برلمان "البام" يتجه نحو إلغاء استقالة العماري ووهبي ينتفض

عبد اللطيف وهبي
أحمد مدياني

رغم عدم تعديل نقط جدول أعمال دورة المجلس الوطني الثاني والعشرون، لإدراج مناقشة استقالة إلياس العماري، فرض المحسوبون على الأخير في تدخلاتهم التطرق إليها، وطالبت ابن الريف بالتراجع عنها. جواب الطرف الآخر جاء حاسماً على لسان عضو المكتب السياسي عبد اللطيف وهبي، الذي خاطب إلياس العماري خلال كلمته بالقول: "استقالتك من الأمانة العامة نهائية ويجب أن لا تتراجع عنها. وإذا بقيت في منصبك سوف أقدم استقالتي". موقف وهبي أشعل ردود فعل عدد من أعضاء المجلس الوطني الذين هاجموه، ليتدخل العماري، وخاطبهم "من حقه التعبير عن رأيه".

مصدر من المجلس الوطني، كشف لـ"تيل كيل عربي"، أنه إلى حدود اللحظة مرت 56 مداخلة، من أصل أكثر من 160 مداخلة مسجلة، عبرت أغلبيتها عن "المطالبة بتراجع إلياس العماري عن استقالته".

أعضاء المجلس الوطني الرافضين لاستقالة أمينهم العام، حسب المصدر ذاته، دفعوا بطرح أن "برلمان الحزب هو من انتخبه، لذلك كان عليه تقديم استقالته أمامهم، وليس داخل اجتماع للمكتب السياسي ثم الاخبار بها عبر ندوة صحافية". مصدر "تيل كيل عربي"، شدد على أن "التوجه العام يطالب بالتصويت على رفض الاستقالة أو قبلوها، وعدم الاكتفاء بالإخبار بها فقط".

وجاء نقاش أعضاء المجلس الوطني لـ"البام" بعد تقديم كلمة رئيسته فاطمة الزهراء المنصوري، وعرض سياسي قدمه الأمين العام بالنيابة الحبيب بلكوش، هذا الأخير تطرق إلى استقالة إلياس، حسب كلمته التي توصل "تيل كيل عربي" بنسخة منها، بالقول إن "الحزب تعرض لهجومات متعددة، وفي فترات مختلفة، استهدفت أيضا قياديين ومناضلين ومنتخبين في صفوفه. وقد اشتدت أيضا بعد استقالة الأخ إلياس العماري من منصب الأمين العام".

في المقابل، لم تتحدث فاطمة الزهراء المنصوري عن استقالة العماري بشكل قاطع ولو بالإشارة إليها، في كلمتها التي يتوفر المواقع على نصها.

بلكوش، دعا في كلمته إلى صياغة جواب موجه لمن اعتبرهم يستهدفون "البام"، وذكر فيها أن "الجواب القوي في اعتقادنا، هو تقوية الحزب وبنائه وتطوير أدائه وتصحيح اختلالاته وتوسيع قاعدة المنخرطين فيه والمحتضنين له. ونحن على وعي تام بالحاجة إلى إعادة بناء أداتنا الحزبية، وتصحيح ما يعتريها من خلل، أينما كان وعلى أي مستوى وجد. وهذا ما شرعنا فيه، لولا العائق المسطري في النظام الداخلي، والذي نحيله عليكم للتصحيح. ولا شك أن التنظيمات الموازية تحتاج بدورها إلى قراءة جريئة للتجربة ورسم أفق لها، لضخ دماء الحيوية داخلها".

للإشارة، كشف إلياس العماري في حديثه عن استقالته أمام المجلس الوطني، أنه "بعد خطاب العرش، اتصلت بعدد من الأمناء العامين للأحزاب السياسية، وطلبت منهم أن نبادر بتقديم استقالة جماعية من قيادات أحزابنا، تجاوبا مع مضمون خطاب الملك، عبر جلهم عن موافقتهم، عندما عدت إلى البيت، تفاجأت بتصريحات لهم ينوهون فيها بالخطاب فقط ويثمنونه".

إلياس، وحسب مصدر من المجلس الوطني، قال في سياق حديثه عن أسباب استقالته وخلفياتها، أمام أعضاء برلمان حزبه، إنه اختار أن "يكون ضحية للخطاب الملكي بمناسبة ذكرى عيد العرش". وأوضح، أن "الضحية" يقصد منها "المبادرة بالتفاعل مع الملك الذي شخص أعطاب السياسة والسياسيين، دون أن يقدم أحدهم على خطوة في هذا الاتجاه".