يقدر استهلاك المغاربة من التوابل في عيد الأضحى بحوالي 20 في المائة من مجمل الاستهلاك المحلي من تلك المادة، وهي ذات النسبة التي تسجل في شهر رمضان، ما يعني أن المناسبتين تمثلان 40 في المائة من الاستهلاك المحلي من التوابل.
هذا ما يؤكده بوشعيب غلاب، رئيس الجمعية بيمهنية المغربية لمستوردي ومصدري الحبوب والقطاني والتوابل، الذي يعتبر أن الأسعار في متناول المستهلك، خاصة في ظل وفرة العرض الذي يوفره المستوردون المحليون.
ويشير غلاب، في تصريح لـ" تيلكيل عربي"، إلى أن العرض الوفير في العامين الأخيرين انعكس سلبا على نشاط بعض الفاعلين في السوق الذين تكبدوا خسارات كبيرة، علما أن الاستيراد، في العام الماضي، كان تضاعف نتيجة التدابير التي اتخذت للحد من نشاط المهربين، في تصوره.
وفي الستة أشهر الأولى من العام الجاري، تراجعت مشتريات المغرب من التوابل إلى 21 ألف طن، مقابل 24 ألف طن في الفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما وازاه انخفاض على مستوى القيمة من 515 مليون درهم إلى 419 مليون درهم.
ويوضح هذا التراجع بكون المهنيين، اختاروا إبطاء عمليات الاستيراد بالنظر لوفورة العرض من التوابل، علما أنه، في العام الماضي، قفزت الواردات إلى 800 مليون درهم، مقابل 452 مليون درهم في العام الذي قبله، بعدما انتقلت الكميات المشتراة من 22 ألف طن إلى 38 ألف طن.
وأشار إلى أن المهنيين أضحوا أكثر ثقة في السوق، بعد لجوء السلطات إلى محاصرة التهريب عبر تفكيك الكثير من الشبكات التي تنشط في مجال التوابل بطريقة مشروعه.
ويعتبر المهنيون أن تحييد المهربين من السوق عبر تدخل المديرية العامة للجمارك، يفسر مضاعفة الواردات من قبل المهنيين في العام الماضي.
ويذهب المهنيون إلى أن التهريب كان يمثل نسبة 95 في المائة بالنسبة لبعض الأصناف من التوابل، مثل الكمون، غير أن التدابير التي اتخذت اعتبارا من العام الماضي، مثلت بالنسبة للمهنيين نوعا من الحماية من ذلك النشاط غير المشروع.
ويشير غلاب إلى أنه بعد التدابير المتخذة، وما رافقه من وفرة العرض، بفضل الاستيراد عبر القنوات الرسمية، بدأت السوق تعرف نوعا من العودة إلى التوازن Autorégulation، مؤكدا على أن الوضعية الحالية في السوق ستساهم إلى في تحسين الجودة.
ويشير مهنيون أن المغاربة يستهلكون حوالي 35 ألف طن من التوابل سنويا، حيث يبذلون من أجل ذلك حوالي ملياري درهم.
ويعتبر الفلفل الأحمر الأكثر استهلاكا بالمغرب، وهو الصنف الوحيد من التوابل، الذي ينتج محليا، بينما يتم استيراد الأصناف الأخرى، مثل الفلفل الأسود (الإبزار) والكمون و الزنجبيل والكركم (الخرقوم).
غير أنه إذا كان الفلفل الأحمر، هو الأكثر استهلاكا بالمغرب، فإنه لم يسلم في السنوات الأخيرة، من التلاعب في تركيبته، حيث جرت العادة على أن يمزج بعد أن يطحن بآلات تستعمل لطحن الأعلاف، ويضاف إليه الزيت بكميات تتجاوز المقادير المعمول بها، ويخلط بالدقيق الذي يضاف إليه ملون أحمر. كما لم تسلم توابل أخرى مثل الزعفران والفلفل الأسود من التزوير والتلاعب.
ويتعامل المغاربة مع حوالي 30 صنفا من التوابل، غير أن التوابل التي تبقى الأكثر استعمالا هي الفلفل الأحمر والفلفل الأسود والكمون والزنجبيل و"الخرقوم".