انحناءة أمزازي أمام الملك.. وزير التعليم الجديد في مرمى نيران "الفيسبوكيين"

تيل كيل عربي

لم يثر أي من الوزراء الجدد المعينين من قبل الملك محمد السادس، أمس (الاثنين)، لدى مرتادي "فيسبوك"، اهتماما أكبر من الذي لقيه سعيد امزازي، رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط الذي عادت إليه حقيبة وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والتكوين المهني، ليس فقط لأنه نال قطاعا يوجد دائما تحت الأضواء، لكن بسبب انحناءة التوقير أمام الملك، التي وصفت بـ"ركوع تجاوز كل الحدود".

وفي هذا الشأن، تناقل كثير من مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي، صورة للوزير الجديد منحنيا أمام الملك محمد السادس على نحو اقتربت فيه جبهته من الأرض، وتفوق فيها حتى على موظف البرتوكول الملكي الذي كلف بإرشاده بشأن طريقة التقدم للوقوف أمام الملك، مرفوقة بتدوينات وتعليقات تنوعت مضامينها بين السخرية السوداء، والغضب والعتاب.

ومن نماذج ذلك تدوينة أرفقت بالصورة، وشاركها كثير من المستعملين، وفيها "هذا وزير التربية الوطنية الجديد"، وانحناؤه ركوع "لا يجوز مثله في الصلاة، ولا يتماشى حتى مع البروتوكول المخزني"، وفي وقت توجه إليه آخرون بالخطاب: "لا يا وزير التعليم. لا تنحني انحناء تجاوزت فيه ركوع خاشع في صلاته"، اعتبر البعض الآخر أن "انحناء الوزير مشابه جدا لانحناء التعليم في المغرب".

وفي هذا الصدد تفاعلت تدوينات مع صورة الوزير منحنيا أمام الملك، بالقول "ركعة سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي تحيلنا على واقع التعليم في وطننا!"، بينما ذهب بعض المعلقين أبعد من ذلك، وقالوا إنه تجاوز الاحترام والتوقير الواجب دستوريا تجاه شخص الملك، فـ"ألقى في وجه المغاربة أول درس في إذلال الذات!".

المعلقون على انحناءة وزير التربية الوطنية الجديد أمام الملك، مغاربة تبرز معلوماتهم الشخصية على حساباتهم في "فيسبوك'"، أنهم من مختلف الفئات الاجتماعية والمهنية في القطاعين العام والخاص، فقال واحد منهم "لا أظن أن البروتوكول فرض عليه (الوزير) هذه الانحناءة الرّخوية(...) المسيئة للدولة! وللأسف (كل) ما زاد عن حده انقلب إلى ضده!"، أي "هناك فرق بين الاحترام و إذلال الذات".

بعض المولوعين بالسخرية والتندر، أبدعوا في كتابة تدوينات وتعليقات، وتركيب صور ساخرة من وزير التربية الوطنية الجديد، إذ قال أحد المعلقين إنه قام بـ"تأويل إيجابي" للواقعة،فتبين له أن "وزير التعليم الجديد في المغرب يبحث عن ربعة دريال سقطت منه أثناء مراسيم التعيين"، وبالتالي فـ"الحمد لله المال العام في يد أمينة".

وتداول آخرون صورة مركبة للوزير، تتخيله قد استفاق صباح اليوم وهو يحس بألم في ظهره، قائلا "آح آميمتي ظهري.. آش داني لديك الركعة البارح".

وتجاوز عدد من المعلقين واقعة الانحناء، وأبدوا منذ الآن عدم تفاؤلهم من الخطوات التي سيقدم عليها الوزير الجديد، إذ أرفقوا صورة الانحناءة، بتدوينات تنبه إلى أن تعيينه قد يكون بداية فعلية لفرض رسوم مالية مقابل خدمات التعليم العمومي، بوصف سعيد امزازي، الوزير الجديد، أول رئيس جامعة بالمغرب، اتخذ قرارا بفرض رسوم على تكوينات "الماستر" و"الدكتوراه" بالنسبة إلى الموظفين والمستخدمين الراغبين في إتمام دراساتهم العليا.

وفي هذا الشأن يتم داخل مجموعات على شبكة التواصل الاجتماعي تداول تدوينة تشير إلى أن "سعيد امزازي، الوزير الجديد لقطاع التربية والتكوين، هو رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، وكان أول من ألغى مجانية التعليم في جامعته، إذ فرض على الموظفين رسوما لمتابعة الدراسة في سلك الإجازة (بلغت) 4000 درهم عن كل سنة".

وفيما أضافت التدوينة ذاتها، أنه  في سلك الماستر بلغت الرسوم "20000 درهم عن كل سنة، (مقابل) 10000 درهم في سلك الدكتوراة عن كل سنة"، أوضحت أنه "أول مسؤول ضرب في مجانية التعليم، (رغم) أن المحكمة الإدارية، قالت بعدم قانونية الرسوم"، وبالتالي "لا تستغربوا أن يكلف من بدأ في ضرب مجانية التعليم في الجامعة بتدبير القطاع ككل لتطبيق ما بدأه".

ولم تخل شبكة التواصل الاجتماعي من مرتادين مسرورين بتعيين سعيد امزازي، رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، وزيرا للتربية الوطنية والتعليم العالي والتكوين المهني، إذ انتشرت على صفحات ومجموعات تهاني موجهة إليه من قبل بعض الطلبة الباحثين، والطلبة أعضاء بعض الجمعيات والمنتديات التي ارتبطت مع الجامعة التي كان يسيرها بشراكات تعاون، علاوة على نشر كثيرين صور جمعتهم به في عدد من المناسبات داخل الجامعات والكليات، ومعها تهانيهم.

ومن أمثلة ذلك، أعضاء منتدى الجغرافيين الشباب للبحث والتنمية، الذين نشروا صورا للوزير أثناء مشاركته إلى جانب المنتدى في اليوم العالمي للأرض سنة 2012، وبينها صورة تظهره يساهم في غرس شجرة، مرفوقة بنص تهنئة له، يشيد به وبالتقدير الذي يبديه للشباب.

وقالت التدوينة إن سعيد امزازي، " كأستاذ جامعي اشتغل بداية بعمادة كلية العلوم بالرباط، قبل أن يصبح رئيسا لجامعة محمد الخامس واليوم كوزير للتعليم العالي، ومن خلال تعاملنا معه، تشرفنا بمعرفة رجل متواضع طموح وله تقدير عال للشباب ويتمتع بروح تواصل طيبة وغيرة على البحث العلمي، نتمنى أن يستمر في نفس البناء كما عهدناه خدمة لأسرة التعليم (أساتذة وطلبة وباحثين)، كفرد من أفرادها".