في أول رد له اتهامات المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، وصف فريق العدالة والتنمية بلاغ المندوب العام ضد الفريق على خلفية توجيهه لسؤال إلى رئيس الحكومة بشأن اضراب الصحافيين سليمان الريسوني وعمر الراضي عن الطعام بسجن عكاشة بالمفتقد للمهنية واللغة الرصينة التي يتعين أن تطبع عمل المؤسسات.
واعتبر الفريق في بلاغ له أن رد المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج بمتابة تطاول على مؤسسة البرلمان وعلى نواب الأمة الذين خول لهم الدستور القيام بمهامهم الرقابية ومتَّعهم لهذا الغرض بالحصانة الدستورية.
وأكد الفريق أن المندوب العام افتقد للياقة واللباقة وللاحترام الواجب للبرلمان وللبرلمانيين، وهي خصال ينبغي أن تحكم تصرفات وخطاب أي مسؤول إداري ولا سيما وهو يعمل في منصب حساس، فضلا عن أنه تجاوز إطار سؤال لم يوجه إليه أصلا وإنما وجه لرئيسه الذي هو السيد رئيس الحكومة.
وندد الفريق بما وصفه بالأسلوب غير اللائق الذي دأب عليه المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج في التعاطي مع المبادرات الرقابية للسيدات والسادة برلمانيي الفريق والتي يمارسونها انطلاقا من مقتضيات الدستور والنظام الداخلي لمجلس النواب. معتبرا بأن المخول دستوريا بالجواب عن سؤال البرلمانيين هو رئيس الحكومة أو من ينتدبه من الوزراء، داعيا إياه إلى احترام المؤسسة البرلمانية والالتزام بمبادئ الدستور وعلى رأسها مبدأ الفصل بين السلط وتوازنها وتعاونها.
وأكد الفريق بأن من أبجديات العمل البرلماني أنه عمل عمومي وأن المبادرات الرقابية والتشريعية البرلمانية يحكمها هذا المنطق ونشْرها لا يدخل في خانة التسريب من قبيل ما ورد في بلاغ المندوب العام بوصف سؤال برلمانيي الفريق ب"تسريب سؤال شفوي"، لذلك يعمل الموقع الرسمي للبرلمان على نشر نصوص الأسئلة الكتابية والشفوية ونصوص مقترحات القوانين بعد إعمال المساطر المقررة بشأنها من قبل الأجهزة المختصة في المجلس.
و تساءل الفريق عما وصفه بالخلط العجيب وعن الايحاءات المغرضة في بلاغ المندوب العام وهو يتعمد الهروب من الجواب على السؤال – وإن كان ذلك ليس من صلاحياته أصلا- باختلاق اتهام برلمانيي لفريق بالرغبة في التدخل في عمل السلطة القضائية المستقلة، في الوقت الذي اقتصر فيه السؤال على مساءلة الحكومة عن تدبير مرفق إداري خاضع لها الذي هو المؤسسة السجنية، حيث نقلت أسر الصحفييْن المعتقليْن وهيئات دفاعهما شكاواهما المتكررة بشأن ظروف اعتقالهما بداخلها مما حذا بهما إلى إعلان الإضراب عن الطعام مما يشكل تهديدا لحياتهما.
وذكر فريق المصباح المندوب العام أن علاقته مع الرقابة البرلمانية عبر الأسئلة تنحصر فقط في تقديم عناصر الجواب على السؤال حينما يحال عليه من رئيسه، مضيفا أنه عليه أن يلزم حدوده وألا يتعدى اختصاصاته التي لا تسمح له بمخاطبة البرلمانيين مباشرة، بَلْهَ التطاول عليهم ومهاجمتهم.
ودعا الفريق المندوب العام إلى ضبط النفس والالتزام بالقواعد المطلوبة في من يدبر مؤسسة من مؤسسات الدولة، مؤكدا أن البرلمانيين ماضون في أداء مهامهم الدستورية ولن تثنيهم أبدا أساليب القذف والتعريض واتهام النوايا واختلاق الصراعات الوهمية، بحسب البلاغ
وطالب الفريق رئيس الحكومة بالتدخل لتصحيح الخلل والإساءة الحاصليْن، كما طالب رئيس مجلس النواب ومكتب المجلس باتخاذ ما يلزم للدفاع عن المؤسسة البرلمانية وعدم السماح بالتطاول عليها.
وكانت المندوبية العامة لإدارة السجون قد اتهمت فريق العدالة والتنمية بالركوب على ملف سليمان الريسوني وعمر الراضي واستثماره من أجل تحقيق أهداف ضيقة، في حين أن الأمر يتعلق بقضيتي حق عام. معتبرة أن دليلها في ذلك هو تركيز الفريق على السجينين من دون غيرهما من السجناء المضربين.دون تقديم تفاصيل عن هوية هؤلاء السجناء المضربين ووضعيتهم الصحية.
من جهة أخرى، أكدت المندوبية العامة في بلاغ أصدرته أمس الثلاثاء أن الاضراب عن الطعام الذي أشعر السجينان المعنيان بالدخول فيه غير مرتبط بظروف اعتقالهما، كما أكدا ذلك بنفسيهما خلال زيارة مدير المؤسسة لهما من أجل ثنيهما عن الاستمرار في الاضراب، وأن هدفهما هو إطلاق سراحهما، وبناء على ذلك، لن يكون للمندوبية العامة أية مسؤولية في ما قد يترتب عن إضراب السجينين عن الطعام من عواقب على حالتهما الصحية.
و أشارت المندوبية أن ادارة المؤسسة السجنية قامت بمحاولات عديدة من أجل اقناعهما للتراجع عن الإضراب، لكنهما تشبثا بموقفهما رغم ما قد يشكله الإضراب عن الطعام من خطورة على وضعهما الصحي، علما أنه يتم اخضاعهما للمراقبة الطبية اليومية لحالتهما الصحية من طرف الطاقم الطبي للمؤسسة.
واستنكرت المندوبية العامة ما وصفته بلاستغلال الإعلامي للأسئلة البرلمانية من طرف نفس المجموعة، وأكدت من جديد أن هدف السجينين المعنيين من إضرابهما عن الطعام لا يمت بصلة إلى ظروف اعتقالهما وأنها حريصة على تمتيعهما بظروف اعتقال مطابقة للقانون وبالرعاية الطبية اللازمة والموصولة.