الملك فيليب السادس يوشح الكفاءة المغربية مصطفى أمدجار بوسام رفيع

محمد فرنان

جرّى، يوم أمس الإثنين، بسفارة إسبانيا في المغرب، تحت إشراف ريكاردو دييز هوشلايتنر رودريغيز، حفل توشيح الكفاءة المغربية، مصطفى أمدجار، مدير الاتصال والعلاقات العامة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، بوسام الاستحقاق المدني للمملكة الإسبانية من درجة ضابظ الممنوح من طرف الملك فيليب السادس.

وقال أمدجار في كلمته في الحفل: "لا يمكن أن تكون الكلمات الأولى في مثل هذا الموقف  سوى الامتنانً لهذا التشريف الكبير الذي أحظى به اليوم  بالوقوف  أمامكم ومشاركتكم  هذه اللحظة الخاصة جدًا حيث تمتزج مشاعر  الفرح والامتنان".

وأضاف أنها "نفس المشاعر التي غمرتني  قبل بضعة أشهر عندما حظيت باستقبال من طرف  معالي ريكاردو دييز هوشلايتنر رودريغيز، سفير إسبانيا في المغرب، في مكتبه ليخبرني  بقرار منحي وسام الاستحقاق المدني للملكة الاسبانية  من درجة ضابط من طرف جلالة الملك فيليب السادس".

وأكد أنه "خلال ذات المقابلة، حرص السفير على  التأكيد  على أن هذه التتويج  يندرج  في إطار المبادرات البناءة التي تساهم في تحسين التقارب بين المملكتين على مختلف المستويات والمجالات، بما في ذلك مجال الاعلام والتواصل  ذي الأهمية البالغة".

وتابع: "قد ترك ذلك اللقاء  لدي انطباعًا جيدًا وارتياحا  شخصيًا، حيث  اتضح  أن انشغالنا كمهنيين  بالادوار التي يمكن أن تلعبها وسائل الإعلام في العلاقات بين إسبانيا والمغرب، يتجاوز حدود ماهو مهني  وأحيانا  أكاديمي، ليصبح موضوعًا يستأثر بغهتمام مختلف المسؤولين وعلى أعلى  المستويات سواء في إسبانيا اوالمغرب".

ولفت إلى أنه "في الواقع، منذ بداية اقترابي، قبل أكثر من عشرين عاما من العالم الاسباني بمفهومه الثقافي والإنساني، من خلال اللغة والثقافة والاعلام، وقفت على الغنى  الكبير للعلاقات بين بلدينا، ليس فقط بسبب التعاون الواسع في المجالات التقليدية السياسية والاقتصادية ومجالات استراتيجية أخرى بل  أيضًا بسبب مستوى التبادل الثقافي والإنساني الذي نتقاسمه نحن الإسبان والمغاربة كل يوم، والتي تحول في بعض الاحيان المواقف المتباينة والأوضاع الظرفية دون إدراك عمقه".

وشدد على أن "وسائل الإعلام في بلدينا تساهم وبنشاط كبير  في هذا التبادل الثري،  من خلال  ما تتيحه من تدفق المعلومات والاخبار  بين الضفتين. وهكذا، ينعكس اهتمام الصحافة الإسبانية بالمغرب في كم الأخبار والتحاليل التي تنشرها حول ما يحدث في بلادنا، بقدر اهتمامها، في استعارة من أحد الكتاب، بتتبع وتغطية  الشأن الداخلي في إحدى الجهات الإدارية الإسبانية".

وأوضح أن "الصحافة المغربية وانطلاقا من موقعها، تولي اهتماما دائمًا ومستمرا  بكل ما يتعلق بإسبانيا، حيث تعتبر ذلك من اولويات اجندتها التحريرية. وهو الاهتمام الذي كان دائما حاضرا في المشهد الإعلامي من خلال إصدار منابر باللغة الاسبانية  ويتم ترجمته اليوم، من خلال اتساع هذه التجربة في الصحافة الرقمية المغربية المتخصصة والناطقة بلغة سيرفانتس والتي باتت تحتل يوما بعد آخر مكانة مهمة كمصادر للاخبار بين البلدين".

وأورد، "على المستوى الشخصي، ساهمت  هذه الوضعية في تشكيل قناعة لدي والتزام بضرورة العمل على جعل مجالات الاعلام أداة من أدوات التقارب بين بلدينا. وخلال مسيرتي في الوزارة، ارتكز جزء كبير من عملنا على كيفية الدفع بتقوية وتطوير فضاءات للتواصل وكيف أنه لأسباب  بديهية، يجب أن تكون الأولوية في ذلك لإسبانيا ولوسائل الاعلام  في هذا البلد".

وأبرز أن "الفكرة ارتكزت على  تعزيز كل عمل ومبادرة  تكمل دور الدبلوماسية التقليدية بين الدولتين وتسعى إلى التواصل المباشر مع الفاعلين غير الحكوميين أو ما يمكن أن نسميه الدبلوماسية العامة التي تلعب فيها الصحافة ووسائل الإعلام دورًا رائدًا. ويمكن لي أن أقول اليوم إن عملنا في إطار هذا النهج المشترك قد مكّن  وسائل الإعلام الإسبانية والمغربية من تغطية وتتبع علاقات التعاون بين بلدينا بروح إيجابية وبناءة، تمكن من تعزيز فرص كبيرة للتقارب بين بلدينا ومن أجل فهم مشترك وأفضل لواقعيهما".

ونبه إلى أنه "إذا كانت وسائط الاتصال التقليدية جزءًا أساسيًا ومهما في العلاقات بين البلدين، والتي تتميز بعوامل مرتبطة بالتاريخ والجغرافيا، فإن السياق الجديد والمفتوح الذي أفرزته الثورة الرقمية وازدياد الترابط الهائل بين المجتمعات لا يمكن إلا أن  يكون مفيدًا في تعزيز التعارف المتبادل بين المملكتين وجعله يستجيب لمتطلبات الجغرافيا، التي  يجب أن تعلو على بعض الجوانب من تجاربنا  التاريخية المشتركة".

وقال أمدجار، أن "هذا التصور يتطلب عملاً أكثر استدامة وإبداعًا، من النخب السياسية والاقتصادية ومن رجال ونساء الإعلام والصحافة، في كل من إسبانيا والمغرب لمواجهة  الكليشيهات والصور النمطية التي هي  جزء من الذاكرة المشتركة، ومن  تمثلات المخيال  الثقافي والاجتماعي الذي يعيق أحيانًا رغبتنا وإرادتنا المشتركة في السير معًا نحو المستقبل الواعد وفقا لارادة عاهلينا، جلالة الملك محمد السادس، وجلالة الملك فيليب السادس".

وشدّد على أن "هذا  الوسام التي تم منحه لي هو تكريم للعمل المهم الذي نقوم به، وكذا للتعاون المثمر  بين الوزارة والسفارة الإسبانية في الرباط. أدرك  أن الاعتراف بهذا العمل هو دعوة إلى المضي  قدمًا خطوة أخرى مع آفاق أوسع، وتوجيه نشاطنا نحو مشاريع مهمة  في مجال الاعلام والتواصل والثقافة،  التي نحن في  حاجة اليها  لتقوية علاقاتنا".

في كلمته بالمناسبة، قال سفير إسبانيا بالرباط، ريكاردو دييز هوشلايتنر رودريغيز، إن "منح وسام الاستحقاق الوطني لمصطفى أمدجار، هو اعتراف من طرف إسبانيا بمسار طويل وعمل متواصل من أجل مواكبة العلاقات المغربية الإسبانية خاصة على المستوى الإعلامي".

وأشار إلى أن "المسار الأكاديمي والفكري لمصطفى أمدجار، سواء من خلال الدراسات المتخصصة في المجال الإعلامي أو في العلاقات الدولية حيث حصل على دبلوم الدراسات الدولية من المدرسة الدبلوماسية بمدريد، مكنه من الاطلاع وتتبع العلاقات بين البلدين، وكذا معرفة كبيرة بالنسق الإعلامي الإسباني وآليات اشتغاله".

ولفت إلى أنه "انطلاقا من ذلك فقد انخرط مصطفى أمدجار في دعم التقارب بين البلدين من خلال مواكبة وسائل الإعلام الإسبانية سواء المعتمدة في المغرب أو التي تأتي إليه خصيصا لإنجاز تقارير إخبارية أو في إطار تغطية مختلف التظاهرات، مما ساهم في حضور كبير ومتنوع للمغرب من خلال زوايا أكثر فهما للعلاقات بين البلدين الجارين".