حذر برنامج الغذاء العالمي من أن فرصة تجنب حدوث المجاعة بمناطق الصراع في السودان تضيق بسرعة في موسم الجفاف الحالي، وبدء موسم الأمطار الشهر المقبل، مما سيجعل الوصول إلى طرق النقل الحيوية غير ممكن.
وقال نائب المديرة التنفيذية للبرنامج، كارل سكاو، في تصريحات في ختام زيارة قام يومي 15 و16 ماي الجاري إلى ولاية البحر الأحمر في السودان، إن الوضع في البلاد "يائس ويتدهور بسرعة"، مشيرا إلى أن برنامج الغذاء العالمي لديه القدرة على توسيع طاق عملياته، ولكن يحتاج لتسهيل الوصول إلى الخطوط الأمامية للحرب، وكذلك عبر الحدود من تشاد وجنوب السودان.
وأضاف سكاو أنه "من بين 18 مليون شخص، نقدر أنهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، لا يمكننا الوصول سوى إلى ما بين 25 و30 بالمائة منهم فقط، ومن بين أشد حالات انعدام الأمن الغذائي، لا نصل حتى إلى هذا العدد، ولذا، نحن بحاجة إلى نقلة نوعية، وتغيير حقيقي، على مستوى الوصول الإنساني، وإلا سنشهد كارثة هنا في السودان".
وأوضح أنه لم يتبق سوى بضعة أسابيع لتخزين الإمدادات الغذائية في أجزاء من دارفور وكردفان قبل أن يبدأ موسم الأمطار، وتصبح العديد من الطرق غير صالحة للاستخدام، مبينا أن المزارعين بحاجة أيضا إلى الوصول بأمان إلى أراضيهم الزراعية قبل هطول الأمطار.
ودعا نائب المديرة التنفيذية للبرنامج إلى ضرورة ممارسة "الضغط على جميع الأطراف"، لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل أفضل.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد حذر في مارس الماضي، من أن الحرب في السودان قد تؤدي إلى أكبر أزمة جوع في العالم ما لم يتوقف القتال المستمر منذ منتصف أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، متسببا في مقتل آلاف المدنيين، وتدمير البنيات التحتية، ونزوح وهجرة الملايين.