في أول تعليق له بعد عودته إلى المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، اعتبر هشام المهاجري أن هذه الخطوة تعكس "الطابع الديمقراطي الذي يحمله الحزب في جيناته"، وفق تعبيره، مؤكدا تمسكه بحقه في التعبير عن الرأي، ضمن احترام تام لقرارات مؤسسات الحزب وقواعد الانضباط الداخلي.
وقال المهاجري، في تصريح صحافي عقب أشغال المجلس الوطني للحزب المنعقد اليوم السبت بسلا، إن اقتراحه للعودة إلى المكتب السياسي يدل على أن الحزب ديمقراطي، ويعرف أن المهاجري يختلف معهم في بعض الأفكار، لكنه أيضا منضبط ويؤمن بالمؤسسات.
وأوضح البرلماني عن إقليم شيشاوة أن الحزب أثبت اليوم أن حرية التعبير عن الأفكار مكفولة، وفي الوقت نفسه، هو منضبط ويحترم جميع القرارات الحزبية، ليضيف : "اتخاذ موقف في لحظة معينة ليس خطأ سياسيا، بل الخطأ هو عدم اتخاذ موقف".
وبعدما وجه شكره لفاطمة الزهراء المنصوري، منسبة القيادة الجماعية التي وصفته بـ"المشاغب" عاد ليؤكد على إن عودته للمكتب السياسي "لا يعني أبدا أنه سيتنازل عن حريته في التعبير أو عن تمثيله للساكنة التي منحته ثقتها". وأردف بالقول "أنا ملتزم بأن أكون صوت المغاربة داخل البرلمان وداخل الحزب".
وشدد المهاجري على أنه مناضل حزبي التحق بالأصالة والمعاصرة على قناعة، وشارك في كل المحطات ملتزما بالقرارات الحزبية، سواء المتعلقة بالتسيير أو التأديب، مضيفا أنه يطالب دائما بحقه في الاختلاف والتعبير عن الرأي في إطار ما يكفله الدستور والقانون والنظام الداخلي لمجلس النواب، والقانون الأساسي للحزب.
ولم يفوت البرلمان "المتمرد" الفرصة دون أن يوجه انتقادات مبطنة لواقع المشهد السياسي، قائلا إن "المغاربة لا يمكن أن يظلوا يتأرجحون بين تجار الدين والإيديولوجيات وتجار الانتخابات"، مضيفا "نحن حزب تأسس في العهد الجديد بأفكار جديدة، ومؤسسوه تعهدوا بممارسة السياسة بطريقة مباشرة. ودستور 2011 مكن المغاربة من تمثيلية حقيقية داخل المؤسسات، من رئاسة الحكومة إلى الجهات".
وفيما يشبه الرد على بعض المواقف المنتقدة له داخل الحزب، قال المهاجري إن المغاربة لا يستمعون فقط للشعارات، بل يراقبون الواقع. وأضاف "الحزب أكد اليوم أنه ديمقراطي ويقبل الاختلاف، وتواجدي داخل المكتب السياسي دون تغيير قناعاتي هو أكبر دليل".
وأشار إلى أنه لا يمكنه الصمت عن مشاكل المواطنين، قائلا "إذا كانت مشاكل 36 مليون مغربي قد حلت وبقي عشرة لم تحل، سأستمر في الحديث باسم أولئك العشرة. إذ الوزراء يمثلون المغاربة داخل الحكومة، والمنتخبون الجماعيون يمثلونهم داخل المجالس، وأنا أمثلهم داخل البرلمان، وهذا هو دوري".