قرابة الساعة الواحدة والنصف بتوقيت المغرب الثانية والنصف بتوقيت تونس، حطت الطائرة الخاصة التي تقل بعثة نادي الوداد الرياضي بمطار قرطاج الدولي، قادمة من مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء. رحلة سوف تقود النادي إلى البحث عن تتويج ثالث بلقب عصبة الأبطال الإفريقية، خلال 90 دقيقة من مباراة إياب النهائي أمام نادي الترجي التونسي، بعدما انتهت مباراة الذهاب في الرباط بالتعادل الإيجابي واحد مقابل واحد.
"تيل كيل عربي" رافق بعثة الوداد إلى تونس، وينقل الأجواء التي رافقت الرحلة منذ نقطة الإنطلاق من الدار البيضاء وحتى الوصول إلى الفندق بمنطقة "الحمامات" قرابة الساعة الثالثة والنصف بتوقيت المغرب الرابعة والنصف بتوقيت تونس.
"وينرز" تحفز ورسالة خاصة
مع وصول حافلة لاعبي نادي الوداد والطاقم، وجدت في انتظارها العشرات من مناصري الأحمر يتقدمهم عناصر ألتراس "وينرز" الذين أشعلوا الشعب الاصطناعية مشكلين ممراً في الوسط، مر من خلاله اللاعبون قبل ولوج مطار محمد الخامس.
كل لاعب تسلم ظرفاً أبيضاً من "وينرز"، يحمل في داخله رسالة خاصة إلى اللاعبين، رسالة مضمونها تحفيزي من أجل دفعهم للعب مبارة قتالية أمام الخصم، وانتزاع أغلى لقب قاري.
ومما جاء في رسالة "وينرز" للاعبين: "وصلنا لنهاية الموسم، وصلنا فيه لأبعد نقطة ممكنة. حنا على بعد خطوات قليلة من أننا نبصموا مجتمعين على واحد من أفضل المواسم".
وعادت الرسالة إلى البدايات الصعبة للفريق والتي وصفنها بأنها "كانت غير مبشرة بالمرة. تقصينا العصبة الفايتة ضد وفاق سطيف نهار 21 شتنبر وثلاثة أيام موراها لقيتونا حاضرين معكم ضد أهلي طرابلس فكأس العرب..."
ومن أقوى ما جاء في رسالة "وينرز" طرح سؤال على اللاعبين مفاده: "واش ماتش الإياب هو لي غا يوقفنا؟ واش ماتش الإياب هو لي غا يخلعنا"، وجاء الجواب بالقول: "طبعاً لا. حنا عارفينكم قادين تجيبوها، وعارفينكم غاتجيبوها إن شاء الله. وحتى الا ما جاتش راه غا تلقاونا معكم الماتش لي موراها. ولكن راه غا تجي إنشاء الله ونزيدو فرحة على فرحة ماتش لي موراها".
مهاجم نادي الوداد اسماعيل الحداد علق على الرسالة "وينرز" في حديث لـ"تيل كيل عربي" على متن الطائرة، بالقول: "مضمون قوي وتحفيز ولفناه من جماهير الوداد، وسوف نقاتل من أجل العودة باللقب".
طائرة الوداد أقلعت نحو مطار قرطاج على أنغام أغاني "وينرز" وتكلف اللاعب الحسوني بالمهمة من خلال مكبر صوت صغير متصل بهاتفه النقال، كما أن كل جنبات الطائرة كانت مزينة بأعلام النادي و"برودويات" الألتراس المساندة له.
كما وضع ربان الطائرة أعلام نادي الوداد بمقدمة الطائرة التي أقلت بعثة الفريق ومن المرافقين لها.
لا شيء للصدفة
اختار المكتب المسير لنادي الوداد الرياضي أن لا يترك شيء للصدفة خلال تنقل الفريق إلى تونس. رئيس الفريق سعيد الناصري قال لـ"تيل كيل عربي"، إن "كل الظروف مهيئة، وتم ترتيب كل شيء من أجل أن تمر إقامة كل مكونات الوداد على أحسن ما يرام، والفريق قرر نقل كل ما يحتاجه بما في ذلك الطعام من المغرب إلى تونس".
وأضاف الناصيري: "تابعتم البلاغات التي أصدرها الفريق طيلة الأيام الماضية، وكان الهدف منها الدفاع عن حقه وحماية مصالحه، أيضاً الضغط لتوفير الأجواء المناسبة لكافة مكونات الفريق بما فيها الجمهور، وقد راسلنا جهاز (الكاف) بهذا الشأن".
حراسة أمنية مشددة
حركة ذكية للابتعاد عن الضغط مع وصول بعثة الوداد، تلك التي اتخذها المكتب المسير للفريق، في تونس تم الترويج لوصول البعثة إلى محطة الإركاب رقم 1 بمطار قرطاج الدولي، لكن الطائرة التي أقلت الحمر حطت بمحطة الإركاب رقم 2 المعروفة في تونس بـ"مطار الحجاج"، حركة سرعت عملية ختم جوازات السفر والتي لم تستغرق أكثر من نصف ساعة، ونقل الأمتعة والمستلزمات إلى حافلتين كانتا في انتظار البعثة خارج المطار، وشاحنة مبردة لنقل الطعام والماء الذي تم تنقله من المغرب.
ووجد النادي في استقباله مسؤولين عن نادي الترجي التونسي وممثلين عن السفارة المغربية في تونس.
خارج المطار وجدت البعثة في استقبالها فرق أمنية مختلفة شكلت موكباً رافقها إلى حين وصولها إلى مقر الإقامة في منطقة "الحمامات". موكب أمني يضم 6 سيارات للأمن ودرجتين كانت مهمتهما إخلاء الطريق وجنباته من كل السيارات التي تقترب من الحافلتين.
وكلما قطع الموكب قرابة الـ5 كيلومترات في الطريق السيار، تنطلق سيارة أو سيارتي أمن تكون على جانب الطريق لتتسلم عملية تأمين التنقل من التي تنسحب، كما وضع الأمن التونسي داخل كل حافلة عنصراً بالقرب من السائق يراقب الوضع عن كثب ويبعث ببرقيات أمنية دورية عن سير الموكب، نفس العناصر سوف تقيم في الفندقين اللذين حجز فيهما النادي غرفاً للبعثة، وأمام مقر الإقامة ترابط بها سيارات للأمن.