في هذا الحوارالمقتضب، يكشف عدي الهيبة، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، والمرشح السابق لأمانته العامة عن وجهة نظره في ما يقع داخل الحزب، بعد انقسامه إلى تيارين متصارعين، وفشله في التوافق في انتخاب اللجنة التحضيرية لمؤتمره الوطني.
ماذا يقع اليوم داخل حزب الأصالة والمعاصرة؟
التطورات و التفاعلات التي تقع اليوم بحزبنا تشكل تطورا طبيعيا ومفهوما على مستوى بنية فكر وسلوك الفاعلين، لكن للأسف الشديد أن هذا التطور و هذا التدافع غير مؤطر بالقانون الذي يشكل أحد أهم ضمانات الاستقرار و البناء.
الواضح، أنه منذ تقديم السيد الأمين العام السابق استقالته من منصب الأمانة العامة ظهر ما يشبه اجماع من طرف قيادات عديدة على تجاوز القوانين وتطويعها لصالح سيناريوهات كنا نعي جيدا أنها لن تكون جزء من الحل وإنما ستزيد من تعميق أزمة الحزب. وهو ما تم بالفعل وبأشكال صارخة ومفضوحة، حيث تم السطو و التلاعب بالإرادة العامة للمناضلين.
إن ما يقع اليوم هو صراع وتدافع فوضى، وعوض أن يؤطر بالقانون والمؤسسات، أصبح مؤطرا بالمصالح الضيقة و الابتزاز و الانتماءات الشوفينية الضيقة.
كل المحاولات الإصلاحية التي قدمت للأسف باءت بالفشل لأنها تريد أن تشتغل خارج المؤسسات و هدا غير معقول و غير ممكن، لذلك ليس أمام الأمين العام الحالي و كل مناضلي و مناضلات الحزب من خيار سوى خيار احترام القانون على علاته ونواقصه، واحترام المؤسسات كذلك بالرغم من مظاهر الفشل و الوهن التي تظهر عليها. لأن نجاح المؤتمر الرابع لا يمكن أن يمر سوى عبر احترام القوانين والمؤسسات القائمة.
من يتحمل مسؤولية ما يقع في نظرك؟
مايقع اليوم بالحزب هو مسؤولية جماعية و يتحملها بالدرجة الأولى كل الدين ساهموا في اضعاف مؤسسات الحزب و لازالوا يساهمون في ذلك تحت مسميات عديدة، ويحاولون في كل مرة تغيير مجرى الامور باسم شرعيات متهالكة و متجاوزة، أحيانا تاريخية واحيانا غير معروفة المصدر.
لا يجب أن يسود في الحزب سوى شرعية المناضلين و شرعية الانجاز والفعل و الانتماء للمشرروع.
اليوم ليست أمامنا خيارات عديدة . أمامنا خيار واحد هو البناء والعمل داخل المؤسسات و وفق القانون. وإذا لم يكن في مقدورنا تدبير اختلافاتنا سيكون من الضروري طرح السؤال حول وظائفنا وأدوارنا.
هل من مبادرات جديدة للخروج من المأزق؟
نعم هناك اليوم نقاش حقيقي وجدي بين مجموعة من القيادات الشابة والأطر إضافة إلى الانفتاح على بعض المبادرات الايجابية من أجل المساهمة بشكل ايجابي في تصحيح المسار، و هو سيتم الاعلان عنه قريبا.
لقد أكدت اكثر من مرة أن البام ليس حزبا لانتاج العبث و إعادة انتاج نفس الخطابات و نفس الوجوه .
ما موقع الشباب مما يقع؟
نحن كشباب و كقيادات وطنية ندعو جميع شباب حزبنا الى الانتصار للحزب ولروح المشروع وليس الاصطفاف على قاعدة الولاءات الشخصية و الانتماءات العرقية.