بالصور.. خمس جوائز لأفلام تدور حول الاتجار بالبشر وأحلام الفقراء والحرب والهوية

عبد الرحيم سموكني

اختتمت مساء اليوم السبت فعاليات الدورة 17 من مهرجان الفيلم الدولي بمراكش، بعد ثمانية أيام من العروض والأنشطة السينمائية الموازية، وحملت ليلة التتويج أفلاما من قارات مختلفة إلى منصة التتويج، وهذه تفاصيل النتائج.

 

 

جائزة النجمة الذهبية
دجوي ) النمسا)
المخرجة سودابيه مرتضائي

يحكي "دجوي" قصة امرأة شابة مهاجرة من نيجيريا، تسير في شوارع فيينا ساعية لجلب المال لأجل "مدام" الوسيطة التي مكنتها  من التسلل إلى أوروبا.
تعيش "دجوي" في شقة ضيقة مع بقية بنات "المدام"، اللواتي يعشن كأخوات، على الرغم من ضآلة التضامن في عالمهن القاسي، الذي تسود فيه مقولة "إما أن تأكل أو تؤكل".

وعندما ترغب المدام في التغرير بشابة جديدة تدعى بريشوس تكتشف دجوي دورها كضحية وشريكة في الحلقة المفرغة للاتجار بالجنس، تبقى الكاميرا قريبة من بطلة الفيلم، مركزة على التناقضات ما بين مظاهر القسوة ومشاعر اللطف المزعوم، التي تشكل عوائق السير على طريق لا تجتاز فخا فيه، إلا لتسقط في فخ آخر.

 

 


جائزة لجنة التحكيم
عاملة تنظيف داخلي (المكسيك)
إخراج ليلا أفليس

تسافر إيغيليا الهادئة، الشديدة الانطواء والخجل لساعات عديدة كل يوم لتصل إلى مقر عملها كمنظفة غرف في فندق ضخم في المدينة، حيث تبدو الفجوة بين مستوى الدخل صارخة من خلال الطلبات الباذخة للوافدين على الفندق، وتأمل إيليفيا أن تحظى بحياة أفضل، فتقرر حضور دروس في برنامج تعليم الكبار الخاص بالفندق.
تساعدها تلك المبادرة على الخروج من قوقعتها، يعمد الفيلم في بعض الأحيان إلى التصوير على النمط الوثائقي، ويرصد حياة إيفيليا وهي تقوم بأعمال التنظيف والتنعيم والتوضيب والتلميع.
تنقل لحظات الفيلم التأملية الدعابة والمزحة الكاملة في المشاهد حيث تكتشف هذه المرأة الشابة الخطوات الأولى على الطريق نحو مستقبل جديد.

جائزة أحسن دور رجالي
نضال السعدي
في عينيا (تونس)

 

الممثل التونسي نضال السعدي رفقة المخرج الصربي أونين غلافونيتش

تبدو حياة لطفي كريمة مقيم في فرنسا بعد أن هاجر من تونس، عمله ناجح، حبيبته الفرنسية فاتنة وحامل بطفله، وبالرغم من ذكوريته الفارطة يبقى جذابا، ولكن ماضيه يلاحقه كل حين، بعد أن تلقى اتصالا من عائلته في تونس، يضطر إلى العودة على الفور.
يجد لطفي نفسه في مواجهة إرث الحياة التي تخلى عنها قبل سبع سنوات، بعد أن وقعت زوجته في غيبوبة عميقة، وأصبح ابنه ذو التسع سنوات والذي يعاني من التوحد، بحاجة إلى رعاية، وأن يتولى هو أموره.
يرصد الفيلم عن كثب كيف ينسج لطفي علاقة طيبة مع الشاب الصامت، في إطار صيرورة تحديد نوع الرجل الذي يريد أن يكون.

جائزة أحسن دور نسائي
آينه شفارتز
كل شيء على ما يرام ) ألمانيا)

 

الممثلة الألمانية آينه شفارتز

بين بان وبيات علاقة عشق بديعة، يعمدان سويا إلى تجديد منزل قديم لأجل الهروب بعيدا عن صخب الحياة وروتينها المضنيين.
في مواجهة الإخفاق لدار النشر المتواضعة الذين أطلقوها، يأتي خبر سار بشكل غير متوقع عبر فرصة لقاء مع أحد معارف يان القدماء، عند حصورها حفلة تجمع طلبة المدرسة ذات مساء، ما يقودها إلى مغامرة جنسية لم تكن ترغب بها.
وبحدس دقيق تبني المخرجة فيلمها كسلسلة صور قصيرة مستمدة من الحياة اليومية ليان، من خلال ذلك الإحساس العميق بالانزعاج والقلق بسبب ما أرغمت على فعله، مما خلق لها شعورا قويا بعدم الثقة، حتى وإن كان لقاء جنسيا عابرا.

 

جائزة أحسن إخراج
المخرج أونين غلافونيتش
فيلم الحمولة ) صربيا)

في الوقت الذي كانت الحروب اليوغوسلافية توشك على نهايتها، يتولى فلادا مهمة قيادة شاحنة تبريد من كوسوفو إلى بلغراد، ولا يدري طبيعة الحمولة التي ينقلها، على ظهر شاحنته، أو للدقة يراد أن يبقى الأمر سرا.
وبينما يخضع هو لأوامر صارمة بعدم التوقف عن القيادة مهما كان، وبعد فتح مقصورة الشحن لأي شخص. وبينما يشق طريقه بصعوبة من خلال أرجاء الريف المدمر، يصبح العبء الأخلاقي لتواطؤه في أعمال حرب مظلمة أثقل من أي وقت مضى.
يبدع المخرج غلافونيتش في بناء التوتر والقلق، وتحمل أحداث الفيلم على الطريق وفي نهاية المطاف تصطدم بحاجز على الطريق.