الملك محمد السادس و هيلين يعزيان بعضهما في رحيل اليوسفي

و.م.ع / تيلكيل

بعثت اهيلين اليوسفي، أرملة المرحوم الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، برقية تعزية إلى  الملك محمد السادس، وذلك إثر وفاة زوجها ليلة الخميس الجمعة بالدار البيضاء، عن عمر يناهز 96 سنة.

ومما جاء في برقية السيدة هيلين اليوسفي "ببالغ الألم وعميق التأثر، أعبر لكم جلالة الملك عن أحر تعازي وأصدق مشاعر مواساتي ومؤازرتي إثر رحيل الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي هذا اليوم".

وقالت السيدة اليوسفي أنه "إذا كنت على المستوى الشخصي قد رزئت في زوجي ورفيق حياتي، فإن المغرب والمغاربة رزؤوا أيضا في خديم وفي نذر حياته كاملة لخدمة ملوكه واستقلال ووحدة وإقلاع بلده".

وأكدت السيدة اليوسفي في هذه البرقية أن سي اليوسفي كان يكن لشخص جلالة الملك الكريم "عميق مشاعر الود الأبوي التي ما فتئ يؤكدها ويعبر عنها حتى خارج إطار ممارسة مهامه الرسمية".

وخلصت السيدة اليوسفي، إلى أنه "إذ أعبر عن بالغ تأثري لهذا الرزء الفادح، فإني أشاطر جلالتكم هذا الألم كما أشاطره مع شعبكم".

وكان الملك محمد السادس، برقية تعزية ومواساة إلى السيدة هيلين اليوسفي، قال فبها  أنه "كان لنعي المشمول بعفو الله تعالى ورضوانه المرحوم الأستاذ المجاهد عبد الرحمان اليوسفي، بالغ الأثر والوقع الأليم في نفسنا، لما خلفه رحيله من خسارة فادحة، ليس لأسرته فحسب، وإنما لبلده المغرب الذي فقد فيه أحد أبنائه البررة الذي بصم بشخصيته وبأسلوبه المتميز، والقائم على المسؤولية والالتزام الواضح بالمبادئ، والإخلاص والوفاء، مرحلة هامة من تاريخ بلده الحديث".

وأعرب  الملك، بهذه المناسبة الأليمة، للسيدة هيلين اليوسفي، ومن خلالها، لكافة أقارب الراحل وأصدقائه ومحبيه، ولعائلته السياسية الوطنية الكبيرة وخاصة في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عن أحر تعازي جلالته وأصدق مشاعر مواساته وتعاطفه في هذا المصاب الجلل، الذي لا راد لقضاء الله فيه، مستحضرا جلالته، بكل إجلال وإكبار، ما كان يتحلى به الراحل المبرور من خصال إنسانية، ومن غيرة وطنية صادقة، جسدها على مدى عقود من مساره النضالي والحقوقي والسياسي الحافل بالتضحيات الجسام؛ حيث ظل، رحمه الله، وفيا لمبادئ الالتزام والتفاني في خدمة المصالح العليا للوطن، في وفاء مكين للعرش العلوي المجيد، وإخلاص متين لمقدسات الأمة وثوابتها.

ومما جاء في برقية جلالة الملك "وإننا ونحن نستشعر مدى فداحة هذا الرزء، لنذكر للفقيد الكبير، انخراطه المبكر في مقاومة الاستعمار، ونذر حياته للدفاع عن القضايا المصيرية لبلده، في تشبث بقيم النزاهة والأمانة والتواضع ونكران الذات وحب الوطن؛ تلكم القيم التي ظلت نبراسه المنير في مختلف المهام التي تقلدها بكل كفاءة واقتدار، ولا سيما منها، منصب الوزير الأول في حكومة التناوب في عهد والدنا المنعم جلالة المغفور له، الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، ثم في عهد جلالتنا، في محطة تاريخية من مسار ترسيخ خيارنا الديمقراطي، حيث كان، أكرم الله مثواه، نعم رجل الدولة الحكيم والمحنك".

وأكد جلالة الملك في برقيته للسيدة هيلين اليوسفي أنه "إذ نشاطرك أحزانك في هذا المصاب الأليم، مؤكدين لك كامل رعايتنا، وموصول عنايتنا السامية، فإننا نسأل العلي القدير أن يعوضك عنه جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يسكنه فسيح الجنان، وأن يغدق عليه شآبيب الرحمة والغفران، وعظيم المثوبة والرضوان، على ما أسداه لملكه ولوطنه من خدمات جليلة، وأن يجعله من الذين يجدون ما عملوا من خير محضرا، ويلقيه نضرة وسرورا، صادقا فيه قوله عز من قائل : "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي". و"إنا لله وإنا إليه راجعون"، صدق الله العظيم".