أثارت التصريحات التي أطلقها عبد اللطيف ميرواي، وزير التعليم العالي، أمس الاثنين أمام البرلمان جدلا واسعا بسبب التهديدات الصريحة والمباشرة التي تضمنتها، إذ هدد ميراوي باضطرار الحكومة إلى اتخاذ إجراءات قد تتسبب في خسائر فادحة، إذا ما استمر الطلبة في إضرابهم.
ونفى ميراوي بشكل قاطع وجود أي إمكانية لبرمجة دورة استثنائية لامتحانات طلبة الطب هذه السنة، مؤكدا أن الحكومة مجمعة على هذا القرار، خاصة بعد أن تمت الاستجابة لـ 45 طلبا من أصل 50 تقدم بها الطلبة المحتجون.
وشدد ميراوي على أن المطالب الخمسة المتبقية، لم يتم قبولها كونها غير منطقية، من قبيل المشاركة في عملية انتقاء طلبة الطب الجدد للسنة المقبلة، ورفض السكن الداخلي، ورفض التداريب الميدانية.
ومن جانبه، اعتبر ياسر عاكف، عضو باللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب، أن نهاية هذه الأزمة مشروطة بمحضر اتفاق مع الوزارة يستجيب للمطالب التي وردت في الملف المطلبي الذي تقدمت به الهيئات الممثلة للطلبة، موضحا في تصريح لـ"تيلكيل عربي" أن مجموعة من النقط التي قالت الوزارة أنها ستحل لم يتم حلها كهيكلة السلك الثالث الذي كان مقررا أن يتم في شهر أبريل الماضي، لكن لم يتم احترام الالتزام، إضافة إلى توفير لائحة التداريب الاستشفائية التي كان مقررا أن يتم تجهيزها شهر يناير وهو الأمر الذي لم يتم إلى حدود اليوم.
واعتبر ياسر أن الحديث عن رفض الطلبة للتجارب السريرية دليل على جهل بالملف، موضحا أن سياسة الآذان الصماء التي يواجه بها الطلبة لن تساهم في حل الملف، لأن المشكل قائم ويستوجب حوارا بين الطرفين لحله.
إلى ذلك، تواصلت ردود الأفعال الغاضبة من تهديدات وزير التعليم العالي لطلبة الطب، حيث أكدت شبيبة العدالة والتنمية أنها تابعت باستغراب شديد التصريحات التي وصفتها بـغير المسؤولة لوزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، خلال الجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفوية بمجلس النواب، والتي أصدر خلالها تهديداً لطلبة الطب في حال استمرار إضرابهم.
واعتبر المصدر ذاته، أنه وإذ تستنكر شبيبة العدالة والتنمية لغة التهديد والوعيد التي تحدث بها وزير التعليم العالي في حق الطلبة، فإنها تذكره ومن خلاله رئيس الحكومة، أن على الحكومة أن تبادر إلى إيجاد الحلول المناسبة، عوض التصريحات التصعيدية والمستفزة وخطاب التشكيك الذي لن يؤدي إلا إلى تأجيج الاحتجاجات وتعميق حالة عدم الثقة بين الطلبة والوزارة.
وطالبت شبيبة العدالة والتنمية الحكومة وعلى وجه الاستعجال بتحمل مسؤوليتها واستئناف الحوار والإنصات للإشكالات العملية الحقيقية التي يطرحها طلبة الطب والصيدلة والمرتبطة بتقليص سنوات الدراسة ولا سيما تلك المتعلقة بضمان الجودة وتوفير التكوين والتأطير والتدريب الميداني الكافي، ودرء الخسائر الكبيرة على كل المستويات التي يدفع لها سلوك وتصريحات الوزير.