وجّه عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، يومه الاثنين، رسالة شديدة اللهجة لمصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، بعد أن دعا، أمس الأحد، المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية دون أن يسميها، إلى الانسحاب من البرلمان، بدل استمرارها في التشكيك في نتائج انتخابات 8 شتنبر الماضي، واصفا إياه بـ"غلام الحكومة".
وقال بوانو في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بـ"فيسبوك": "تتوالى علينا تصريحات بعض المنتسبين لحكومة الارتباك والتطبيع مع الفساد، دونما خجل، وكأني بأصحابها يصدقون أن مواقفهم أو تاريخهم وتاريخ أحزابهم، أو أصوات المواطنين التي لا تشوبها شائبة، هي من أوصلتهم إلى الحكومة".
وأوضح: "من هذه التصريحات، ما نُسب لأحدهم وجد نفسه متسلقا للوظائف السياسية، تابعا ومكفولا، لم يُعرف له أثر في السياسة من قبل، غلبه حماس الموقع والصفة، وتحدث بما لا يفهم فيه ولا يقدّر أبعاده، بل فضح خلفيات كفيله وحقيقة الأغلبية التي ينتمي إليها، التي لم تكفها الهيمنة على المجالس المنتخبة، فكشرت عن الديكتاتورية التي تحاول إخفاءها، ولسوء حظها، استعملت الناطق باسم الحكومة أداة إخفاء، فإذا بها أداة فضح".
وتساءل بوانو: "فما معنى أن يدعو غلام الحكومة، المعارضة، إلى الانسحاب من البرلمان، وكأن مفاتيحه في جيبه، أو كأن البرلمان مقر تابع لحزبه، وليس مؤسسة من مؤسسات الدولة المحورية التي لها وظائف شتى؟ هل اختلطت لدى هذا الغلام مهمة ناطق باسم الحكومة، المحددة في مرسوم اختصاصاته، بمهمة ناطق باسم الدولة التي لا قِبل له بها سياسيا وقانونيا، أم أنه كان مجرد ناقل لحلم يراود من جاء به للبرلمان ثم ذهب به إلى الحكومة؟"
واسترسل: "السيد الناطق باسم الحكومة وباسم شخص آخر، عليه أن يركز في اختصاصاته، ويدافع عن الحكومة، ويراجع جيدا المقتضيات القانونية المؤطرة لمهمته، ومنها النظام الداخلي لمجلس النواب، وأن يتجنب التدخل في أمور تعني نواب الأمة ولا تعنيه، وإذا استمر في القفز في الهواء، فنحن جاهزون دائما للرد على هرطقته السياسية".
وأثارت عبارة "غلام الحكومة" ردود أفعال قوية وساخرة بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال أحد الفيسبوكيين: "معلوم طبعا من أي قاموس ينهل بوانو. وأعتبر هذا الوصف مؤشرا جيدا على الانفتاح والمراجعات داخل البيجيدي، وربما يجعلنا الأمر نطمع في مساندة الفريق لتعديل القانون الجنائي وفصوله المتعلقة بالحريات الفردية. الله يكمل بالخير، فالحب ماشي جريمة". بينما ذهب آخر إلى اعتبار كلام بوانو منحطا ولا يمت للساسة المحترمين بصلة، فيما تساءل فيسبوكي ثالث حول ما إذا حضر بوانو اجتماع الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أمس الأحد، واصفا إياه بـ"الابن العاق للبيجيدي".