اتّهمت ناديا كالفينو، وزيرة الاقتصاد الإسباني، أمس الاثنين، روسيا، بأنها المسؤولة عن الأعمال الانتقامية الأخيرة التي قامت بها الجزائر ضد إسبانيا.
وقالت كالفينو في مقابلة مع إذاعة "راديو كاتالونيا"، إنها لاحظت الانسجام والتقارب الكبيرين للغاية بين الجزائر وروسيا، خلال اجتماعات صندوق النقد الدولي الأخيرة التي ترأستها.
وتابعت: "في ذلك الوقت، رأيت كيف باتت الجزائر منحازة أكثر وأكثر إلى روسيا. وعلى هذا النحو، فإن قرار الجزائر تعليق معاهدة صداقة وتعاون مع إسبانيا، تم إبراهما منذ 20 عاما، لم يفاجئني".
وأضافت: "الأولوية الآن هي أن تعيد الجزائر النظر في أفعالها، ولا تنفذ الإجراءات التي حذّرت منها".
ولم يرغب وزير خارجية إسبانيا، خوسيه مانويل ألباريس، في الرد على الإعلام، حول ما إذا كان الموقف الذي عبرت عنه وزير اقتصاد بلاده هو موقفه كذلك.
من جهتها، تستخدم المعارضة في الساحة السياسية الإسبانية التوتر الشديد الحالي بشأن الجزائر، والذي نشأ بعد توتر شديد مماثل بشأن المغرب؛ حيث استبعدت الارتباط بين الأعمال الانتقامية الجزائرية وضغط روسيا، واصفة تصريحات كالفينو بـ"غير الذكية".
وساطة الاتحاد الأوروبي
حسب وسائل إعلام إسبانية، فإن ألباريس نجح، يوم الجمعة الماضي، في نقل مهمة استعادة العلاقات الاقتصادية مع الجزائر إلى بروكسل، بعد طلب جمعية البنوك الجزائرية تجميد الحسابات المصرفية المستخدمة في مدفوعات الصادرات الإسبانية؛ حيث أبانت بروكسل، أمس الاثنين، عن مؤشرات حول إمكانية توسطها في هذه المهمة الدبلوماسية.
وقالت المتحدثة الرسمية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، نبيلة مصرالي، إن الاتحاد الأوروبي على اتصال بالسلطات الجزائرية لحلّ الأزمة الدبلوماسية.
وأضافت أن الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، "مستعد لتقديم الدعم إذا لزم الأمر"، بعبارة أخرى، مستعدّ لضمان الوساطة الدبلوماسية مع الجزائر.
علاقات الجزائر التاريخية مع روسيا
العلاقات بين الجزائر وروسيا ليست جديدة؛ حيث خاضت الجزائر، بين عامي 1954 و1962، حرب الاستقلال ضد فرنسا. في ذلك الوقت ، دعمت دول الناتو فرنسا، وعلى الجانب الآخر، كان الاتحاد السوفيتي.
ومنذ ذلك الحين، اعتبرت الجزائر روسيا "وريثة" الاتحاد السوفيتي. إلا أنها دائما ما كانت حذرة بهذا الشأن؛ حيث لم توافق أبدا على وجود قاعدة بحرية روسية على أراضيها، كما أنها ليست مع فكرة وجود ميليشيات فاجنر الروسية في ليبيا، فضلا عن التزامها الحياد أثناء ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا.