريكية بعد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، غضب الفلسطينيين الذين يعتبرون ذلك تنكرا لمطالبهم حول القدس الشرقية التي يريدونها عاصمة لدولتهم المنشودة.
على الحدود الشرقية لمخيم البريج، يتكئ أحمد الآغا (31 عاما) على عكازين ويغطي ساقه الجبس إثر إصابته برصاصة إسرائيلية في الجمعة الثالثة من المواجهات ويقول "قطعت السلك مع ستة شبان حين أصبت، اليوم أيضا ساقطع السلك لكنني سأعبر الحدود هذه المرة".