تعتزم الحكومة تعزيز حضور الحديد في الحبوب، وهو تدبير من شأنه المساعدة على تفادي بعض الأمراض من قبيل فقر الدم، التي يتسبب في الكثير من التعقيدات الصحية، مثل تلك التي تطال النساء الحوامل
من المرتقب، أن يصادق المجلس الحكومي في أحد اجتماعاته المقبلة على مشروع مرسوم، يعتبر هو الأول من نوعه لضبط عملية تسويق المنتوجات المتأتية من الحبوب، ويتعلق بالجودة والسلامة الصحية لبعض المنتوجات الغذائية التي يتم تسويقها المتأتية من الحبوب. ويهدف مشروع هذا المرسوم، الذي يتوفر موقع "تيل كيل عربي" على نسخة منه إلى وضع إطار تنظيمي للمنتوجات المتأتية من الحبوب.
ويحدد المشروع، الذي أعدته وزارة الفلاحة الحبوب المعنية في "القمح والتريتكال، والأرز والذرة والشعير والخرطال، والسلت، والدخن، والذرة البيضاء.
في هذا الصدد، نص مشروع المرسوم على إلزامية تقوية دقيق القمح الصلب بمركب الحديد والفيتامين لدواعي تتعلق بالصحة العامة، كما أعطى تعريفات للمنتوجات المتأتية من الحبوب، كما ينص على العمليات المباحة، ويتعلق الأمر بخلط دقيق متأت من نوعين أو أكثر من الحبوب. من جهة أخرى، نص مشروع المشروع على "تلفيف المنتوجات الغذائية المتأتية من الحبوب، أو توضيبها في حاويات ملائمة ومغلقة ونظيفة وجافة تمكن من الحفاظ على جودتها، وسلامتها الصحية.
أما بالنسبة لدقيق القمح اللين المقوى بالحديد والفيتامينات، فقد أوجب مشروع المرسوم أن يتضمن تلفيفه عبارة "دقيق مقوى مكتوبة بخط واضح ومقروء، وكذا الرمز المميز للمنتوجات التي تمت تقويتها. إلى ذلك، ألزم المشروع مؤسسات إنتاج المواد الغذائية المتأتية من الحبوب باحترام الجودة، وأن لا تكون لتلك المنتوجات رائحة أو مداقا غير طبيعي، وأن تكون خالية من الحشرات الحية أوالميتة، بما فيها اليرقات وكل الأوساخ أو الشوائب الأخرى، كما يمنع إضافة أي مواد غير مرخص بها.
ويعتبر البروفيسور، عبد اللطيف البور، رئيس الجمعية المغربية لعلوم التغذية، أن الحديد يلعب دورا حاسما في تكوين خلايا الدم الحمراء، مشيرا إلى أن كل خلية في الجسم تحتوى على كمية معينة من الحدديد.
هذا ما يفسر في تصوره الإلحاح على احتواء الحبوب على كميات كافية من التحديد، خاصة أن الحديد يوجد بشكل خاص في خلايا الدم الحمراء، التي تولى نقل الأكسجي من الرئتين إلى جميع أعضاء الجسم، هكذا فإن الحديد يساهم في إنتاج الطاقة و نقل الأشارات العصبية داخل الجسم.
ويضيف كريم الوالي، أخصائي التغذية، أن نقص الحديد، يفضي إلى فقر الدم، بما ينتج عن ذلك، كما تشير البحوث العلمية، من نتائج متمثلة في الإعياء والضعف وصعوبة التركيز وانخفاض الأداء البدني وضعف القدرة على تنظيم حراة الجسم.
ويشير الوالي إلى أن المغرب يعاني من نقص المكونات الغذائية في التغذية، معتبرا أنه التدبير الذي تعتزم الحكومة عبر التدبير الذي ترمي إلى اتخاذه ستساعد عل رفع معدل الحديد في غذاء المغاربة، مشيرا إلى النساء الحوامل في المغرب يعانين من ضعف معدل الحديد، ما يتسبب في فقر الدم، ما يطرح مشاكل عند الولادة.