انعقد، اليوم الجمعة، بمدريد، الاجتماع الـ21 للمجموعة المشتركة الدائمة المغربية-الإسبانية حول الهجرة، برئاسة مشتركة للوالي مدير الهجرة ومراقبة الحدودـ خالد الزروالي، وكاتبة الدولة الإسبانية في الهجرة، إيزابيل كاسترو فرنانديز، بحضور كل من كاتب الدولة في الأمن، رافاييل بيريز رويز، وكاتبة الدولة الإسبانية في الشؤون الخارجية، أنجيليس مورينو باو، وسفيرة المغرب في إسبانيا، كريمة بنيعيش.
وحسب بلاغ لوزارة الداخلية، تناولت المباحثات الشراكة في مجال الهجرة في شموليته؛ حيث أعرب الجانب الإسباني، على صعيد التعاون العملياتي، عن امتنانه للجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات المغربية في مكافحة الهجرة السرية، التي أثمرت نتائج ملموسة، لاسيما على مستوى المسالك الأطلسية وغرب البحر الأبيض المتوسط، والتي تجعل المملكة شريكا موثوقا وفاعلا رئيسيا في الأمن الإقليمي.
ووفق نفس المصدر، ففي مواجهة التحديات المشتركة الناجمة عن نشاط شبكات تهريب المهاجرين بأساليب عنيفة، بشكل متزايد، والمناخ الإقليمي غير المستقر، قرر الطرفان تعزيز آلياتهما للتنسيق وتبادل المعلومات، ولاسيما من خلال تجديد صيغ العمل المشترك على مستوى مراكز التعاون الشرطي وضباط الاتصال والدوريات المشتركة.
وفي ما يخص الهجرة النظامية، ناقش الطرفان النموذج المغربي-الإسباني للهجرة الدائرية واليد العاملة، الذي يتمتع بحصيلة إيجابية، ويمثل أحد أمثلة النجاح الأكثر متانة والمعترف بها على الصعيدين الأوروبي والدولي، معربين عن التزامهما بمواصلة العمل في هذا الاتجاه، وإحداث مسارات جديدة تروم تعزيز آفاق التعاون، بغية تشجيع تدفقات الهجرة القانونية المتحكم بها، بالتنسيق مع كافة الفاعلين والمتدخلين.
أما في ما يتعلق بإشكالية القاصرين غير المصحوبين، فذكر الجانب المغربي بالتعليمات الملكية من أجل إعادة كل القاصرين المغاربة، الذين جرى تحديد هوياتهم؛ حيث اتفق الجانبان على الاستمرار في منح الأولوية لنهجهما حول المصلحة العليا للقاصر، ولاسيما من خلال الوقاية والحماية والعودة المنسقة، كما درسا مسودة خطة إجراءات لعودة القاصرين، محاطة بكافة الضمانات القانونية والمشروعة التي تحترم الالتزامات الدولية.
وثمن الطرفان مساهمة أفراد الجالية المغربية في إسبانيا وإسهامها المتعدد كعامل للتقارب الثقافي والحضاري، مجددين التأكيد على التزامهما بالتعاون الإقليمي ومتعدد الأطراف في مجال الهجرة.
وفي هذا الصدد، أعلن الجانبان أنهما سيعززان الحوار والتنسيق الوثيق، خلال رئاسة المغرب لمسلسل الرباط، سنة 2023، والاجتماع الموضوعاتي حول التدبير الإنساني للحدود، الذي سيرأسه الطرفان، في مراكش، يومي 22 و23 يونيو 2023.
كما تم الاتفاق، أيضا، على جمع مختلف اللجان الفرعية المختلطة ذات الصلة التابعة للمجموعة، خلال النصف الثاني من سنة 2023، من أجل المصادقة على خطط العمل القطاعية.