لم يحل تكوينهم في بطولات أجنبية، وبالتحديد الأوروبية منها، دون حسم قرارهم لفائدة المنتخب الوطني، رغم أن منهم من قدمت لهم عروض من أجل اللعب في منتخبات البلدان التي رأوا فيها النور أو شغفوا فيها بالكرة المستديرة في طفولتهم ، متحملين انتقادات من يرون في انحيازهم لمنتخب بلدهم الأم نوعا من نكران الجيل.
تفيد دراسة أنجزت من قبل مكتب Episteme Statistical Consulting، حول المنتخبات المشاركة في منافسات كأس أمم إفريقيا بمصر في الفترة الفاصلة بين 21 يونيو و19 يوليوز الجاري، أن المنتخب المغربي، هو الأكثر استعانة باللاعبين الذين جرى تكوينهم في أندية أوروبية، مقارنة باللاعبين الذين يلعبون أو جرى تكوينهم في أكاديميات محلية.
وتقصد الدراسة التي واكبت مسار 552 لاعبا من اللاعبين المشاركين في منافسات كأس أمم إفريقيا، باللاعبين المكونين محليا، أولئك الذين بدأوا مسارهم الكروي في ناد محلي أو خضعوا لتكوين في أكاديمية للتكوين تقع في التراب الوطني.
ولا تتعدى نسبة اللاعبين الذي يعتبرون نتاجا خالصا للبطولة الوطنية نسبة 17 في المائة في المنتخب الوطني، مقابل 83 في المائة من اللاعبين الذي كونوا في أندية أجنبية، حسب الدراسة.
ويأتي لاعبوا المنتخب القادمون من بطولات أجنبية من مدارس كروية مختلفة، حيث ينحدر 43 في المائة من فرنسا و26 في المائة من هولندا و9 في المائة من إسبانيا و4 في المائة من بلجيكا.
في 1998، كان المنتخب الذي شارك في كأس العالم في فرنسا، مكونا من 23 لاعبا، من بينهم 16 لاعبا، جرى تكوينهم داخل أندية محلية، بينما السبعة الباقين، أتوا من بطولات أجنبية، خاصة من فرنسا.
واتسم العقدان الأخيران، حسب الدراسة، بانخفاض ملحوط في تمثيلية الكرة لاعبي الفرق الوطني في المنتخب، حيث لا يتعدى عددهم أربعة لاعبين في منافسات كأس إفريقيا التي تجري أطوارها اليوم بمصر.
وتلاحظ الدراسة أن تمثيلية لا عبي البطولة المحلية، يأتي متناقضا مع المستوى الحالي للأندية والبطولة الوطنية، التي احتلت أفضل بطولة على الصعيد الإفريقي في العام الماضي، وجاء في المركز 27، حسب الفيدراية الدولية لكرة القدم التي تعني بتاريخ اللعبة وإحصائياتها.
ويتجلى من الدراسة التي 65 في المائة من الاعبين الأفارقة المشاركين في منافسات كأس إفريقيا بمصر حاليا، هم منتوج خالص للبطولات الوطنية في القارة السمراء، ويستفاد أن 17 من بين 24 منتخبا، تنتج اللاعبين الذي ينتهون لاعبين في منتخبات بلدان.
وتأتي مصر في مقدمة المنتخبات التي يأتي جميع لاعبي منتخبها الوطني من أندية محلية، فمحمد صلاح، برز في ناد محلي، قبل أن ينتقل للاحتراف في البطولات الأوروبية. وتحذو منتخبات مثل تانزانيا وكينيا وزيمبابوي وجنوب إفريقيا ونامبييا وأوغندا وبوروندي وغانا حذو مصر في الاستعانة أكثر بلاعبي بطولاتهم المحلية بنسب تتراوح بين 96 و83 في المائة.
ويبدو أن بلدان المغربي هي الأكثر استعانة باللاعبين الذي جرى تكوينهم ببلدان أجنبية، حيث تصل نسبة حضورهم المنتخب التونسي إلى 39 في المائة، والمنتخب الجزائري 61 في المائة والمنتخب المغربي 83 في المائة.